يعتبر الإعلامي حسن عبدالوهاب من القامات الإعلامية في بلادنا التي أثرت في الساحة الإعلامية وبرز اسمه في خانة الأوائل الذين وضعوا بصمة مميزة بحيادية تفكيره وثقته العالية بنفسه في مجال العطاء, وهب نفسه للعمل فأعطاه بلا حدود وكان له عدد من البرامج ذات الثقل الجماهيري فترة السبعينات أشهرها برنامجه (شواطيء) و(قوافل الزمان) كما اشتهر بحواراته الجريئة مع الزعماء والمناضلين الأفارقة ومن الذين أسهموا في وضع اللبنات الأولى لمنظمة الوحدة الأفريقية وسيتم تكريمه في الثلاثين من هذا الشهر بقاعة الصداقة بالخرطوم. نشأته ولد في أواخر الثلاثينات بالزومة التي تقع على الجهة الشرقية لمنطقة الشايقية بولاية نهر النيل وتبعد حوالي 18 كلم من جهة الشمال عن مدينة كريمة وتلقى تعليمه في ولاية الجزيرة بمدينة ود مدني التي درس بها الأولية والوسطي وذلك لأن والده كان يعمل ممرضاً بمستشفى ودمدني وبعد ذلك حضر للخرطوم ليدرس المرحلة الثانوية بأم درمان وكان من الطلاب المميزين ودخل كلية القانون جامعة الخرطوم في عهد حكم إبراهيم عبود في العام 1961 وتم فصله لأسباب سياسية وبعد ذلك ذهب في بعثة دراسية بأمريكا لجامعة أنديانا على حساب المعونة الأمريكية في العام 1967م وتم قطع البعثة في العام 1968م وذلك لموقف السودان من حرب 1967م حرب النكسة. بداية عمله كانت بداية رحلته العملية بتلفزيون السودان في العام 1969م وتم إدخاله السجن مع آخرين في عهد حكومة مايو وذلك لاتهامه بالانتماء لتنظيم الإخوان المسلمين وقد تم اختياره رئيساً للوفد الإعلامي المرافق للرئيس نميري في العام 1978م في رحلته إلى ألمانيا وأصيب هنالك بمرض الفشل الكلوي وأصدر الرئيس نميري قراراً بإبقائه بألمانيا مستشاراً إعلامياً بسفارة السودان هنالك وبقي بها حتى إحالته للتقاعد في فترة الديمقراطية الثالثة. أشهر برامجه قدم برامج مميزة أشهرها برنامج قوافل الزمان من خلال عمله بالتلفزيون ، وقدم لقاءات مع عدة زعماء أفارقة على هامش مؤتمر منظمة الوحدة الأفريقية في الخرطوم 25 مايو 1978م منهم مثالاً لا حصراً: روبرت موقابي، أول رئيس لناميبيا، سامورا ميشيل أول رئيس لموزمبيق، الرئيس السادات ووزير خارجية الجزائر عبد العزيز بوتفليقة حينها. ولقاءات مع أدباء وكتاب، منهم أنيس منصور، وعبد الصبور شاهين، محمد أركون وجيمي كليف أول وزير خارجية زيمبابوي وأجرى سهرة استثنائية مع الخبير الإعلامي أستاذ الأجيال علي شمو في أواخر 2012م بمناسبة العيد الذهبي للتلفزيون وغاص في بحره واستخرج منه اللآلئ. رأيه حول مشكلة الجنوب قال عنه أحد المقربين إن للأستاذ حسن عبد الوهاب رأياً واضحاً في مشكلة الجنوب وهو يقول إن السبب لم تكن هناك حرب أهلية بين الشمال والجنوب وذلك لعدم قتل أي جنوبي خارج نطاق الحرب الدائرة، وإن تعدد الديانات والأعراق موجود في كل الدنيا، ومشكلة الجنوب لعب الإعلام دوراً أساسياً فيها وزاد الأمر سوءاً بعد طرد المبشرين من الجنوب بواسطة الرئيس الراحل عبود بعد أن كان الأمر بيدهم. والتي أدت في النهاية إلى قيام دولة للجنوب مستقلة عن السودان، ويأتي مؤتمر الرجاف عام 1922م ليقر بأن الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية للجنوب واللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية ومن ثم طبقت سياسة المناطق المقفولة عام 1924م. ويفرق بين الجنوب الجغرافي والعسكري والإثني ويقول إن