لم تتحمل قحط البقاء كثيرا بعيدا من حضن العساكر    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    الخارجيةترد على انكار وزير خارجية تشاد دعم بلاده للمليشيا الارهابية    الأحمر يعود للتدريبات    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    شاهد بالفيديو.. محامي مصري يقدم نصيحة وطريقة سهلة للسودانيين في مصر للحصول على إقامة متعددة (خروج وعودة) بمبلغ بسيط ومسترد دون الحوجة لشهادة مدرسية وشراء عقار    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    الخارجية السودانية تستوضح السفير السعودي بشأن فيديو تهديد أفراد من المليشيا المتمردة    كباشي والحلو يتفقان على إيصال المساعدات لمستحقيها بشكل فوري وتوقيع وثيقة    شاهد بالفيديو.. في مشهد مؤثر البرهان يقف على مراسم "دفن" نجله ويتلقى التعازي من أمام قبره بتركيا    المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة مع دول عربية في غزة بعد الحرب    الحرس الثوري الإيراني "يخترق" خط الاستواء    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    ((كل تأخيرة فيها خير))    هيفاء وهبي تثير الجدل بسبب إطلالتها الجريئة في حفل البحرين    وصف ب"الخطير"..معارضة في السودان للقرار المثير    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الولايات
نشر في الصحافة يوم 09 - 07 - 2011


القضارف : عمار الضو
اليوم هو الموعد المضروب للاعلان الرسمي لدولة السودان الجنوبي والذي يعتبر تاريخا مفصليا وهاما وذلك لأنه وضع حداً لعلاقات سياسية وجغرافية بين شطري الوطن ظلت جسورها ممتدة منذ قرن ويزيد من الزمان ،والانفصال يعتبره الكثيرون سياسيا وليس وجدانيا ويؤكدون أن العلاقات الوجدانية الراسخة بين مواطني الدولتين لن تفلح رياح السياسة في فصلها ،وهذا ما أكده عدد من المواطنين بولاية القضارف وعلى رأسهم ابن الجنوب د. زكريا لاسو الذي أشار الى انه مقيم في الشمال منذ العام 1975م وعمل مع د. بله بابكر في صيدلية الكوباني منذ تلك الفترة حتى هذه اللحظة ،وقال بشئ من الجميل أن الدكتور الذي كان يعمل معه اشترى له قطعة الأرض التي يقطن فيها حالياً بمبلغ ألف جنيه في العام 1979م مما أدى إلى استقراره بالقضارف ،ويضيف: كنت حزيناً عند وفاته غرقاً بمدينة الشواك وهو ينحدر من قبيلة الشايقية وظلت العلاقة مستمرة مع أشقائه عبد الغني وصلاح وكانوا يبادلوني الزيارات في المناسبات والأفراح ..
