برزت مؤخراً ظاهرة تزين النساء في مناسبات الأتراح بدرجات متفاوتة على حسب قرابة المتوفي لهن، حيث يضع بعضهن الحناء وأخريات يتعطرن بالعطور البلدية التي لا تتناسب مع المناسبة الحزينة، ولكن مؤخراً أصبحت هذه الظاهرة تأخذ طريقها في الإنتشار.. (آخر لحظة) فتحت هذا الباب وجلست الى إحدى الحنانات ، لتحدثنا عن هذه الظاهرة وعن أنواع حنة الأتراح والى أي مدى وصلت، فكانت هذه الحصيلة: بدأت حديثها قائلة إن حنة الأتراح وما يعرف بحنة (بيت البكا) باتت موجودة وهناك إقبال عليها وإنها تختلف عن حنة الأفراح كثيراً، فحنة (البكا) تكون في كعب القدم ولا ترتفع عن ذلك، كما أن أشكالها تميل دائماً الى الأشكال الهندسية (مثلث- مربع- مستطيل) ولا تكون بها أشكال تبرز الفرح والإبتهاج مثل صفق الورق- الأهرامات، لأن هذه الأشكال ترتفع الى أعلى القدم وتتجاوز البرواز، وأضافت بأن أسعار حنة (لبكا) تزيد عن أسعار حنة مناسبات الأفراح، لأنها تكون سريعة ولا تنتظر من تريد الحناء دورها بين الموجودات للحنة، بل عندما تأتي تقول بأنها تريد حنة (بكا) فيتم وضع الحناء لها هي أولاً وهناك بعض النساء يفضلن لون الحناء (بني فاتح) حتى يقول من يرى الحناء بأنها من قبل حدوث الوفاة مع أنها تكون حنة حديثة وضعتها بعدها، ولكن فقط حتى لا تلفت النظر اليها. ومن جهة أخرى ذكرت بأنه ليست هناك أسماء معينة لحنة (البكا) ولكنها في الغالب كما سبق وذكرت تكون في شكل برواز فقط. وعلى ذات السياق جلسنا الى الحنانة عواطف والتي ذكرت بأن هذه الظاهرة موجودة وتزيد يوماً بعد يوم، وأضافت مشاعر هذه الظاهرة لا تشبه عاداتنا نحن كسودانيين، كما أن في الموت عظة ومن لا يعظه الموت فلا واعظ له، وأنا كحنانة أرفض تماماً وضع الحناء لمن تريدها لبيت العزاء وكثيرات من هن مثلي وأتمنى من جميع الحنانات أن يوقفن هذه الظاهرة حتى لا تتطور ونجد من تذهب لبيت (البكا) تضع المكياج وتفرد الشعر. وهكذا تبقى الحناء هي سيدة الموقف هذه الأيام في مناسبات الأتراح كظاهرة تقوم بها بعض النسوة.