انعقد في الأسبوع الماضي مؤتمر الشريعة والاجتهاد الذي أقامه معهد إسلام المعرفة بجامعة الجزيرة.. ووصلاً لمناقشات المؤتمر فقد أرسلت لنا الأستاذه نازك صالح الطالبة بالمعهد هذه المساهمة الفكرية القيمة: تحديات إقامة الدين في النظام الإعلامي مما لا يدع مجالاً للشك أن الإعلام الإسلامي إعلام متميز يستمد صفاته وخصائصه من تعاليم الإسلام ومن منهج الدعوة فيه.. والتي يمكن استنتاجها من خصائص الكلمة كما يرتضيها الإسلام ومن مرجعية إسلامية تعنى بتنقية العقيدة من البدع والمنكرات وإخلاص العبادة لله وحده.. مع مراعاة العدل في التوزيع والعدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات. على الرغم من وجود إشراقات دالة على تبني وانطلاقة الإعلام السوداني من مرجعية إسلامية.. ونستشهد على ذلك بالنسبة المقدرة للبرامج الدعوية في الخارطة البرامجية.. وحرية المنبر المكفولة ببث الخطب من المساجد وهي تنتقد بعض المظاهر وتتباين في تناول الموضوع الواحد بانتقاد بعض الممارسات دون التعرض للمساءلة.. كما أن هناك نسبة مقدرة من القنوات المتخصصة وغيرها من الشواهد. إلا أن هناك إشارات من بعض الدراسات الأكاديمية أن هذا التوجه يعنى بالشكل بصورة أكبر من اهتمامه بالمضمون.. وأن السودان قد سجل تقدماً ملحوظاً في مجال الاتصال والمعلوماتية.. ودخلت أجهزة الإعلام الإلكتروني الساحة الرقمية منذ وقت باكر نسبياً مقارنة بالعالمين العربي والأفريقي إلا أن هذا الدخول لم يضمن الاحتفاظ بمرتبة السبق.. لأن الذين دخلوا مؤخراً كانت تصحبهم الإمكانات المادية والإرادة السياسية والإدارية الفاعلة.. فهي تعاني من ضمور كبير في مجال التحقيقات الخبرية والمساءلات والاستجوابات الصحفية للمسؤولين وقطاعات المجتمع المختلفة. وإذا انتقلنا للصحافة السودانية نجد أنها تبعد يوماً بعد يوم عن كونها وسائط للمعلومات ووسائل لخدمة المجتمع.. وأصبحت أعمدة الرأي السياسي وسائل لترويج الصحف من خلال إدارة المعارك الصحفية أو المزايدات أو التعانف اللفظي بين أصحاب الاتجاهات السياسية المختلفة.. والاختلاف الواضح بين الواقع وبين ما تنقله من أحداث وظواهر. قد يعطي هذا مؤشر بأن الحرية متاحة بمدى كبير ولا توجد أزمة حرية للصحافة السودانية ولا يعني ذلك عدم وجود تدخلات تعوق عمل الصحافة.. لكن هذه التدخلات لا تشكل المعوق الرئيس للعمل الصحفي ويمكن للمجتمع الصحفي أن يحقق الموازنة المطلوبة بين الحرية والمسؤولية وأن لا يسمح بتدخلات تحد من الحريات الدستورية للصحافة وأجهزة الإعلام. فلا بد هنا من الإشارة إلى التوجه بالإعلام لما يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية بحفظ الكليات الخمس واتباع خصائص الإعلام الإسلامي في الكلمة من حيث الصدق، الحقيقة المجردة، الصياغة، صدق المقصد، الحكم، الواقعية، المنهجية، الثبات والمرونة، الشمولية، التنوع. لذا لا بد أولاً من تجزير المفاهيم الإسلامية في مناهج الإعلام والعمل على تأكيدها في السياسات والقوانين التي تحكم الإعلام.. وإيجاد آلية لمتابعتها وتطويرها.. كذلك التوسع في علوم الشريعة وزيادة عدد الجامعات والمعاهد المتخصصة في المجال.. أيضاً زيادة الطاقات الدعوية المؤهلة بالعلم الصحيح والمنهج السليم. والله الموفق. هذه رؤيتي في تحديات إقامة الدين في النظام الإعلامي. نازك صالح - الدفعة السابعة علوم اتصال – معهد إسلام المعرفة جامعة الجزيرة