كسر قواعد البروتكول الملكي في انجلترا أمر شبه مستحيل، فكل شيء مضبوط بالمليمتير حتى الابتسامات والمشاعر والانحاءة والتحية، ولا تسمح الملكة بخرق النظم ولو من صغار العائلة الملكية. لا يختلف الأمر كثيراً في بلاد العم سام، وإن كانت البروتكولات أقل صرامة ولو في البيت الأبيض، وبالتالي فالأوربيون يعتبرون الالتزام بالمراسم والطقوس أكثر قداسة من تلاوة الشعائر الدينية، وأرفع مقاماً من اي ثقافة اكتسبوها على مر التاريخ. النظام السائد بالثانية التي تضبط بحضور القطار أو تحرك الباص المقصود، (لا يختل ولا يحتاج لضابط ولا رابط ولا قوانين) فالمواطن يحكم نفسه. يختلف الأمر في دول العالم الثالث التي تعيش باريحية وتتصرف بعفوية، ولا يهمها حال ضوابط ولا نظم!! لابل تكره التقييد والالتزام وتتململ إذا فرض عليه شكل مغاير للنمط المعتاد. كثير ماعانى أصحاب الأقلام وأهل الإعلام من أصحاب الجاكتات المفصلة ببروتكول نظامي اشتراكي، ومعاملاتهم اللاذوقية في الذود عن المسؤول الذي دعاهم لمرافقته، لاحظ عبارة دعاهم تلك- بكل ماتحمل من (مراسم ) بان يترك الصحفي أو الكاتب أو الإعلامي أهله وعمله ويعطل كل مصالحه ليشهد الفعالية، ويكتب ملاحظاته، وبيد حتماً إعجابه ويسمع ويسجل كل كلمة ويرسلها كخبر، ويخرج منها تقريراً أو عموداً أو خلافه.. المهم يؤدي مهمة فوق العادة (لأن المسؤول يرغب بذلك.. ولأن من سمات الإعلام التنموي بث الأمل، وكشف العمل غير المرئي بالنسبة للمواطن العادي بواسطة الصحافة والإعلام، سيما فيما يخص التنمية أو المصلحة العامة. معاملة بعض موظفي المراسم لبعض المسؤولين تحتاج لبروتكول في فن التعامل والذوق مع الآخرين، حتى ولو أصحاب حاجات ناهيك عن صحفي لكم عنده حاجة.. للسادة الذين يودون أن تكون الصحافة حاضرة لتغطية فعالياتهم.. احترموا الإعلام. أما موظفو المراسم فلابد من دورات مكثفة في المراسم والبروتكول، لتتعلموا من خلالها كيف لاتصرخون في وجوه ضيوف مسؤولكم الذي يحتاج للإعلام أكثر من معاملتكم الفظة . قبل وضع الشوك والملاعق وترتيب المقامات.. المعاملة بتعالي واحتقار لأهل الإعلام مرفوضة وتخصم من المسؤول قبل الموظف الذي لا يحسن المحافظة على أدنى درجات الاحترام كأعلى سلعة في متجر البروتكول زاوية أخيرة: شيعت حبك ياسيدي بالمراسم والطقوس العسكرية هناك في قلبي حيث مثواه الأخير.