وتقول حنان ابنة الدكتور زكريا التي درست الاقتصاد بجامعة البحر الأحمر ان لديها علاقات وتواصل خاص مع الأدروبات من ابناء بورتسودان منهم محمد عبد الله ومحمد موسى وعائشة ومنى ،وأشارت إلى تشابه عادات وتقاليد البني عامر مع قبيلتي فجلو (باريا) وقالت ان اصدقاءها من قبائل الشرق سبق أن حضروا أكثر من مرة وشاركوها مناسبات اجتماعية مختلفة واكدت على امتداد التواصل بينهما حتى في ظل الانفصال القائم وقالت حنان أن والدتها ظلت تعمل في مجال بيع الخضروات في حي ود الكبير حتى أطلق عليها لقب (ماما) في اشارة لحب الناس لها حتى ظن البعض بان لقب ماما هو اسمها الحقيقي وقالت الطالبة حنان بأنها رغم مسيحيتها لا تشعر بابتعاد المسلمين عنها الذين كانوا يواصلوهم في أعياد الكريماس . مبشر الكنيسة الكاثوليكية بالقضارف قبريال ريج قال بأن له صداقات واسعة وكبيرة خاصة مع الدستوريين أمثال معتمد الفشقة د. يحى حسب سيدو مشيراً بأنهم ظلوا يتلقون الدعم من حكومة الولاية وخاصة جهاز الأمن الوطني والمخابرات الذي قال بانه يمدهم بالوقود لإقامة الصلوات في الأعياد الكبرى وترحيل الطلاب إلى الكنيسة وقال بأن الكنيسة الكاثوليكية بالقضارف أقامت الصلوات والترانيم للوحدة خلال عمليات الاستفتاء وتستمر صلواتها رغم الانفصال ثلاثة أيام في الاسبوع وذلك لاستمرار العلاقات بين الشعبين وطالب الشعبيين والسياسيين بالصبر والتقليل من الخلافات فيما أشار السلطان سعيد محمد دينق بأنهم عملوا للوحدة من أجل تحقيقها حسب رغبتهم إلا أن الساسة رفضوا ذلك وقال بأنهم كشعب يريدون الوحدة وتواصل العلاقات بين الشعبين لأن التعليم الذي وجده أبناء الجنوب بالشمال ساعد في استقرار الجنوب ونهضتها وطالب دينق حكومة الشمال باستمرار العلاقة بالمحبة والتعايش السلمي، مؤكداً بأنهم لم يتعرضوا لاي مضايقات ويتمتعون بحرية كاملة .. عبد الرحيم الشامي الباحث التراثي والفنان التشكيلي أشار إلى أن أكبر ما يعانيه السودان كقطر هو الواقع المتخلف اجتماعياً الذي لم يتجاوز الطور القبلي لأن الثقافات السودانية تبني على القبلية في الجنوب وكل أجزاء القارة ونجد أن الذين يتحدثون على الزنوج الأفريقية أو الأفريقانية وما يسمى بالأدب الأفريقي كتب بلغات أجنبية أو المستعمر لعدم وجود لغة مشتركة يمكن التعبير بها عن هذه الثقافات بل معظمها رطانات أو لغات محلية وأشار الشامي إلى أن اللغة التي تستخدمها النخب السياسية والمثقفون في الجنوب وأنحاء القارة لغة المستعمر حتى الأزياء لذا نجد بأنهم تأثروا بها وهم أكثر الناس حديثاً عن الزنوجية والأفريقية مما ساعد العالم الغربي واليهودي لإغرائهم نحو الانفصال وأبان الشامي بأن الانفصال الذي حدث قد كرس له الساسة في الشمال والجنوب لأن النخبة المثقفة الشمالية التي ورثت الحكم منذ الاستعمار تم إعدادها وتثقيفها عليى النمط الغربي وهو لم يستغل منذ العام 1956م بل كان التدريب والتمرين بطريقة الحكم الليبرالي بعد أن أعد له النمط الغربي منذ العام 1952م بعد أن رسم ادوارا محددة وأشار الشامي بأن الانقسام الثقافي ما بين الشمال والجنوب والنسيج الاجتماعي الذي ظل منشطراً ولد ما يسمى برواد الحركة الوطنية بعد أن لعبوا دورا مقدرا في تكريسه اجتماعياً وتنبأ الشامي أن يكون التكريس للانفصال وتوسعة الهوة الثقافية والفكرية أكبر وطالب بضرورة إعادة قراءة الواقع السياسي والاجتماعي وتعاطي النقد البناء والموضوعي وقال إن الجيل السياسي الراهن قد أخطأ في الانفصال لضعف قراءته الوحدوية،اما المحامي رمزي يحي قال إن المطلوب من الشعبين ترك المرارات التي خلفتها صراعات الشريكين لأن العلاقة بين الشعبين ممتدة ولا يمكن أن تؤثر عليها أي إضطرابات سياسية تحدث بين الشريكين لأنهما ذاهبان لا محالة ليصبح الشعب هو الباقي عسى أن تحدث الوحدة مرة أخرى في ظل المقومات الموجودة ،وأشار رمزي ان الشعب الجنوبي في أشد ايام الحرب التي فرضت عليه دون إرادته لم يذهب للخارج بل لجأ إلى الشمال مما يعني أن الشعب لا علاقة له بآلة الحرب التي اندلعت سابقاً وهي تعتبر رسالة إلى أن السودان بلد متعدد الثقافات والأديان والأعراق ويجب أن يبقى كذلك عاملاً مساعداً للوحدة دون الفرقة وجدد رمزي تأكيده بأن السودان سيظل موحداً في شرقه وغربه وجنوبه وشماله إن لم يكن اليوم فان غداً لناظره قريب.
