أغلب الناس هذه الأيام (مركبين وش الزهج ) يجتمعون ويتفرقون عليه كلمة المرور لجميع الزهجانين خلوني قاااافله معاي. .. والقفلة هذه ياسادة هي قفلة المخ (بضبة السخط ومفتاح التزمت) ولا أنزلها الله بعزيز لديكم.. إذ أن الشخص الزهجان تدور أسلاك عقله عكس عقارب الفهم والوعي، ولا يطيق شخصه ولا عالمه. .. وتفشل معه كل مذكرات التفاهم العاطفية والاجتماعية، حتى وإن جاءته الأماني محققة تمشي على استحياء زجرها وأعرض عنها. وهناك زهج عام يلتف عموم الناس على مائدته.. يأكلون في خواطرهم حد الشبع منه مثل غلاء المعيشة والفوضى العارمة، التي بعثرت كل معنى لوطن جميل داخلنا.. فتجد الكل زهجان-على حد سواء- لا فرق بين متعلم وجاهل وكبير وصغير.. بائع ومشتري.. كل المتضادات قولاً وفعلاً تصير متوالفات في الزهج، أو حين يصدر تصرف غير مسؤول لأحدهم أمام نفر من الناس، تجدهم يكيلون له كل أنواع السباب، لأنه زهجهم وطلع سنسفيل عينهم أو يقوم سائق حافلة حاذق بقراءة سريعة للركاب من خلال مرآته، فيقوم بتشغيل أغاني لا توافق أعمار معظم الركاب، فتجدهم يهمهمون بقفل جهاز التسجيل، فيتلذذ بزهجهم ولا يبالي لصراخهم... ويقول ليك (زهجوني ما بقفلو) وهنا يصير الزهج للزهج رحمة. وهناك الزهج الشخصي وهو شيء فظيع، خاصة إن لم تجد له أسباباً واضحة ممكن يلحقك (بجدودنا زمان) إن لم تحرر لنفسك روشتة سريعة بالصلاة أو الاستغفار، وتغيير مكان زهجك لغيره مع تقويض أمرك لله، فإن له تأثيراً عجيباً على سلوكك، والحالة المزاجية السيئة حينها فينتابك شيء من العدوانية ممزوج بحبة هدوء مع كرفسة الوجه. والقرف والزهج متلازمة للضيق والضجر. والتعبير عما تجيش به نفوسنا من هموم ومحن تأخذ دربها الى طريقين إما أن يفضفض الزهجان ويخرج مافي جوفه براكين من الشكوى وعدم الرضا لأمر ما... أو يجنبها في ركن قصي من قلبه فتجده تائهاً.. حزيناً تعبر عن زهجه قسمات تجهمه وزفراته المتلاحقة بتأفف، وعادة ما نصاب بالزهج يومياً أو كل ساعة على حسب معطيات الزهجان (والشيء المزهجو). فالرضا بالمقسوم عبادة... والتوجه الى الله في الإحن والمحن من أقوى الاستطبابات للزهجان.. ننال الرضا في أعمق معانيه سوسنة من كثرة ما أنا زهجانة نفسي آكل تسالي مع نملة ونشرب عصير منقة رايييقة.