مدير هيئة مياه ولاية الخرطوم المهندس خالد علي الرجل الصامت والصامد في وجه العاصفة الحالية التي تموج داخل أحياء الخرطوم ومواطنيها العطشى يحملون الأواني فوق رؤوس الفتيات بحثاً عن الماء في ظل الانقطاع المستمر لعدة أيام .. الأزمة جعلت من خالد الشخصية الأولى التي تتصدر عناوين الصحف هذه الأيام مع العلم أنه صاحب قرار زيادة تعريفة فاتورة المياه وفي فترة الوالي السابق عبد الرحمن الخضر تمت إقالته من منصبه بعد أن فشل في توفير مياه الشرب لمواطني الولاية وكانت حجته عدم وجود المالي الكافي وبعد أن تم تعيين عبد الرحيم محمد حسين والياً للخرطوم قام بتعيينه مرة أخرى مديراً لمياه ولاية الخرطوم والآن هو متهم بفشله للمرة الثانية في عدم توفير امداد مائي منتظم رغم زيادة الفاتورة . نشأته أطلق خالد علي صرخته الأولى بالولاية الشمالية في أواخر الخمسينات بمدينة دنقلا منطقة ناوا التي اشتهرت بأنها كانت مشهورة بأسطورة السحرة في عهود مضت, وبعد أن ترعرع بتلك البئية تنقل في المراحل الدراسية واستقر به المقام في جامعة الخرطوم كلية الهندسة في العام (1979) وتخرج منها ليلتحق بالعمل في المياه الريفية ونسبة لضعف المرتبات هاجر للملكة العربية السعودية ليعمل بها فترة من الزمن, وهو متزوج واب لعدد من الأبناء, ثم عاد من المملكة ليتولى منصب المدير العام لمياه ولاية الخرطوم منذ العام (2001) وحتى العام (2008) وشهدت فترته قطوعات بالمياه واختلف مع الوالي عبد الرحمن الخضر وترك العمل وغادر مكتبه الوثير ليعمل مديراً لشركة الريان وبعد مرور عدة سنوات تمت إعادته مرة أخرى مديراً لمياه ولاية الخرطوم بقرار من والي والولاية عبد الرحيم محمد حسين الذي زامله في الدراسة. لا يجامل وصفه مقربون منه أنه لا يجامل في الحق حتى وإن كان على نفسه ولديه مقولة مشهورة (إن خالف أصبعه مبادئه لقام بقطعه) ورغم أن كثيراً من مواطني الولاية اعتادوا سهر الليالي من أجل الحصول على الماء التي تأتي في الثلث الأخير من الليل إلا أن خالداً كما عرف عنه أنه لا يحب السهر وينام مبكراً ولايحب المزح فهو إنسان جاد لايضحك إلا تبسماً والعمل عنده مقدس يتواجد بمكتبه منذ الصباح الباكر ويكون آخر المغادرين للهيئة ولا يؤجل عمل اليوم للغد ولا يتعصب لرأيه الشخصي وفي حالة عدم قبول أفكاره وواجه صعوبات في عمله يغادر ويقدم استقالته فوراً ويترك العمل لشخص آخر, وعندما اختلف مع عبد الرحمن الخضر ترك العمل وركب سيارته وغادر. مواجهة التحديات وقال عنه مصدر فضل حجب اسمه إنه يقوم بمواجهة التحديات حتى تنجح مشروعاته وهو الذي وقف مع زيادة تعريفة المياه وكانت حجته أن استمرار الهيئة والعاملين مربوط بزيادة التعريفة وأقنع الوالي بذلك والذي بدوره اقنع تشريعي الخرطوم بالامر الذي اجاز الزيادة فوراً, لكن الرجل أقر في حوار له أمس بالفشل ولربما كان الاعتراف بفشله خصلة موطنة في أصله ، لكن إقراره بالفشل لا يعني أن الرجل مبرأ من كل عيب لاسيما وأن بعض مناطق الخرطوم تلهث ألستنها من العطش في ظل وعود بمعالجة الأزمة التي نتجت من فشل خطة كاملة كان شعارها (صيف بلا قطوعات) عقب زيادة فاتورة المياه المجاز من نواب الخرطوم .