عبارة بليغة في مخبرها عميقة في جوهرها أطلقها رئيس لجنة الانتخابات الفنية لاختيار مرشح المؤتمر الوطني لشمال دارفور المهندس الحاج عطا المنان إدريس وهو يحث نحو ثمانمائة من عضوية مؤتمر حزبه لإعمال حق الاختيار الديمقراطي الحر وقال (إذا لم ينتهج المؤتمر الوطني الديمقراطية والشفافية في اختيار مرشحيه فإن العملية الديمقراطية الكلية في البلاد تصبح مجروحة في ذمتها لأن فاقد الشيء لا يعطيه). حينما أعلنت اللجنة نتائج الشورى فتح باب التنافس الديمقراطي في المؤتمر العام الذي أعلن انعقاده مساء ذات اليوم بيد أن اللجنة الثلاثية التي تتألف من المهندس الحاج عطا المنان والعميد (م) محمد مركزو والوزير السابق خليل عبد الله أجّلت عقد المؤتمر العام حتى بعد دخول بعض المؤتمرين لمقر الاجتماع حينما اكتشفت اللجنة أن إجراءات انعقاده تحتاج لضبط تنظيمي وصرامة في إجراءات الدخول وفحص بطاقات الناخبين عند الدخول ليتم تأجيل المؤتمر حتى نهار أمس الشيء الذي بعث الارتياح والطمأنينة على أن اللجنة أكثر حرصاً على التفاني في واجبها -أكثر من حرص الناخبين على مرشحيهم-. عند إعلان نتيجة الانتخابات النهائية وحصول المرشح عثمان يوسف كبر على أعلى الأصوات (662) صوتاً ونيل الأستاذ النور محمد إبراهيم (140) صوتاً هنأ الأخير أعضاء اللجنة لتنبعث الزغاريد النسوية من فناء مقر المؤتمر وتنطلق احتفالات تلقائية للمؤتمر بفوز مرشحهم عثمان كبر بعدد أصوات تجعل من المتعذر على اللجنة الاتحادية للمؤتمر الوطني إدارة ظهرها واختيار مرشح آخر حصل على سبعة أصوات أو حتى مائة صوت.. لأن رقصات (الدلوكة) التقليدية التي قرعت في منزل الوالي وهتافات القواعد والدموع التي بللت خدود البعض للنتيجة التي حصل عليها عثمان كبر يصعب بل يستحيل على المؤتمر الوطني أن يضحي بكل هذا الزخم ومشاعر الناس لاعتبارات لا ترى بالعين المجردة وقد أثار مظهر نساء الفاشر وهن يقرعن (الدلاليك) تداعي صورة قديمة لطلاب الاتجاه الإسلامي في جامعة الخرطوم حينما اقتحم الطالب الطيب إبراهيم محمد خير مسرح الجامعة لتفريق ليلة ثقافية رقصت فيها الطالبات (العاجكو) لكن ذات الاتجاه الإسلامي الذي كان يناهض (العاجكو) تصالح مع الواقع وأصبح المؤتمر الوطني يرقص اتباعه (الدلوكة) ويصلون في المساجد ويختارون قياداته بالانتخاب المباشر الحر بعد غروب شمس التعيين وبزوغ فجر القيادات الجماهيرية!!.