قطع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بحرص الحكومة على الحفاظ على السلام حتى في حال حدوث الانفصال الذي اعتبره أمراً متوقعاً في الاستفتاء وتعهد بعدم العودة إلى الحرب باعتبار أن عودتها ستجعل البلاد تخسر السلام والوحدة. وأضاف لن نكون البادئين بالحرب لأننا حريصون على السلام.وأوضح البشير خلال مخاطبته أمس الجلسة الافتتاحية لدورة الانعقاد لمجلس شورى الحزب بداره بالخرطوم أن الحكومة عازمة حال وقوع الانفصال بشكل رسمي على نيل حقوقها السيادية من مرور البترول عبر أنابيب وموانيء التصدير بالشمال لافتاً النظر إلى أن الشمال موعود بنهضة شاملة عقب الاستفتاء في عدة مجالات من بينها المعادن والزراعة والبيئة مبيناً أن الأرزاق بيد الله وأنها ليست مربوطة بقسمة الموارد. وتعهد البشير بحماية المواطنين الجنوبيين في الشمال وعدم السماح بالتعدي على حرياتهم مبيناً أن إسقاط الجنسية لا يعني إسقاط حقهم الاجتماعي ووصف بعض الأصوات بأنها لا تعبر عن الوطن وعن قياداته مطالباً في الوقت ذاته حكومة الجنوب بحماية الشماليين وممتلكاتهم في الجنوب.وفيما يختص بقضية أبيي جدد البشير تمسكهم بأحقية تصويت قبيلة المسيرية في استفتاء المنطقة متهماً جهات لم يسمها بمحاولة تفسير قرار محكمة لاهاي بشكل خاطيء مبيناً أن الاتفاقية كفلت للمسيرية حق التصويت في المنطقة وقال لن نسمح بأن يعامل المسيرية وكأنهم مواطنين من الدرجة الثانية في أرضهم لكنه أشار إلى استمرار الحوار حول القضية بهدف التوصل لحلول مرضية للطرفين.وأكد البشير أن هدف قيام أستراتيجية الدولة في دارفور استعادة الملف لأيدي الحكومة باعتبار أن الحل النهائي في الداخل مؤكداً أن الحوار لن يستمر إلى الأبد وأن منبر الدوحة آخر منبر تفاوضي موضحاً أن الحكومة تسعى للإسراع بحل المشكلة للتفرغ للتحديات القادمة.وشن رئيس الجمهورية هجوماً عنيفاً على القوى المعارضة ووصفها بالباحثة عن فقاقيع لانفجارات لن تحدث شيئاً وسخر البشير من مسمى الجبهة العريضة وقال إن الجبهة العريضة والاجماع الوطني موجود في المؤتمر الوطني فقط.وفي السياق ذاته أعرب رئيس مجلس الشورى أبو علي المجذوب عن أمله في أن تعود الحركة إلى رشدها وتترك التعامل مع القوى الغربية التي قال إنها لا تريد خيراً للسودان.وطالب أبو علي بضرورة معاملة الدول الأوربية التي تكن العداء للبلاد بالمثل وعدم إشراكهم في قضايا البلاد المصيرية.