الجنوب العسكري-السياسي لم يكن يوما جزءاً من السودان. صاحب عطاء مستمر وأيضاً تحدث عنه الصحفي هاشم عثمان بأن الأستاذ حسن عبد الوهاب أخذ من الولاية الشمالية الحنين والعشرة الطيبة والجميلة والعلاقة القوية بين إنسان تلك المناطق وارضها وكان صاحب عطاء مستمر وهو اشبه بالنيل في هذ الامر ، وبحكم دراسته بولاية الجزيرة اتسم بالبساطة في تعامله مع الاخرين و التسامح والتواضع فهو لايكذب و لا ينافق ولا يعرف المداهنة ، ويعمل بمبداء القناعة كنز لا يفنى ويحب الخير للجميع وهو طيب المعشر يحب الاستماع للاخرين ويعشق الفن الاصيل والشعر الجميل وفي حواره مع الاديب انيس منصور ابدع واخرج درر الحديث مما اصاب انيس منصور بالدهشة من ادارة ذلك الشاب للحوار بهذه الطريقة الجميلة عبر برنامجه (قوافل الزمان) وامتاز البرنامج بالبحث في دفاتر المثقف السودانى,, أجريت له (313) عملية استقر بالمانيا التي عمل بها كمستشار ثقافي بعد مرافقته للرئيس الراحل جعفر نميري كرئيس للوفد الإعلامي في العام 1978عقب دعوة رسمية من الحكومة الألمانية وكان مقرراً أن تكون الفترة سبعة أيام وخلال اجتماع الرئيس الراحل جعفر نميري مع المستشار الالماني وقتها هلموت انشيت وأثناء تغطية وقائع الاجتماع حدث أمر غريب سقط مغشياً عليه وتم إسعافه إلى أقرب مستشفى وبعد أن أفاق إلى وعيه نظر إلى من حوله فوجد المرحوم حسن ساتي وقام الرئيس نميري بإلحاقه للعمل في السفارة السودانية بالمانيا لتلقي علاجه ومعه الاستاذ علي شمو وحدثت له مضاعفات واجريت له (313) عملية ووهو يعيش الآن بنصف رئة وكلية مزروعة والكليتان تم استئصالهما وأربعة دعامات مسامير بروتنزا ومسطره. اشهر برامجه التلفزيونيه (قوافل الزمان) و(شواطيء) واجرى عدد من المقابلات مع كل الرؤساء الافارقة في ذلك الزمن ومنهم روبرت موغابي سام نيوما ايزاميل موبوتو سيسي سيا بري اوبو سانجو كوكوكوزانجا زانجا سياد بري والسادات جميعهم وخبرته الاعلامية الممتدة التي لم يفلح المرض ان يمنعه من مواصلة العطاء حبه للموسيقى تحدث عن الطفرة الإعلامية خلال العشر سنوات الماضية وقال في حوار سابق له مع (آخر لحظة) لقد تطور الاعلام بما لم يتطور في نصف القرن الماضي وأصبح القاريء ولا المستمع ولا المشاهد هو نفسه القديم وماكنا نسميه المتلقي لم يعد متلقيا اصبح مثل شخص فك من عقال وله حرية مطلقة. واضاف احببت في لحظات الموسيقى الكلاسيكية وعندما ينتهي الوقت ومع تعقيد الموسيقى الكلاسيكية احب الاستماع للنعام ادم مستحيل الاستماع والإبداع وحتى القراءة كلها مربوطه بالزمن والمزاج واضاف بالطبع الصحافة جزء مني و صحافتنا متطورة جدا خاصة المشااركات النسائية وبناتنا يكتبن بصورة متميزة جدا مقارنة بزملائهم في المجال بالنسبة للصحافة في العالم العربي واضاف النظرة للصحافييين العاملين الان دونية وغير مبررة ولدينا مستويات مميزة جداً من الاعلاميين والإعلاميات وأي نظرة دون ذلك فيها تحامل، كانت هناك قبائل اعلامية صحافة تلفزيون إذاعة الآن دخل لانترنت الموبايل التويتر والفيس ويعلق الدراسة الاكاديمية اراها لاتعطي صحافييين ناجحين لابد تتبعها الموهبة ويضرب مثلا بالأستاذ محمد حسنين هيكل وأشار إلى أن أبرز مقومات الصحفي الناجح أن يكون متابعاً وملماً بكل مايحيط به ولابد من توافر المعرفة في المسائل الداخلية أسرارها ومصادر معرفتها ومقارنتها بما يحدث في لخارج ثم المطالعة الدائمة.