سنار..بصمات جنوبية على جدار الفونج
سنار:مصطفى أحمد عبد الله
الوفاء من القيم الانسانية السامية التي حض عليها ديننا الحنيف وكسودانيين جبلنا على تعاطي هذه المفردة التي باتت من موروثاتنا ،ولأن أهل السودان الجنوبي يتأهبون اليوم للاحتفال بميلاد دولتهم كان لازما علينا كما يؤكد الكثيرون ان نعترف بمساهماتهم المقدرة في ميلاد دولة السودان ووصولها الى هذه المرحلة ، وفي ولاية سنار كان للجنوبيين جهد وافر وتاريخ مقدر في انشطة الحياة المختلفة ،فسنار التي كانت مملكة ثم تحولت لقرية ثم اخذت تستعيد اهميتها منذ قيام خزان سنار 1925 والذى كان هو البداية الحقيقية فى تطور ونمو مدينة سنار الحضا رى والعمرانى والاجتماعى حيث تضاعف عدد السكان وتضاعفت المساحات المزروعة واخذ الاثرياء يبنون المنازل وينشئون البساتين على ضفاف النيل الازرق تدين بالوفاء لابناء الجنوب الذين شكلوا حضورا مؤثرا بشهادة اهل الولاية ،وفى ذلك الحين اخذ الجنوبيون يتدفقون على سنار خاصة والشمال عامة بعد ان شجعهم الامن والامان والمعاملة الطيبة ..فخرجوا من احيائهم التى كانوا يعيشون فيها واخذوا يختلطون بالاهالى .وفى الثلث الثانى من القرن الماضى كان الجنوبيون يقومون بجميع الاعمال الزراعية فى الولاية وكعمال مهرة فى المدن الكبرى حتى بعد الانفصال وقد كان لوجودهم فى سنار بأعدادهم الكبيرة اثره فى الامتداد العمرانى فى المدينة واتجاهاته ..خاصة اذا علمنا ان المدينة كانت تقتصر على بضعة احياء لا اكثر ..فقد كانت معظم المبانى والمنشئات التى اقيمت فى هذه المنطقه للجنوبيين يد طولى فى اقامتها ،ومن الثابت ان معظم الجنوبيين الذين وفدوا على سنار خلال الفترة الماضيه تركزت اقامتهم حول النيل الازرق (الجناين والكمائن) وفى احياء معينه واماكن تجمعات خططت فى عهد ثورة الانقاذ شيدوا مبانيهم عليها .ان ولاية سنار التى ترتبط الآن بحدود جغرافيه مع دولة الجنوب الوليدة عن طريق ولاية اعالى النيل ساهمت فى التمازج الواضح حتى صار الجنوبى جزء من المجتمع السنارى بل اصبح جزءا من الادارة المحليه فى المدينة وحظوا بنصيب من السلطة التنفيذيه فى المدينه حتى اخذت اعدادهم تتزايد بإطراد على طول الواجهة النهريه للولاية. وكانت تسكن فى شكل مجموعات منظمه وفعاله يظهر ذلك الامر جليا فى احتفالاتهم بأعيادهم القوميه وذهابهم للكنيسه (القلعه) واحترامهم لرجال الدين المسيحى ،كما كانت لهم حفلاتهم الخاصة المتميزة بالزواج او غيره ..وانصهروا فى المجتمع بصورة كبيرة وكانوا يشعرون بأنهم فى مناطقهم فى الجنوب فأصبحوا يكونون الانديه كفريق التاج مثلا وزاد نشاطهم الثقافى والاعلامى..وعند توقيع اتفاقية السلام نيفاشا 2005 غادر ولاية سنار اكثر من 1400جنوبى على الاقل وكان معظمهم من المثقفين المتعلمين الامر الذى دل على انهم كانوا قد حسموا امرهم بالاتجاه نحو الانفصال وكان ان حدثنى احدهم:( اننا نريد ان نثبت لكم بأننا لسنا فاشلين) ..