باسم ثمانمائة إمرأه.. ابعدتهن الظروف وجور الأيام وعدل الاحكام على البقاء خلف الأسوار بعيداً عن الأهل والأحباب، استيفاءً لحق المجتمع..وارضاء للخصوم، وتنفيذاً لأمر الشرع والقانون، أناشدك، لإنسانيتك، وعظم أخلاقك.. مروءتك وزهدك عن ذخرف الدنيا... وبحثك الدؤوب في سبيل اعلاء كلمة الوطن ونصرة الضعفاء... وتضميد جراح المكلومين....! .. أخاطبك ياأيها العادل باسم العدالة المتمثلة فيك، والعشم المرابط أسفل «قلمكم» وبصفتك نائب مدير الشرطه ...والمنفذ ....لكثير ....من السياسات والأفكار التي ارتقت بالعمل الشرطي يد بيد مع المدير العام وبقية الرجال الأوفياء من قمة الهرم «حتى قمتة» أيضاً فلا يوجد صغير في الشرطة، وإن تفاوتت الرتب، فكل الأعمال جليلة وعظيمة....!! أناشدك الفريق د. عاجب... لأن أفعالك عاجبه كل الناس، ولأنك مارددت يوماً سائلاً أو واقفاً ببابك، فأنت صاحب الإحسان في المعاملة، واللطف في المجاملة، والبشاشة في اللين، والعزم في اليقين ....! فسجن النساء ياسيدى أو «دار التائبات» يحتاج لعربة ترحيل للنزيلات، لأن البعض منتظرات أو محكومات ولازلن في مرحلة تقاضي ...! فلا يعقل أن تخرج السجينة برفقة سجانة يشاهدها كل المجتمع، وهي تركب المواصلات العامة...! الغريب أن سجن كوبر رجال به عربة ترحيل، مع أن النساءأكثر حاجة للأمان والخصوصية... فنحن ياسيدي كما تعلم نعيش في مجتمع.. لا يرحم ويحاسب المرأة بميزان الأعراف والتقاليد، العيب والعار دون النظر للمسببات.. سجن ياسيادة الفريق ليس فيه جهاز موجات صوتية ومن هنا نناشد سوداتل-زين- وكل الشركات الكبرى أن تساهم في ذلك ..لأن وجود هذا الجهاز يقلل كثيراً من خروج السجينات المريضات بتلك الطريقة المهينة، مما يحفظ للنساء حرمتهن ويجنبهن الإحراج، ونظرات الناس..! إن هذه الدار حبلى بكل معاناة نساء السودان - خليط- من الخوف والألم، ومزيج من الحزن والانكسار والندم، لا مكان للورود ولا الاحلام... إنتظار بغيض، وشعور بالاستكانة والضعف، إن الدور الذى تقوم به السجون أكبر مما يظن الجميع، والشرطة جزء لايتجزأ من هذا الكيان لا بل هي... المسؤولة المباشرة عن كل مايحقق الأمن والسلام للمجتمع ...! زاوية أخيره: لقد كان يكتب ياسيدي الفريق العادل... عن السجن أيام الدولة العباسية «هذه منازل البلوى، وقبور الأحياء.. وتجربة الصديق.. وشماتة الأعداء»!!