أكّد الرئيس عمر البشير رفضه لأيِّ إستفتاء في منطقة أبيي يستثني قبيلة المسيرية، وقال: لن نسمح بأن يُعامل المسيريون كمواطنين من الدرجة الثانية في منطقتهم. وقال البشير لدى مُخاطبته الجلسة الإفتتاحية لمجلس شورى المؤتمر الوطني في دورة إنعقاده الثانية العادية أمس: لا مجال ل (لي ذراع الحقيقة) لأن تفسير قرار محكمة لاهاي بأنه أعطى أبيي لقبيلة دينكا نقوك هو تفسير خاطئ، وأشار إلى أن اتفاقية السلام الشامل هي المرجعية لأيِّ خلاف، وأكد البشير سعيه لإيجاد حل يرضي الدينكا والمسيرية، وقال: سنظل نتحاور ولن نيأس، ولكن محاولة فرض أيِّ حل آحادي ستكون نتائجه كارثية. واعتبر نتيجة الإنفصال أمراً متوقعاً، إلاّ أنّه قال: قناعتنا ان السودان الموحد هو القوي والمستقر، وقال: نتمنى الوحدة حتى آخر يوم، وزاد: لن نستسلم ولن نرفع الراية، ولن نتخاذل رغم العراقيل التي تضعها الحركة الشعبية، وأضاف: لكن إذا حدث الإنفصال ستظل الوحدة الوجدانية قائمة، ووصف مسؤولية حماية المواطن الجنوبي بالأخلاقية وقال إن إسقاط الجنسية لا يعني إسقاط حقوق الجنوبيين في الشمال، فيما أكد البشير ان الجنسية لا تخضع لقرارات الشريكين، وقال إنه قرار سيادي للدولة وهي التي تمنع وتمنح. وطالب بحماية حقوق الشماليين في الجنوب. وقال البشير: بالرغم من أن الإنفصال متوقع، ولكن لا ننسى أن تطبيق إتفاقية السلام أفقدنا (51%) من البترول، إلاّ أنّ ما حققناه من تنمية شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء، وأضاف: (ربنا بيفتح) والأرزاق غير مربوطة بنسب أو إتفاقيات، واستشهد البشير بكميات الذهب الموجودة في الشمال، وقال مُتسائلاً: (ليه ما ظهر من زمان؟)، : سيكون السودان (فوق عين الشمس ولن نظل حايمين تحت الشجر). ودعا البشير لضرورة المحافظة على السلام، وقال: لن نكون طرفاً في زعزعة السلام، (لأن البولِّع النار في بيت جارو ما بيسلم) و(البولعها بيتدفى بيها)، وأشار البشير إلى أن القوى المعادية للسودان تستخدم بعض أبناء البلاد الذين وصفهم ب (الضعاف) للعمل ضد السودان، وقال: (كل ما يحفروا لينا حفرة يقعوا فيها) وزاد: إن القوى المعادية تبحث عن فقاقيع لا صوت لها ولا تأثير. وقَلّلَ البشير من تجمع الجبهة العريضة المعارضة بالخارج، وقال: (إنّ المؤتمر الوطني هو الجبهة العريضة وهو الإجماع وسيظل كذلك). وفيما يَتَعَلّق بقضية دارفور، جَدّدَ البشير أن منبر الدوحة هو آخر منابر التفاوض خارج السودان،وقال: (الركب القطر ركب والما ركب بي طريقتو)، وقال إن إتفاق سلام دارفور سيوقّع قبل نهاية الشهر الجاري. وقال إن اكبر مشكلة تواجهنا في دارفور هي معسكرات النازحين، ووجه البشير باعادتهم إلى مناطقهم وتوفير فرص العمل والتنمية، بينما اعتبر أن الوطني يقوم بممارسة راشدة للعمل السياسي من خلال إلتزامه بالشورى، قال: سنظل الحزب الذي يمثل الشعب السوداني لأن حزبنا ليس مبنياً على أسرة أو طائفة أو قبيلة.وفي السياق قال البشير لدى مخاطبته الجلسة الختامية للشورى، إن سياسة الدولة الخارجية ثابتة وواضحة بما يحفظ مصالح وعزة وكرامة السودان، وأضاف: (الداير يساعدنا أهلاً وسهلاً والداير يتحكم فينا الباب يفوت جمل)، وكشف البشير عن توجيهه لولاة الولايات بطرد كل من يتطاول على سيادة البلد مهما كانت جهته (أمم متحدة أو اتحاد افريقي أو منظمات).