لقد كان الغيب يحجب عن الجميع فى ذلك الوقت هذا الخبر.على كل حال فقد عمل الجنوبيون فى ولاية سنار فى جميع الاعمال والحرف تقريبا حيث عملوا فى متاجر الاقمشة حيث كان الجنوبى فى اتحاد مع الاقباط بسبب الديانة طبعا لذا استوعبهم عديد من الاقباط فى هذا العمل ،كما عمل الجنوبيون فى مجال البناء وكصنايعيه واطباء (اليجا ملوك)ومحامين ونافسوا بأيديهم وعقولهم الشماليين وكانوا مثلهم يتكلمون العربية كأهلها.وقد ترك الجنوبيون بصماتهم على مظاهر الحياة المختلفة فى ولاية سنار ..فى مبانيها..متاجرها وفى الوقت نفسه كانت احياء من الولايه تحمل اسماء جنوبيه ولازالت ،صحيح ان الجنوبيين هجروا من مناطقهم الى ولاية سنار فى فترة الحرب ولكن هجرتهم لم تلحق اضرارا بالولاية فقد تصادف انه عندما تمت الهجرة كانت العناصر الموجوده فى سنار تمثل خليطا من السكان يمثلون سوداناً مصغراً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
الشمالية ..وداع ووفاء
دنقلا - مختار بيرم
ودعت الولاية الشمالية ابناء حسبتهم من الاخيار الذين امضوا فيها معظم مراحل حياتهم ولم يبخلوا عليها بخبراتهم العلمية ومقدراتهم العملية في سبيل رفعتها حيث ودعت الولاية بالدموع والحزن مواطني الجنوب في احتفالية لم تشهد الولاية لها مثيلا وذلك بقاعة الشرطة الشعبية في حاضرة ولاية دنقلا بحضور الدكتور / الفاتح حسين معتمد محلية دنقلا والاستاذ / عادل البكري نائب رئيس المجلس التشريعي بالولاية وعدد من رموز واعيان الولاية ،واشار المعتمد الى ان هذا الوداع يماثل بتر جزء من الانسان وذلك لما يشكله المحتفى بهم في وجدان مواطني الولاية الذين أكدوا صعوبة التخلي عن مثل هؤلاء الرجال الذين قدموا للولاية الغالي والنفيس من اجل تقدمها وازدهارها ولم يبخلوا عليها بشئ ،وقال ان الاحتفال يعد بمثابة تعبير ولو بجزء بسيط عما يجوش في وجدان أهل الولاية من حب تجاه اخوتهم الجنوبيين وقال ان ارادة الله شاءت ان يفترق ابناء الوطن الواحد وتمنى للجنوبيين كل التوفيق في دولتهم الجديدة ،كما تحدث بعض ممثلي الأخوة الجنوبيين من الذين كانوا يشغلون مواقع في الخدمة العامة بالولاية الشمالية عليى رأسهم الضابط الاداري / جمعة كتنقا برنجي تحدث قائلاً : ( في مثل هذه المواقف يصعب الحديث ولكن نقول قد تجولت في عدد من الولايات الشمالية بحكم عملي منذ العام 1991م وحتى تاريخ اليوم ولم نجد اطلاقاً من قبل الاخوة الشماليين الا كل الاحترام والود ونحن من جانبنا بادرناهم نفس الاحترام ،و ادين للولاية الشمالية بالكثير وذلك لانها علمتني وساهمت في تعليم جزء كبير من ابناء الاخوة الجنوبيين واناشد اخوتي الجنوبيين ان تتضافر جهود هم من اجل تنمية واعمار الجنوب مستفيدين من الموارد الطبيعية والبشرية. كما تحدث المقدم شرطة / جون قوناي شوك الذي قال : حضرت الى الشمالية منذ ان تم نقلي من شرطة ولاية الخرطوم من عام 2004م وتنقلت