توقف الجميع بالإعجاب والتأييد مع قرارات الجمعية العمومية الأخيرة للاتحاد السوداني لكرة القدم طالما أنها أنصفت الوسط الكروي ولبت رغباته باصدار العديد من القرارات التاريخية وكان لابد أن نتوقف عندها بالتقييم والتقويم وفي هذه العجالة لا نتوقف مع كل القرارات مع انها تستحق بل نقف بسرعة مع بعضها ومنها قرار اعادة أشبال الأندية التي كانت الشريان المغذي لكل الأندية من اللاعبين المميزين لعباً وخلقاً طالما تربوا وشبوا داخل هذه الأندية فوفروا على الأندية الملايين وكان الأشبال الذين تتجاوز أعمارهم السن القانونية ولم يتم تقييدهم في الهلال والمريخ يكونوا هدفاً للأندية ويلعبوا بتألق واجادة في الأندية التي يذهبون اليها ويجبرون القمة الكروية على استردادهم كباراً بعد أن فقدتهم وهم صغار وعلى سبيل المثال خالد بخيت وعبد الرحيم الحماداب اللذين فرط فيهما الهلال وكتبا تاريخاً مضيئا لهما في فريقي بري وهلال الساحل أجبر النادي الكبير على استردادهما وقدما الكثير للنادي الكبير. لقد جنت الأندية على امتداد السودان الكثير من المكاسب في الأشبال وعلى رأسها النيل والموردة والعباسية والأهلي الخرطومي وعانت بعد ذلك أيما معاناة بعد قرار الحل الذي لم يصب في مصلحة الكرة السودانية وكان لذلك أثره السلبي على مسار هذه الأندية تبكي على حالها وعلى غياب مشروع الأشبال المغذي لها ورغم الرجاءات والتوسلات والنداءات والصرخات التي ترسلها هذه الأندية الا أن الاتحاد العام ظل يغض الطرف عن كل هذه الرغبات بل حتى عندما قرر الوزير السابق هاشم هارون اعادة الاشبال لاندية اتحاد الخرطوم قاوم بعض رجالات الاتحاد هذا القرار وأقاموا المتاريس أمام تنفيذه حتى جاءت الجمعية العمومية الحالية للاتحاد وأعادت هذا الجهاز كخطوة رائعة وملحة. والقرار الثاني الذي لابد أن نتوقف عنده بالاشادة والاعجاب هو القرار الذي اتخذته الجمعية والذي قضى بالغاء الخانات السنية لأندية الممتاز والدرجة الأولى والتي شكت منها الأندية مؤكدة عدم جدواها وظلت محل انتقاد لكل المدربين الأجانب الذين تعاقبوا على تدريب القمة والمنتخبات وأظهرت عشرات الثغرات وأثارت الكثير من الجدل وان كان بعض قادة الاتحاد ينتقدون مشروع الأشبال ويرمونه بالتزوير فان خانات الشباب فتحت الأبواب على مصاريعها أمام التزوير بكل مثير للدهشة والاستنكار وحسناً فعلت الجمعية العمومية وهي تبادر بالغائها. والقرار الثالث الذي اتخذته الجمعية وكان صائباً ومنصفاً للحد البعيد هو قرار اعادة نادي توتي الرياضي مع اعترافه بالظلم الذي حاق بالفريق، اعادته للدرجة الثانية وهو قرار فجر مشاعر الفرحة لدى جماهير النادي وانصاره بالرغم من مسارعة بعض الأصوات الى رفضه على أساس أن النادي كان بالدرجة الأولى وفي رأيي أن توتي مطالبة بتوجيه الشكر لجمعية الاتحاد وللاتحاد نفسه لأنه كان وراء القرار الذي رفع الظلم عن النادي وجماهيره لأن التعامل مع توتي اختلف هذه المرة فتمت الاعادة للدرجة الثانية وهو حل وسط ومنصف وفي رأيي أن رفض هذا الحل يسهم في تعقيد القضية ويعيدها الى نقطة الصفر واللعب تحت الكوبري والحل الذي قدمته الجمعية العمومية هو الأفضل والأنسب وهي تنظر لها بعين الانصاف تقديرا لتاريخ الجزيرة ومكانة أهلها. ان الجمعية العمومية للاتحاد السوداني تستحق تعظيم سلام من الوسط الرياضي لأن هذه القرارات والخطوات تحمل في ثناياها الرغبة في التجديد والتغيير والتطور والعودة لصوت العقل.