آه يا وطن الغلابة.. التعابى.. الكادحين.. الهائمين على الطرقات.. بلا هوية أو انتماء.. آه يا بلد النساء.. المستضعفات.. مهددات الكرامة مسلوبات الإرادة.. اللائي يقام عليهن الحد.. بلا جريرة حدود..! اللائي يكشفن قناعهن وعوراتهن بسياط اللهب وبأيدي الزبانية الذين لا يراعون.. إلاً ولا ذمة.. إن القانون والتشريع بيِّن.. وإن الحدود تعني «عدم التجاوز».. وهي لله.. فإن كانت الفتاه المجلودة.. المهانة يقام عليها الحد.. فتطبيق الحدود على النساء وطريقته معروفة.. وإن كان تعزيراً.. فلا عذر.. لهذه القسوة والمهانة والطريقة اللا إنسانية التي عوقبت بها هذه الفتاة مهما كان ذنبها.. فالحبيب المصطفى «صلى الله عليه وسلم» قال «رفقاً بالقوارير..» على وجه العموم.. وأوضح القرآن طريقة الضرب إن كان لابد منه.. أن يكون ضرباً غير مبرح.. لكن ما رآه كل العالم.. عبر الانترنت أسال المآقي.. والفتاة تتلوى.. تستجدي.. تستعطف في ألم يمزق نياط القلوب الرحيمة.. والزبانية بوجوه قاسية صلبة.. ترفع السوط إلى عنان السماء وتنزل على كل جسدها حسبما اتفق بلا كيل أو ميزان..! إن الضرب يا أيها القائم بأمر تنفيذ العقوبة على المسلمين.. يجب ألا ترفع فيه اليد ليرى الإبط وأن يكون متوالٍ.. وفي أماكن متفرقة من الظهر والإليتين.. أما النساء.. فتنفيذ العقوبة.. «ما عدا عقوبة الزنا التي يجب أن يشهدها طائفة من المؤمنين».. فيجب أن تكون في مكان مغلق، على كنبة أو مقعد.. في اليدين أو المؤخرة.. بأقل من القوة التي يجلد بها الرجل صوناً لضعفها.. حفاظاً على كرامتها.. فلا يمكن أن يكون ما حدث تنفيذ عقوبة..! حاسبوا المتجاوزين بذريعة تنفيذ الأوامر.. وعلموا الذين يتطاولون على العباد بأن الإسلام هو دين الرحمة والإنسانية!! زاوية أخيرة: رأى العالم وسمع فانتظروا غضبة الإنسان لأخيه الإنسان- وكما حاسبتم من قبل المسؤولين عن هروب قتلة غرانفيل- حاسبوا من أهان فتاة ضعيفة.. أنتم ولاة أمرها.. قولوا للعالم إنكم منصفون!