من مواقع الشرطة علي مستوي جميع المحليات واخيراً بمحلية القولد وظللت اعمل بها حتى كتب لنا الرحيل ومن خلال عملنا خلقنا الكثير من العلاقات الطيبة والحميمة مع المواطن و استفدنا منهم واستفادوا منا ومن خلال تجوالنا لم نشاهد مثل انسان الولاية الشمالية فهو طيب المعشر وحسن الخلق وانسان فريد من نوعه وطوال فترة عملنا لم نشعر بالظلم ،وفراق مثل هؤلاء الناس سوف يكون صعباً علينا وعلى الجميع ولكن هذا قدرنا ليس منه مفر ونتمنى لجميع اخواني الجنوبيين التوفيق في دولتنا الوليدة واجدد شكري لاخواني في الولاية الشمالية.
جنوب كردفان... الأحزان تتضاعف
كادوقلي :الصحافة
أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع ان يتحول التجاذب الحاد بين الشريكين بولاية جنوب كردفان خلال الحملة الانتخابية الماضية الى حرب لاهواده فيها تعيد الولاية القهقهري الى ماقبل التاسع من يوليو من عام 2005 ،ولايزال السكان المحليون بمحليات الولاية التسع عشر في دهشه وحيرة من الواقع الذي فرض عليهم والذي اذهب سلاما نعموا به لسنوات تذوقوا من خلاله طعم الاستقرار في الحقول والمدارس والاسواق ومختلف المواقع ،وتأتي مناسبة إنفصال جنوب السودان عن شماله في ظروف بالغة التعقيد تمر بها الولاية التي تحاد ثلاث ولايات من دولة الجنوب وتجمعها علاقات وروابط ازلية ..
وكان الكثير من مواطني الولاية يتطلعون رغم الحزن الذي يعتصرونه في دواخلهم على اثر انفصال الجنوب عن الشمال الى مشاركة اهل الجنوب اللحظات التاريخية بميلاد دولتهم ليس فرحا بالانفصال ولكن تأكيدا لعمق الروابط التي تجمعهم باهل الجنوب وسعيا وراء الحفاظ عليها كما اشار الشاب حامد تيه والذي تمنى أن لا تؤثر الاحداث الاخيرة بجنوب كردفان على استقرار الحدود بين الدولتين ،وقال إنه حزين لانفصال الجنوب ولكنه يرى انه خيار يعد أفضل من الحرب التي دارت لعقود من الزمان ..وتعتبر ولاية جنوب كردفان بعد إنفصال الجنوب من الولايات الحدودية التي شهدت صراعا مكتوما بين الحزبين الحاكمين في الشمال والجنوب وذلك لاهميتها وموقعها الاستراتيجي ،وتقع ولاية جنوب كردفان ضمن الحدود الجغرافية للشمال، وتحيط بها ست ولايات، ثلاث منها تقع في جنوب السودان، وهي ولايات الوحدة واراب وأعالي النيل، وثلاث ولايات تقع في الشمال، هي شمال كردفان والنيل الأبي وجنوب دارفور، وتقدر مساحتها بنحو 79470 كلم2، ويسكنها أكثر من مليون، حيث يقدر سكانها بنحو 1066117 نسمة. وتاريخيا، قامت فيها ما يعرف بمملكة «تقلي» الإسلامية، وتتكون تركيبتها الإثنية من خليط من العناصر العربية والإفريقية، وأهم قبائلها هي المسيرية والنوبة، إضافة إلى عناصر من قبائل جنوبية قرب الحدود مع الجنوب أبرزها الدينكا. كما تتميز الولاية بتعددية دينية واضحة تجمع الإسلام والمسيحية وأصحاب الديانات التقليدية بنسب متقاربة، بتفوق واضح للمسلمين، ومن الناحية الاقتصادية، فإنها تعتمد على