* الحفل الرمضاني البهيج الذي أقامه نائب رئيس الجمهورية السيد حسبو محمد عبد الرحمن والذي ضم العشرات من المبدعين والمبدعات، أكد لي أن السيد حسبو رجل لديه قناعة تامة بأن الثقافة هي التي تقود السياسة وليس العكس وأن قصيدة واحدة من الشاعرة الرائعة روضة الحاج كفيلة أن تحول الرصاصة إلي وردة بيضاء، كما أكد لي أن السيد نائب الرئيس يكن تقديراً عظيماً لصناع الجمال في بلادي، وأنه يعلم أن المناجاة بين الفراشة والجدول لم تخلق عبثاً، وأن ترانيم الكناري لم تدخل في دائرة الممنوع، وفي ذلك تأكيد تام أن الحياة في أصلها محبة، وأننا لو توحدت قلوبنا بهذه المحبة فإن السماء ستمطر علينا سلاماً ما توضأ عبد ليصلي، أو سجدت حمامة عند ضفة لنهر * أكدت دراسة أجراها عدد من المهتمين بدراسة الجزر المقاومة للكوارث الناتجة عن مياه الفيضانات أن جزيرة توتي احتلت المرتبة السابعة من بين المئات من الجزر القادرة على مقاومة الفيضان، وأنا من جانبي أهنيء أهل توتي الذين ترسوا البحر على ما تميزت به جزيرتهم الغالية من مقاومة لهجمة كاسحة من النيل في كثير من المواسم فانتصرت عليه، لن أنسى عبارة نطق بها العازف الراحل خوجلي أبو الجاز أن النيل ظل طوال أزمان يطلب من توتي أن تكون له عروساً، ولكنها كانت تشترط عليه أن يكون حنوناً على أهلها. * أمسك الكاتب الأمريكي الكبير أرنست همنجواي بمسدسه ثم وجهه نحو رأسه ثم ضغط علي الزناد، إنتحر كاتب رواية (العجوز والبحر) التي تعد من أعظم الروايات التي عرفها تاريخ الأدب الامريكي، إنتحر هذا العملاق بعد أن إكتشف أنه صار كهلاً، وأن حالة من التوهان صارت تلازمه اثناء الكتابة، بل تدفع به نحو أفكار سوداء ليست بها إضاءة، فأختار أن يموت منتحراً وهو في قمة توهجه الإبداعي علي أن يحيا مثل بستان إصفرت أوراقه فتغادره العصافير. * جاء في الأخبار أن الفنان علي إبراهيم اللحو تسلم هدية من رجل كسلاوي كانت (جوزين) من طيور الخداري وبما أنني أعلم أن طائر الخداري يتمتع بقدرة عالية في إلحاق الهزيمة بحملة البنادق من الصيادين، وأعلم أيضا أن عدداً كبيراً من شعراء مدينة كسلا أظهروا له من الود ما لم يظهره المحلق لتاجوج إلا أنهم لم ينالوا ولو لمسة عابرة من جناحيه الخضراوين، أراحني كثيراً الفنان علي إبراهيم حين أخبرني أن هدية الرجل لم تكن طائرين من الخداري إنما كانت (جوزين) من طائر البلوم. * رفض الشاعر الكبير إسماعيل حسن (عليه الرحمة) مصافحة رجل في رحلة كانت في حدائق الباقير وذلك بعد أن شاهده (شاعر المستحيل) يوجه بندقيته إلي سرب من الحمام مما جعل الحمائم تتخبط على الأرض، فيها من توقفت أنفاسها وفيها من تحتضر، كان المشهد قاسياً على قلب شاعرنا الكبير فغادر المكان وهو يضع يده علي قلبه، حاول معه عدد من الأصدقاء أن يهب للرجل سماحاً، فرد عليهم (ود حد الزين) : لقد قتلني هذه الرجل قبل أن يتوجه إلى الحمائم ببندقيته فيقتلها. هدية البستان أقابلك وكلي حنية وأخاف من نظرتك ليا اخاف شوق العمر كلو يفاجئك يوم في عينيا