نبحر اليوم مع شخصية حلت الآن بالبلاد، بعد أن أتى خصيصاً لأداء واجب العزاء في رحيل المفكر الإسلامي د. حسن الترابي والمشاركة في ندوة حول فكر الفقيد . الضيف راشد الغنوشي، سياسي ومفكر إسلامي تونسي وزعيم حركة النهضة التونسية ومساعد الأمين العام لشؤون القضايا والأقليات في الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قبل أن يصبح نائباً للرئيس، وعضو مكتب الإرشاد العام العالمي لجماعة الإخوان المسلمين. وقضي الغنوشي إحدى وعشرون عاماً من حياته في المهجر بعد نفيه في بداية التسعينات إلى العاصمة البريطانية لندن، إلى أن عاد إلى بلاده بعيد قيام ثورة بلاده في 2011، ويعد صديقاً مقرباً لزعيم الشعبي الفقيد حسن الترابي النشأة ينحدر الغنوشي من أسرة متدينة ووالده حافظ للقرآن عن ظهر قلب، ما جعله يسعى إلى تحفيظ ابنائه الثمانية له بما فيهم راشد و أطلق راشد صرخته الأولى بقرية «الحامة» بولاية «قابس» في 22 يونيو من العام1941 واسمه الحقيقي « الخريجي» وتزوج الغنوشي من تونسية اسمها فاطمة أنجب منها ابن واحد ويدعى معاذ ويعمل مديراً لمكتب والده في الحزب وخمس من البنات (براء وتنسيم ويسري وسمية وانتصار) تعليمه تلقى الغنوشي تعليمه الابتدائي في مسقط راسه قبل أن يتحول إلى مدينة قابس لمواصلة تعليمه الثانوي. في المدارس القرآنية ، ثم غادر إلى تونس العاصمة ليلتحق في جامعة الزيتونة التي تحصل منها علي البكالوريوس في أصول الدين، ثم سافر إلى مصر للالتحاق بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، ونتيجة للصراع الذي نشب بين الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف، منعت السفارة التونسية في القاهرة طلاب تونس بالبقاء في مصر، فانتقل الغنوشي إلى سوريا و تحصل على بكالريوس في الفلسفة 1968 من جامعة دمشق، لينتقل بعدها لفرنسا لإستكمال الدراسة في جامعة السوربون. محطاته أصبح الغنوشي مدرساً في مدرسة «قفصة» قبيل مغادرته إلى مصر في1964 وفي العام 1967 أبان حرب الأيام الستة اعتبر الرجل أن الهزيمة التي مني بها العرب جاءت لتقدم الدعم الضروري للخطاب الإسلامي، حيث كان يرى أن التحول إلى الإسلام قد تم فعلاً وتشبع بما قرأه، وتعلمه للغة الفرنسية جعله ينشط بين الطلاب العرب والمسلمين ليعمل بمجال الوعظ في الأحياء التي تحتوي على مهاجرين من شمال أفريقيا، قبل أن ينضم إلى جماعة التبليغ، وفي نهاية الستينات دخل الغنوشي تونس في الوقت الذي اتخذ فيه الرئيس بورقيبة تدابير لتنصيب العلمانية في المجتمع.. وكان قد طالب بمزيد من التركيز على أهمية زيادة المصادر الإسلامية في البلاد، لمواجهة التوجهات الماركسية، مما جعل السلطات تسمح بتشيد جوامع للصلاة في الجامعات والمصانع وسعى في العام 1972 مع مجموعة من الشباب إلى تأسيس تنظيم الجماعة الإسلامية، حيث كانوا يهدفون إلى مزيد من الدخول في الحياة السياسية، وهذا التنظيم كان بذرة وقاعدة للتنظيم إلى أن يكون رمز الإسلام السياسي في تونس إلى أن حركة الاتجاه الإسلامي. * صراعه ودخل الغنوشي في صراعات مع