الزراعة والرعي بالنظر لوقوعها في مناخ السافنا بنوعيه الجاف والرطب، كما أنها متأثرة بالمناخ الاستوائي وأمطاره الغزيرة، ومن ثم تنتشر فيها «الخيران» الكبيرة وتكثر الجبال. ولذا، فإن من أشهر مناطقها جبال النوبة، وهي أحيانا تطغي عليى المنطقة وتحمل اسمها . وقد زادت أهمية الولاية بعد اكتشاف البترول فيها، حيث يوجد فيها عدد من الأحواض المهمة، الأمر الذي زاد من حدة الصراعات، وأثر في معادلات النزاعات في المنطقة،والولاية ذات الموقع الاستراتيجي بين دولتي الشمال والجنوب ينظر اليها الكثيرون عليى انها من الممكن ان تلعب دور منطقة تكامل بين الدولتين ،ولكن يتخوف البعض من الآثار السالبة للحرب الاخيرة التي اندلعت بجنوب كردفان والتي تم ارجاعها الى عدد من الاسباب ابرزها ان الجنوب ومنذ توقيع الاتفاقية قبل ست سنوات كان يبدو في طريقه للانفصال، وهذا حق كفلته له الاتفاقية ، ولكن لم تكن هناك قراءات لتلك المؤشرات من قبل الشريكين ، مما اديى برأي مراقبين الى تأخر الترتيبات الناجمة عن الانفصال التي إن تم وضعها قبل عامين مثلا لاختلف الوضع تماما حسبما أكدوا ، ولما كانت هناك قضايا عالقة وتداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية بحسب رأيهم ، ويقول مراقبون ان الحركة بالولاية كان عليها قراءة مؤشرات المستقبل جيدا خاصة في ما يتعلق بابناء الولاية المنضوين تحت لواء الحركة بصفتهم مقاتلين في الجنوب وداخل جنوب كردفان الذين كان يجب أن توفق أوضاعهم قبل وقت كافٍ حتى لا يضاروا مثلما هو متوقع. ، ويؤكدون انه من الممكن أن تعالج قضيتهم عبر آلية جديدة، ويجددون نقدهم للحركة بالولاية لانها تأخرت كثيراً في حسم الكثير من القضايا التي تجمعها بالحركة الأم بالجنوب، وقضية المقاتلين من ابناء النوبة يعتبرونها إحدى تداعيات الانفصال. ومثلما أخذ البعض على الحركة التأخر في حسم قضاياها قبل الانفصال واطلاقها لشرارة الحرب الاخيرة يعيب آخرون على المؤتمر الوطني قراره غير الموفق القاضي بنزع السلاح من مقاتلي الحركة بالجبال .وعن الافرازات السالبة للانفصال على ولاية جنوب كردفان يقول رئيس مجلسها التشريعي ابراهيم بلندية «اتوقع أن تكون هناك إفرازات سالبة وتداعيات للانفصال اجتماعية واقتصادية، ومعروف أن الشريط الحدودي بين الدولتين يبلغ أكثر من ألفي كيلومتر، ويقطن حوله جنوب وشمال خط 1956 أكثر من «12» مليون مواطن بينهم تداخل وتمازج ومصالح مشتركة. وهؤلاء ربما يضاروا من الانفصال كثيرا إذا لم تكن هناك ترتيبات لضمان سلامة تواصلهم، هذا على الصعيد الاجتماعي، اما من الناحية الاقتصادية ربما تكون هناك تأثيرات سالبة في عدد من القضايا وأبرزها التجارة الحدودية المتبادلة بين ولايات التماس، الصراع حول أبيي الغنية بالنفط، النشاط الغابي في كيلك، الجزء الجنوبي من أراضي مشاريع البيضة الخصبة، إنتاج الصمغ العربي وحقوله في منطقة كاكا، عطفا على المراحل الست