تتجه أنظار المجتمع الدولي هذه الأيام نحو دولة الجنوب التي تنتظر عودة النائب الأول للرئيس، رئيس الحركة المعارضة رياك مشار إلى جوبا، والتي تأجلت عدة مرات وسط اتهامات متبادلة من طرفي النزاع بالتسبب فى تأخير الطائرة التي يفترض أن تقله إلى جوبا، لكن تسارعت الأوضاع وسحبت أمريكا منحتها الخاصة بنقل رياك إلى العاصمة الجنوبية .. (آخرلحظة) رأت متابعة القضية عن قرب فأجرت اتصالاً بعضو المكتب القيادي للحركة الشعبية، ونائب رئيس لجنة الإعلام والمتحدث باسم الحركة مناوه بيتر، الذي كان مرافقاً لرئيس الحركة بمقر إقامته بمنطقة (فقاك) واستفسرته عن الأسباب الحقيقية بحسب رأي حركتهم في التأخير، والاتهامات الموجهة إليهم بالتسبب في عرقلة الرحلة، وغيرها من الملفات، فكان أن استجاب سريعاً ورد على الأسئلة التي سقناها لكم في المساحة التالية: أجراه عبر الإنترنت : لؤي عبد الرحمن ماهو السبب الحقيقي لتأخر وصول مشار إلى جوبا ؟ هناك عوامل خارجية وداخلية أعاقت وصول دكتور رياك إلى جوبا، من ضمنها: أولاً: عدم التزام الحكومة بقرار الاتحاد الأفريقي بإلغاء قرار إنشاء الولايات الجديدة، حسبما نصت عليه الاتفاقية. ثانياً: عدم وفاء الحكومة بالتزاماتها الموقعة في اتفاقية السلام بإعادة نشر قواتها خارج مدينة جوبا، ولكن بعكس ذلك تم تسليح الجيش. ثالثاً: برتوكول الترتيبات الأمنية نص على وجود 3000 من قواتنا حول مدينة جوبا، ولكن الحكومة ماطلت في عرقلة وصول القوات، حيث سمحت حتى الآن بوصول 1337 فقط.. رابعاً: رفضت جوبا إعطاء إذن هبوط لطائرة رئيس هيئة الأركان العامة لجيشنا الفريق أول / سايمون قاروج دول (وصل أمس لجوبا) ومقدمة حراسة دكتور مشار إلى جوبا رغم أن الأخير المسؤول الأول مع نظيره من جانب الحكومة على تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، مما يستدعي وصوله إلى جوبا مبكراً. خامساً: ظللنا أكثر من أسبوع كامل في مطار قمبيلا إثيوبيا في انتظار السفر، بعد رفض جوبا عدم حمل المدافع الخاصة بالقوة، والسماح فقط بأسلحة خفيفة (الكلاشنكوف) سادساً: الحركة الشعبية من تلقاء نفسها قامت باستئجار طائرة خاصة من السودان، وقامت بنقل رحلتين من قمبيلا إلى جوبا بمتنها ناشطين سياسيين من مختلف قطاعات وهياكل الحركة وممثليها بالخارج والداخل. سابعاً: تم وضع جدول زمني محدد من جانب الآلية المتفقة عليها لمراقبة وتقييم سير تنفيذ الاتفاق على تحديد يوم السبت الماضي ليكون الموعد النهائي لوصول د. مشار وعند حضوره إلى مطار قمبيلا رفضت جوبا منح طائرته إذن هبوط، بحجة أن المطار مغلق للصيانة، رغم اتفاق جميع الأطراف بما فيها الترويكا والمجتمع الدولي على أن من يخالف الموعد سيتعرض لعقوبات من مجلس الأمن هل تنوي جوبا التراجع عن الإتفاق؟ أطراف عديدة داخل الحكومة وخاصة في الحزب والمؤسسة العسكرية ومجلس سلاطين الدينكا، وبعض أعداء السلام داخل الجهاز التنفيذي ينظرون إلى وصول د. رياك إلى جوبا باعتباره نهاية لنفوذهم داخل الحكومة، لأنها قيادات خلقتها ظروف الحرب السابقة والحالية، ولا تستطيع أن تعيش في أجواء من التعافي الاجتماعي بعض الدول قالت إن مشار دفع بمطالبات جديدة مثل الأسلحة الثقيلة، وهي ما أعاق وصوله ؟ هذا حديث عار من الصحة ولم نطلب نقل الأسلحة الثقيلة ولكننا قدمنا كشفاً للأسلحة، العادية للجيش بناء على التوزيع الطبيعي للجيش في عدد المدافع الخاصة بالقوة ابتداءًا من الجماعة والفصيلة والسرية وفق العدد المتفق عليه من قبل لجنة مراقبة وتقييم الاتفاقية، ولكن يبدو أن هناك تخوفاً من عودتنا إلى جوبا التي أصبحت مدينة مسلحة أكثر من اللازم. بعض المواقع تحدثت عن خطة في جوبا لإحداث عنف من قبل قيادات بالجيش الشعبى عقب وصول مشار مامدى صحة ذلك ؟ طبعاً هناك العديد من التسريبات التي يتم تداولها في المواقع الإلكترونية عن خطة يتم تنفيذها في دهاليز القيادة العامة للقوات الحكومية بإيعاز من مجلس سلاطين الدينكا، بإحداث حالة من الفوضى وقطع الطريق أمام تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة، ولذلك الأجهزة الأمنية الخاصة بالحركة الشعبية كُلفت بالتعامل مع المسألة باعتبارها مهدداً أمنياً من الدرجة الأولى، بغية وضع خطة للتعامل مع الأمر بمسؤولية. ثانيا: نحن مقبلون على مرحلة مطالبون فيه بإحداث تغيير جذري في كل مؤسسات الدولة وقيادة عملية الإصلاح السياسي والإداري والهيكلي، لإعادة هيبة الدولة، وهو أمر يتعارض مع مصالح العديد من القيادات والكيانات المستفيدة من نظام هيمنة القبيلة الواحدة على مكامن السلطة، مما يسهل عملية نهب ثروات ومقدرات البلاد، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تسريب معلومات عن مخططات الجهات المعادية للسلام في جوبا، حيث سبق نشر أسماء عشرة من قيادات المعارضة المسلحة باعتبارهم من المطلوب تصفيتهم، ولكن كل ذلك لن يمنعنا من الذهاب إلى جوبا حتى ولو على الأرجل. برأيك لماذا سحبت أمريكا الطائرة التي كان يفترض أن تقل مشار ؟ بعد إعاقة جوبا لسفر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الشعبي الفريق أول سايمون قاروج دول ومقدمة حراسة مشار، هذا أدى إلى عدم استغلال الطائرة، لأن مشار كان في انتظار وصول قائد جيشه أولاً إلى جوبا. ثانيا: أمريكا أيضاً رفضت أن يتم نقل قائد جيش المعارضة بالطائرة، باعتباره من القيادات التي فرضت عليها الحكومة الأمريكية العقوبات بسبب جرائم الحرب في الجنوب. ثالثا: الخارجية الأميركية سحبت الطائرة باعتبار أن تكلفة إيجار الطائرة لمدة خمسة أيام، ورفض جوبا السماح لقيادات المعارضة بالسفر تعتبر تكلفة باهظة على دافع الضرائب الأمريكي هل أعددتم إستقبالاً جماهيرىاً لدكتور مشار ؟ تم تكوين لجنه للتعامل مع الموضوع برئاسة السفير استيفن فار كول وهو عضو المكتب القيادي ورئيس لجنة التعليم، وتم تكوين لجان شعبية كبيرة، ولكن الحكومة رفضت فكرة خروج المواطنين لاستقبال الدكتور، وسمحت باستقبال رسمي لعدد لايقل عن عشرين من قيادات الحركة الشعبية ماذا بعد وصول د. مشار إلى جوبا ؟ حال وصوله سيؤدي القسم كنائب أول لرئيس الجمهورية، ومن ثم سيبدأ الطرفان في الدخول إلى جولة من المحادثات لمعالجة القضايا العالقة مثل الولايات وتغيير الدستور وإعادة انتشار الجيش، ومن ثم تشكيل الحكومة الجديدة لكن الثقة مفقودة بين الطرفين ؟ اتفق معك أن الثقة مفقودة بين الطرفين، فمن جانبنا ننظر إلى جملة من العقبات التي ظلت الحكومة تضعها علي طاولة العلاقة بيننا،إنها لازالت تنظر للاتفاق باعتباره خصماً على سلطتها، بالإضافة إلى خوف الكثير من الاتفاقية سيؤدي إلى إصلاح شامل في كافة مؤسسات الدولة وإعادة هيكلتها من جديد مما سيقلل من سيطرتهم على موارد البلاد بالإضافة إلى أن الكثير من تابعي مجلس سلاطين الدينكا يعتقدون أن الجنوب قد تم تحريره بواسطة الدينكا، وهم الأولى بالاستفراد بمكتسبات الدولة، وهذا منطق سيقود الجنوب الى هوة سحيقة لأن كل أبناء الشعب الجنوبي ولدوا أحراراً . وفي رأيي لن يكون هناك استقرار أو سلام دائم أو حتى مصالحة وطنية إذا ظل رموز هذا النظام الفاسد على سدة الحكم * مامدى تنسيقكم مع المعارضة بجوبا ومجموعة العشرة ؟ فيما يخص لقاءاتنا مع المعارضة بالداخل لقد دخل وفد المقدمة في سلسلة من اللقاءات مع قيادات الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ورجالات الدين المسيحي والإسلامي لحشدهم خلف العملية، ولكن واحدة من المعوقات مع الأحزاب السياسية في جنوب السودان أنها أحزاب موسمية لاتملك حضوراً جماهيرياً أو هياكل مؤسسية، مما يجعلها في أغلب الأحيان أحزاب المناسبات لغياب الحراك السياسي وهيمنة الحزب الحاكم على كل شيء * ماهو مصير مشروع وحدة الحركة الشعبية وأين يقف ؟ لقد كان سلفاكير واضحاً بخصوص موضوع توحيد الحزب، حيث أعلنها صراحة؛ لكم دينكم ولي دين، بمعنى أن يسعي كل واحد لبناء حزبه، وهذا ما نعتبره انتصاراً لقيادات الصف الثاني في الحركة بضرورة وضع حد للحركة الشعبية، والسعي لبناء حزب سياسي يخاطب قضايا وليس الأفراد، نحتاج إلى حزب يقدم الحلول ويستوعب مكونات المجتمع المدني، ولايكون حصراً على مجموعة من الانتهازيين كما حدث بعد اتفاق السلام مع السودان *ما المطلوب من المجتمع الدولي في هذه الظروف ؟ المطلوب من المجتمع الدولي أن يلعب دوراً أكبر من دور الرعاية الاجتماعية والوصاية التي يلعبها في الجنوب، لأن من شأن ذلك أن يشجع أطراف داخل الحكومة على اقتراف جرائم مثل قتل الأبرياء في معسكر بور أكثر من مرة، وأكوبو، لذلك نناشد بالإسراع في تكوين المحكمة الخاصة بجرائم الحرب في الجنوب *بالرغم من توقيع السلام إلا أن هناك حديث عن اشتباكات متقطعة في بعض المناطق ؟ الإعلام في الجنوب كان ولايزال واحداً من الأدوات التي تم استخدامها لتأجيج الفتنة، وعمل بصورة مباشرة وكبيرة في توجيه العداء ضد بعض إثنيات الجنوب، وذلك لصالح إثنية واحدة، وقد نجح في ذلك الجهاز الإعلامي الرسمي بإقناع الرأي العام بأنهم ضحايا الحرب ضد السودان، وأنهم أكثر المتضررين في الجنوب. . ولازالت آلة الإعلام المملوكة للدولة تحاول فرض ثقافة الاستعلاء والتهميش على كافة مكونات المجتمع المدني، لتنفيذ أجندة مجموعة انتهازية صغيرة، وهي حتى لا تمثل مصالح الدينكا ورغم ذلك تطلق على نفسها اسم أعيان الدينكا. * ماموقفكم من الحركات الدارفور ية التى استعان بها سلفاكير فى حربه ضدكم وتقول الخرطوم انها متواجدة بالجنوب؟ الاتفاقية الأمنية واضحة بأن على الحكومة في جوبا إخراج حلفائها من أبناء دارفور في حربها ضد الحركة الشعبية من الجنوب بعد 45 يوماً، وفي فترة أقصاها ثلاثة أشهر، وإلا سيتم نزع سلاحهم وتسليمهم إلى الخرطوم. . والحركة الشعبية ملتزمة بتنفيذ بنود الاتفاق، طبعاً الجنوب لن يفتح مرة أخرى أراضيه لحركات دارفور، للاعتداء على السودان من حدودنا والحركة الشعبية مستقبلاً ستقدم طرح لمشروع سلام بين حركات دارفور والحكومة السودانية، لأن استقرار الأوضاع الأمنية في السودان يعني استقرار الأوضاع في الجنوب ماذا انتم فاعلون تجاه ما اقترفته الحركات الدارفورية ضد شعبكم فى بانتيو ومناطق ولاية الوحدة ؟ لن نسمح لحركات دارفور باستخدام أراضينا لتنفيذ مخططاتهم تجاه السودان. . فليذهبوا إلى السودان، وحسم وتسوية خلافاتهم مع الحكومة في الخرطوم مثلما حسمنا خلافاتنا مع الحكومة بجوبا