أمس الأول كانت لنا جلسة طويلة مع السيد رئيس التحرير في اجتماع، حيث ناقشنا كل ما يلي هموم ومشاكل الولايات، فخرجنا بطرح فاعل ومتطور فيما يلي مشاكل ولاياتنا.. حيث ستكون الولايات حاضرة وفاعلة يومياً على صفحات (آخر لحظة) بعيداً عن الصفحة "المحنطة".. وستعكس زاويتنا تحركاتنا في الولايات وملاحقاتنا لأحداثها.. وأبشِّر الأخوة والأخوات من الزملاء (المراسلين) ببشريات ستأتي بقدر اجتهادهم ومواكبتهم، وسيتم توفيق أوضاعهم بصورة توازي جهدكم وجهادكم.. ولنا معكم جلسات لتوضيح ما خفي عليكم.. * لاحظنا في تجوالنا الأخير لبعض الولايات أن هناك وباءً وفساداً مشتركاً في كل ما يلي الأراضي.. فالأراضي سكناً وزراعة صارت لها (مافيا) أكثر وأكبر خطراً من (السرطان).. فكل يوم يمر يزداد الأمر ويستفحل وبدأنا استطلاعات وتحقيقات صحفية بهدف المساهمة في العلاجات ووضع حد لهذا الوباء الذي تفشى واستشرى وصار له ضحايا.. ومظاليم. * وإليكم بعض المناظر على أمل أن نعود لكم بأفلام «أسكوب» عن فساد الأراضي.. أولاً في ولاية سنار حيث يعتبر والي سنار السابق رائداً في مشروع بيع الأراضي، حيث ظل يبيع الأراضي الحكومية حتى نسي أو تناسى أن هناك مواطنين يحتاجون لأرض تحفظهم وتحفظ العيال وسمى مشروعه (الأرض مقابل التنمية) ولم يفته طبعاً أن يبيع دار سينما سنار.. وما زال الوالي الذي خلفه يعاني من مشروعه (المتخلف) جداً.. علماً بأن ولاية سنار غنية بالزراعة بكل أنواعها.. وغنية بالغابات.. وبالصمغ.. غنية بثروات حيوانية.. وسمكية.. وسنار مركز تجاري.. كل هذه الثروات لم ينظر لها سيادة الوالي.. وربنا ستر على الخزان. أما في شرق دارفور عامة والضعين على وجه الخصوص.. فيكفي أنه شمل الشوارع والميادين والساحات العامة حتى صار نهباً (عديل) ليشمل بزياراته الحيازات.. وجميل أن الوالي الحالي أنس عمر قد تعهد بالقضاء على فساد الأراضي تماماً.. ونحن سنتابع حتى نقتل غول المافيا مع سيادة الوالي. وفي جنوب دارفور لبست مافيا الأراضي لبوس الاستثمار في محطات الوقود، حيث تم بحسب تصريح من (SMC) نزع (26) قطعة محطة وقود و(3000) قطعة استثمارية خاضعة للمراجعة.. يعني الأمر جاري فيه العلاج.. ودي مناظر. وفي الشمالية مشكلة الأراضي ظلت تشكل هاجساً كبيراً لكل الحكومات المتعاقبة.. أما في تجوالنا الذي شمل ولاية القضارف فنكتفي في مناظر أراضيها وظلم أهلها الصبوحين الفقراء بقصة تلك الأسر التي نزعت أراضيهم الزراعية التي ورثوها من الآباء والجدود.. وأعني «قرية الشريف العاقب» لتصبح مقراً لحوض مياه شرب القضارف وسكناً آمناً يتمتع ساكنوه بالكهرباء والمياه.. على أن يعوض آل الشريف اثنتي عشرة أسرة فيهم الأرامل والمطلقات والمعاقون والمسنون.. ظلوا لاثني عشر عاماً ينتظرون التعويضات شاهدنا معظمهم وسالت دموعنا وعاهدناهم بأن يسيل مدادنا من أجلهم وطمأناهم بأن في عهد ميرغني صالح لن يطول انتظاركم وستكفكف دموعنا ودموعكم.. أما أراضي الجزيرة فنكتفي بالقرى العشوائية المنتشرة عند كل قنطرة وعند كل ترعة حتى جف الماء والضرع وإيلا موجود ومسنود بالسلطة وحب الناس رغم نفرة (الفزعة) والمصالح وتعليقنا عليها (حسبنا الله ونعم الوكيل).. والاختشوا ماتوا.. أما فساد أراضي الخرطوم فيكفينا في هذه المناظر اعتراف وإقرار السيد والي الخرطوم بشجاعة يحسد عليها.