للرعاة، وكل هذه النقاط بمثابة قضايا ربما تتفجر في أي وقت إذا لم تجد الحلول المبكرة والاتفاق بين الدولتين ،و قبل كل شيء لا بد من إتاحة الفرصة واسعة للأعراف السائدة بالمناطق الحدودية لتكون هي الفيصل في حسم الخلافات. وذلك لأن اللجوء الى القانون له مضار كثيرة خاصة على القاطنين في حدود الدولتين، ولا بد من الاتفاق وتنفيذ مشاريع تنموية بهذه المناطق. وفي تقديري أن أهم مخرج يكمن في الاستماع لآراء السكان واحترام الأعراف التي تنظم حياتهم،ويتفق الاستاذ حامد الطيب مع بلندية حول ضرورة التفاكر والتحاور حول العلاقات الاقتصادية والاجتماعية التي تربط جنوب كردفان بدولة الجنوب ،غير انه أكد عدم تأثرها سلبا بخلافات حكومتي البلدين السياسية مستقبلا وذلك لأنها علاقات تفرضها ضرورة الحياة .
شمال كردفان ..ودقت ساعة الحقيقة
الأبيض / عمر عبدالله
بحلول الساعات الأولى من فجر اليوم السبت الموافق 9 /يوليو 2011م تكون لحظة الاعلان الرسمى لإنفصال جنوب السودان عن شماله قد ازفت معلنة عن قيام دولتين مستقلتين ونهاية اجل الفترة الإنتقالية ،وكما يؤكد المراقبون ان قيام دولة الجنوب يقتضى رحيل أبناء جنوب السودان إلى دولتهم كما قضت الإتفاقية ويشيرون الى ان هذا الامر ستصحبه تاثيرات إجتماعية وإقتصادية ورياضية وسياسية تستحق التأمل والدراسة والعمل على ملأ الفراغ الذى سيتركه الجنوبيون بعد رحيلهم إلى دولتهم ،وولاية شمال كردفان تعتبر من الولايات الشمالية التى تحظى بوجود عدد مقدر ومؤثر من أبناء الولايات الجنوبية كما تعتبر نقطة تواصل وعبور من وإلى الولايات الجنوبية حيث يمر بها الطريق إلى بحر الغزال ويستقبل مطارها الطائرات التى تقلع من الأبيض إلى واو وملكال محملة بالركاب والبضائع وتقف الكنيسة الكاثوليكية والتى تعتبر من أجمل الكنائس من حيث المعمار في أفريقيا شاخصة وسط مدينة الابيض تحكى عن مدى التسامح الدينى الذى كان يعيشه ابناء الجنوب بشمال كردفان وقد ظلت الكنيسة تشارك فى الأنشطة الرياضية بالولاية خاصة كرة السلة حيث تشارك بفريقين ضمن دورى السلة يشكلون عصب رياضة السلة بالولاية إضافة إلى فصول دراسية ومستوصف. ينافسها في الجانب الجنوبى من مدينة الابيض مدارس كمبونى العريقة والتى تهتم بتعليم أبناء الولايات الجنوبية من التمهيدى إلى الثانوى ويتواجد الجنوبيون بكثافة فى أحياء السلام غرب الأبيض ومنطقة بلفام بحى طيبة شرق الابيض ويمتهنون الاعمال الحرفية كالبناء كما يشغل العديد منهم وظائف في المنظمات المختلفة خاصة منظمات الأمم المتحدة إلى جانب عملهم بالقوات النظامية ولهم نصيب في الخدمة المدنية على سبيل المثال لا الحصر د. باول إختصاصى الباطنية الشهيرة ومولانا إستيفن سايمون قاضى المديرية ووكيل النيابة الور والضابط الإدارى ماجد اجاك والذى يشغل حالياً منصب نائب المدير التنفيذى بإدارية أبيي وغيرهم كثر تركوا بصماتهم على مختلف اوجه الحياة بشمال كردفان.
