يمثل الدفاع المدني درقة الصد وصمام الأمان للحماية من الحوادث المفاجئة، وبارقة الأمل لإنقاذ الأرواح التي جرت عليها المقادير بغرق أو حرق أو سقوط في بئر، أو غيرة من المشاهد الدراماتيكية التي يتعذر على (غير المتخصصين) المجازفة بالإنقاذ ولو كان الضحية أعز الناس وأقرب الاقربين.. أنشئت المنظمة العالمية للحماية المدنية في العام 1931.. عقب الحرب العالمية الأولى لكثرة الظواهر الطبيعية وغيرها من سيول والغام وآثار حروب، وهدم تحصد الأرواح بصورة جماعية مفزعة، وتعرض آخرون لخطر محدق يحتاج لعمل متخصص، وبتدريب عال لتكون النتيجة الإنقاذ وليس حصد مزيد من الأرواح. يصادف الأول من مارس من كل عام اليوم العالمي للحماية المدنية الموافق للذكرى السنوية لبدء سريان القانون الأساسي في1/3/1972وقد انضم السودان للمنظمة في العام 1994، ونحن إذن نحتفل بكل مايحمي الإنسان ويحفظ حياته وممتلكاته نقف خلف شعار هذا العام (الإعلام وقاية) وها نحن نرسل بصوت عالٍ وقلم يشكو إهمال الأمهات لحفظ الأبناء، وتوعية الشباب بمخاطر النيل والصيف والإجازة، التي ترتفع فيها حوادث الغرق ويبتلع النيل عشرات الشباب، والأطفال فيرتفع صوت العويل الذي يمكن تجنبه برفع درجة الوعي... ما زالت في مخيلتي عشرات الحوادث التي تعرض لها الصغار أثناء اللهو البرئ كالسقوط في الآبار غير المحكمة الإغلاق والبالوعات، واضرام الحرائق في أنفسهم وفي كل ماحولهم، نتيجة لترك أعواد الثقاب والغاز وكل مايساعد على الاشتعال بحريق في القلوب والنفوس قبل الأجساد التي دفعت ارواحها ثمناً جراء الإهمال. زاوية أخيرة: كامل التجلة والتقدير للدفاع المدني لكل مايقدمونه من خدمات لا يدرك مدى اهميتها إلا من احتاجها، عندما ضاقت به الأرض بما رحبت.