كلام قديم هذا الذي أتت به الصحة!! فالوزير أبو عائشة في ورشة قضايا المياه وعلاقتها بالصحة التي نظمتها (الأمانة) العامة لمجلس الوزراء، قال: إن نصف السودانيين لا يتمتعون بمياه شرب صحية ونقية. وهذا يذكرني بإعلان باتا القديم.. كل السودانيين يلبسون «باتا».. وكانوا يفعلون ذلك في الزمان القديم.. ولكنهم الآن لا يشربون مياه صحية نقية وكلمة (نقية) هذه = المعادلة الاتية: نصف السودانيين يشربون مياه ملوثة!! ولكن أين النصف «المحظوظ» الذي يشرب مياهاً «نقية»؟ وأين هذه المياه «النقية» التي يشربها النصف «السعيد» من المواطنين؟.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: أين أقف أنا؟ وأين تقف أنت من (النصف المحظوظ)؟ أو من النصف (الشقي)؟ وأين تقف «أنت» و(أنا) من المياه «النقية»؟ أو من المياه الملوثة؟! أنا قبل قليل تناولت طعام الغداء في المكتب وشربت معه نصيبي من المياه.. ولكن الآن أتساءل: إلى أي نصف من السكان أنا أنتمي في هذه اللحظة؟! ونمضي مع الورشة فالوزير يقول:إن 80% من الأمراض سببها المياه، والتلوث هو السبب الرئيسي في وفيات الأطفال(نصف الحاضر وكل المستقبل). ومع هذه الحقائق المفزعة يدفن السودانيون رؤوسهم في الرمال! المعارضة تصرّ على الخروج في مسيرة لإجازة حفنة من القوانين.. وهي قوانين ليست بذات أهمية قضية «الصحة»، ومع ذلك يصرّ أفراد المسيرة الذين يعدون على اصابع اليد الواحدة على الخروج وهي يحملون في جوفهم مياهاً ملوثة. فما هو الاجدى.. «الاحتجاج على تلوث المياه أم الاستفتاء والمشورة وأبيي»..! والحكومة تصرّ على قمع المعارضة بحجة أن ذلك الخروج يدعو للفتنة مع أن قضية خروج المعارضة للشارع لا تساوي شيئاً مع المهدد الأكبر: أزمة تلوث المياه فهل تسد الحكومة الاسباب امام تلوث المياه الذي يصيب نصف السودانيين بما فيهم بعض ناس الحكومة.. ام تسد الطرقات امام المعارضة فتمنعها من الخروج من دار مناوي وتمنع مرتادي مطاعم السمك هناك من تناول وجبة شهية. üيا ايها البرلمان من احق الناس بحسن مصاحبتك .. ملف« الموية والصحة» ام ملف «.......» ؟.