ولكن الوجود الأكثر والمؤثر يوجد في المحليات الغربية للولاية فى الخوى والنهود وغبيش وود بندة وابو زبد ويمتهن غالبيتهم الزراعة التقليدية خاصة زراعة الفول السودانى والتى برعوا فيها والذى يشكل رقماً مهماً في الإقتصاد المحلى والقومى حيث وفد الجنوبيون إلى تلك المناطق منذ اكثر من خمسين عاماً وشكلوا مع قبيلة الحمر أكبر شراكة إقتصادية عبر الزراعة وشكلوا نسيجا إجتماعيا متينا وإنتشروا في مختلف انحاء المنطقة حيث لا تخلو قرية او مدينة من وجودهم وقد استقروا واستوطنوا خلال الخمسة عشر عاما المنصرمة وانشأوا القرى والاحياء واعتنق الكثير منهم الإسلام وهناك قرى تعتبر مناطق مقفولة للجنوبيين وعلى سبيل المثال ام القرى وأم ليلايا بمحلية غبيش كما لهم محكمة خاصة بهم وشرتايا وهناك قرية بريفى الإضية شيخها جنوبى مما يدل على تجزر العلاقة والإنصهار التام بينهم وبين مكونات مجتمع شمال كردفان وما زواج القيادى بالنهود محمد حسين شطة من سامية كير شقيقة رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت إلا دليل على ذلك وتعد أسرة كير من الأسر الكبيرة والعريقة بالمنطقة الغربية لولاية شمال كردفان.
إذن يمكن القول إن تواجد ابناء الجنوب بشمال كردفان تواجد مؤثر وفاعل ولا يمكن إنكار الدور الإيجابى الذى كان يقومون به والآن وبعد أن قررت الحكومة السودانية العودة إلى الزراعة لتعويض خسارة عائدات النفط بعد إنفصال الجنوب حال فشل الخرطوم وجوبا في التوصل لإتفاق يرضى الطرفين هناك أشياء يجب ان تضعها الحكومة نصب أعينها كما يشير مراقبون وهى ان الفول السودانى من المحاصيل النقدية التى تساهم مساهمة كبيرة في الجانب الإقتصادى للدولة حيث تعتمد صناعة الزيوت في السودان إعتماداً أساسياً على الفول السودانى الذى يزرع في الارض الرملية أى فى شمال كردفان كما يتم الإعتماد على القشرة الخارجية للفول كمكون رئيسى لتغذية وتسمين ماشية الصادر إلى جانب الأمباز فضلاً عن ان الهجرة العكسية للمواطنين الجنوبيين قد أفقدت المنطقة الغربية لولاية شمال كردفان حوالى 85% من الأيدى العاملة بالزراعة مما القت بظلال سالبة على مجمل العملية الزراعية والإقتصادية بالولاية ورغم تحرك الحكومة فى مجالات مختلفة منها الزراعة لمواجهة أزمة إقتصادية كبيرة قد تعرض الإقتصاد إلى إنهيار خلال أشهر من فقدان نسبة كبيرة من عائدات النفط بسبب إنفصال الجنوب إلا ان الملاحظ ان الحلول الزراعية التى طرحت لم تضع حساب لجانب الأيدى العاملة المدربة والماهرة فى الزراعة ولم تضع الحلول الزراعية المتكاملة التى يمكن أن تحل محل العمالة التى هاجرت إلى دولة الجنوب.ويبقى السؤال الذى ستجيب عليه الأيام القادمة هل الإنفصال نعمة ام نقمة على ولاية شمال كردفان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.