النظام التونسي، واتهم بتدبير أعمال إرهابية وحوكم في أول مرة بأحد عشر سنة سجناً، قضى منها ثلاث سنوات من 1981 حتى 1984 بعد خروجه في إطار عفو عام، ولكنه عاد ودخل بعدها السجن أكثر من عشر مرات وآخرها كان حكماً غيابياً مدى الحياة عام 1989م منفاه غادر الشيخ إلى الجزائر العاصمة في أبريل 1989 بعد صراعات مع حكومة بلاده حضر بعدها للسودان، وحصل على جواز سفر دبلوماسي وفي نفس الوقت، أصبح رئيساً لحركة النهضة، وفي العام 1991 استقر الغنوشي في مدينة "أكتون" في ضواحي العاصمة البريطانية، وحصل على حق اللجوء السياسي في 1993، قبل أن توقع عليه المحكمة العسكرية بتونس الحكم الغيابي بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر على الدولة، منعته عدة دول الغنوشي من الدخول إليها مثل الولاياتالمتحدة، مصر، لبنان وظل وعاد إلى تونس بعد الثورة في 2011 التي أطاحت بزين العابدين بن علي، وخصصت له حماية أمنية أسوة بالشخصيات الرسمية، وبقي راشد الغنوشي رئيساً لحركة النهضة، وشاركت في الانتخابات البرلمانية . قالوا عنه وقال عنه زعيم حزب الوسط الإسلامي د. يوسف الكودة في إفادات ل (آخر لحظة) بأنه مثال للفكر الوسطي المعتدل، و مثال لإحترام الآخر، وقدوة لمن أراد أن ينتمي للأمة قبل انتمائه لحزب أو جماعة راشد الغنوشي، وأشارإلي أنه يفرق تماماً بين معارضتة للأنظمة ومعارضته للوطن، ويضيف بأنه نبراس لكل العاملين في حقل الدعوة الاسلامية ومنارة لكل تائه لا يحسن سلوك سلم الأولويات مؤلفاته له العديد من المؤلفات أهمها الحريات العامة في الدولة الإسلامية. و مقاربات في العلمانية والمجتمع المدني والقضية الفلسطينية في مفترق الطرق، و حق الاختلاف، وواجب وحدة الصف، و الحركة الإسلامية ومسألة التغيير، والمرأة بين القرآن وواقع المسلمين، وفي العام. 2011 حصل على المركز الأول في قائمة أفضل 100 مفكر في العالم، بالتشارك مع آخرين من قبل فورين بوليسي 2014 وفي 2014 اختارته مجلة جون أفريك من بين أكثر 50 أفريقياً تأثيراً في العالم وقال المحبوب عبدالسلام أن علاقته مع الشيخ الترابى بدأت بعد خروجه من سجون النميرى عام 1977 شاعت بعض الملفات له مثل الايمان واثره فى حياة الانسان والصلاة عماد الدين ، ثم انتشرت شيئا ماء رسالة المراة وبلغت هؤلاء الاخوة فى تونس وكانت الحركة ناشئة ومحدودة جدا فى منتصف السبعينيات وبدا اسم الترابى يتردد فى وسط الحركة الاسلامية التونسية ، لكن مبادرة اللقاء الاولى عام 1979م جاءات من الاخوة فى اتحاد طلاب جامعة الخرطوم هم الذين سافروا الى تونس واتصلوا بقيادات حركة النهضة التى كانت تسمى حركة الاتجاه الاسلامى انذاك وجاء منهم وفد، الوفد الاول لم يكن فيه راشد الغنوشى ولكن فيه قيادات اخرى واسماها مشهورة ولكن فى العام الثانى عندما بدا الموسم الثقافى لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم جاءء الغنوشى والنيفر الكبير وحميد النيفر الحفيد الموجود الان الى الخرطوم وقدموا محاضرات فى الجامعة وغيرها وكانوا جميعهم فى حركة الاتجاه الاسلامى