يبدو أن القبول الذي يجده والي الجزيرة محمد طاهر إيلا من كافة الأوساط بالولاية لاسيما قطاع المزارعين لم يأتِ من فراغ، فبصمات الرجل في مجالات كثيرة بالولاية لاتخطئها العين.. إيلا الذي وصف برجل المهام الصعبة والإنجازات قطع عهداً أمام حشد من المزارعين بمنطقة العقدة بمحلية المناقل بأن يعمل على إعادة مشروع الجزيرة إلى سيرته الأولى، بل إنه سيصبح أفضل مما كان عليه في السابق. العقدة:عمار محجوب تدشين الحصاد: نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن اعتلى إحدى الحاصدات بمشروع الجزيرة أمس، معلناً تدشين عمليات الحصاد التي تعد عرساً عند كثير من المزارعين وسط توقعات بتحقيق إنتاجية عالية من محصول القمح في هذا الموسم، وطاف حسبو على أجزاء واسعة من المشروع واطمأن على سير عمليات الحصاد وفق ما خطط لها، ووجه البنك الزراعي بتسليم المزارعين استحقاقاتهم من أرباح القمح في مده أقصاها 72 ساعة من تسليم المحصول للبنك بجانب شراء المحصول من المزارعين بسعر التركيز الذي حدد بواقع 400 جنيه للجوال دون أن ينقص قرشاً، وقال حسبو خلال الاحتفال بتدشين حصاد القمح بمنطقة العقدة بمحلية المناقل أمس، الدولة ماضية في زيادة الإنتاج والإنتاجية حتى تمزق فاتورة الاستيراد. تحفيز المزارعين: نائب الرئيس في كل زياراته للمشاريع الزراعية ظل يحث المزارعين على تطبيق التقانات والالتزام بالدورة الزراعية لزيادة الإنتاج والإنتاجية، ولتحفيز الزراع على الأمر، خصص النائب جوائز للمزارعين الذين يتبعون التقانات الحديثة ويحققون إنتاجية عالية وأولى هذه الجوائز حظي بها المزارع محمد أحمد سليمان، وهي عباره عن جرار نظير الإنتاجية العاليه في محصول القمح، حيث بلغ إنتاج الفدان بحواشته نحو 31 جوالاً كأعلى إنتاجية لهذا الموسم حتى الآن. وتعهد حسبو بتوفير 10 آلاف جرار لمشروع الجزيرة وقال المشروع أصبح نمرة واحد من حيث إنتاج القمح، ووعد النائب مواطني العقدة بالاستمرار في إدخال الخدمات للمنطقة، كما أعلن عن قيام مدرسة بالعقدة تحمل اسم الراحل الشيخ الأمين الفكي. ملحمة القمح: وزير الزراعة والغابات الاتحادي بروفيسر إبراهيم الدخيري بدأ منزعجاً من فاتورة استيراد القمح وقال إنها تؤرق مضاجع الدولة لما تكلفه من أموال كثيرة، لكنه عاد وبشر بملحمة كبرى في زراعة القمح وقال إن وزارته عكفت على إعداد العدة لها من الآن، كما بشر المزارعين بأن تنفيذ عملية الحصاد سيتم بنسبة .100% هتافات المزارعين: وما أن اعتلى إيلا المنصة لمخاطبة الحشود حتى دوت هتافات الجماهير و ملأت أرجاء الساحة المخصصة للاحتفالية، حيث هتف الجميع «إيلا إيلا » في مشهد يجسد الرضا التام والقبول الذي يتمتع به هذا الرجل وسط مواطني ولايته.. إيلا وكعادته رد التحية على المزارعين بأفضل منها حيث بدأ حديثه متحمساً ومنحازاً لهذه الشريحة واعداً، بتوفير كل ما يحتاجونه، داعياً رئاسة الجمهورية بتوفير الآليات الزراعية للمزاعين بقروض ميسرة، ولم ينسَ أن يوصي بالإسراع في صرف أرباح المزارعين من القمح، بل ذهب أبعد من ذلك حينما قال مخاطباً مواطني العقدة حكومتكم ساعية لتلبية مطالبكم وبشر بأن المشروع سيعود أقوى مما كان عليه في السابق. لغة الأرقام: محافظ المشروع عثمان سمساعة أبدى تفاؤلاً كبيراً بتحقيق إنتاجية عالية من محصول القمح تتجاوز ال4 ملايين جوال أي مايعادل 4 آلاف طن، مشيراً إلى أن إنتاج الفدان لهذا العام يتراوح مابين «15 -25» جوالاً، وطمأن المزارعين بتوفر الحاصدات والتي بلغ عددها بالمشروع 597 حاصدة، منوهاً إلى أن جملة المساحة المزروعة قمحاً بالمشروع بلغت (338) ألف فدان. وقال إن هذه المساحة تمثل 65%من المساحات المزوعة قمحاً بالبلاد. البشريات التي أطلقها سمساعة أعقبتها تحذيرات مبطنة للمزارعين من التعامل مع السماسرة والتجار. وقال مخاطباً إياهم «وفرنا المبالغ الخاصة بشراء فائض القمح ولاتبيعوا قمح لأي تاجر أوسمسار ولا تستمعوا لأي شائعات». اغتنام الفرصة: الشيخ الطيب الغزالي الذي تحدث إنابة عن أهالي العقدة قال نحن راضون عن أداء والي الولاية ونأمل أن يجد الدعم والمساندة من المركز لإكمال مسيرته.. وبالرغم من أن الاحتفال خصص للحصاد، إلا أن ممثل المنطقة الغزالي انتهز الفرصة وطرح مطالب أهل منطقته ومشاكل التعليم بالمنطقة أمام النائب والذي استجاب فوراً لهذه المطالب، وأعلن عن قيام مدرسة تحمل اسم الشيخ الأمين الفكي. مخاوف مشروعة: أبدى عدد من المزارعين وأصحاب العربات من تكدس عربات كثيرة تحمل قمحاً ببورصة القمح بالمناقل بسبب عدم توفر العمالة «العتالة» مما يعجل أصحاب المركبات يمكثون ثلاثة أيام حتى تتم عملية تسليم القمح من عرباتهم، بجانب ذلك هنالك كميات من القمح في العراء لم يتم نقلها من الحواشات إلى البورصة لتسليمها للبنك، والذي بدوره يقوم بتسليمها للمطاحن حتى لا تتعرض للتلف لاسيما في ظل اقتراب فصل الخريف.