نترحّم بداية على شهداء الدورة المدرسية رقم (22) الذين استشهدوا في حادث سير بالقرب من القطينة، بعد أن ألغت حكومة الجنوب- بقرار طفولي ومزاعم باطلة- انطلاقة الدورة من (واو) في (بحر الغزال) الكبرى المختطفة لصالح الحركة الشعبية (لتحرير السودان) التي تاجرت بكل قضايا الوطن الكبرى، وابتذلت ما تواضع عليه أبناء الشعب الواحد في جنوب وشمال السودان.. رحم الله الشهداء الخمسة - أربعة رجال وامرأة - الذين راحوا ضحية غدر الحركة الشعبية ونقضها للعهود حتى وإن كانت نتيجة الحدث المُنتظر هي إسعاد آلاف الطلاب والطالبات من أبناء السودان. رحم الله الشهداء- ضحايا الحركة الشعبية- وأدخلهم فسيح جنّاته مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.. وشفى الله المصابين الذين تعرضوا للحادث المشؤوم بعد أن نقلتهم الطائرات من (واو) إلى (الأبيض) ليستقلوا (الباصات) حتى يتمكنوا من اللحاق بانطلاق فعاليات الدورة المدرسية رقم (22) التي ستصبح معلماً في مسيرة الدورات المدرسية اللاحقة بإذن اللّه، وستصبح نقطة سوداء- ضمن نقاط سوداء كثيرة- في مسيرة الحركة الشعبية وقيادتها الانفصالية علينا الآن أن نحيّ أرواح الشهداء وأن نترحّم عليهم وأن ندعو للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل.. وعلينا أن نحيّ الشيخ الأستاذ علي عثمان محمد طه، نائب رئيس الجمهورية وراعي هذه الدورة لسرعة البت في اتخاذ قرار شجاع قضى بتحويل الدورة إلى ولاية الخرطوم، رغم القرار المُتسرّع بإلغائها من قبل حكومة الجنوب، غير المفاجئ لنا، وربما للقيادة العُليا في البلاد. علينا أن نحيّ الدكتور عبد الرحمن أحمد الخضر، والي ولاية الخرطوم وحكومته لأنهم قبلوا التحدي في وقت صعب تواجه فيه الولاية قضايا كبرى مثل الاستفتاء، وحملات نزع السلاح لغير المرخص لهم به، ومثل الانشغال بقضايا وهموم المواطن معيشة وخدمات لا تتوقف ولا تنتهي. علينا أن نحيّ الدكتور فرح مصطفى وزير التعليم العام رئيس اللجنة الوزارية العُليا، ونحيّ معه كثيراً من معاونيه- وليس كلهم- لأدبه الجم في مخاطبة الصحافة التي حذّرت من خطورة ما تحيكه حكومة الجنوب من مؤامرات لنسف هذا العمل الكبير.. ونحيّ كل الولايات الشمالية التي لم تتراجع أو تتخاذل في المشاركة بعد الموقف المُخزي لحكومة الحركة الشعبية في جنوب السودان، ونحيّ كل المشرفين والمشرفات والطلاب والطالبات الذين يشاركون في إنجاح هذا العمل الوطني الكبير، وقد تجاوزوا الامتحان الصعب وتفادوا الإنزلاق في الهاوية. نتمنى على القائمين بأمر هذه الدورة المدرسية أن يُكرّموا الشهداء وأن يلتفتوا للمؤسسين وأصحاب الفكرة والدعوة لقيام هذه الدورات المدرسية وفي مقدمتهم أستاذنا وأستاذ الأجيال الراحل الصحفي الكبير حسن مختار (حزمة تفانين) والذين ساندوه حتى أصبح الحلم حقيقة.. نتمنى أن يتم الالتفات لرواد هذا العمل الكبير خاصة الذين قادوا الدورة المدرسية الأولى للنجاح وأن تعمل الدولة على تكريمهم ومنحهم الأوسمة والأنواط التي يستحقونها.. وفي ذلك كله صفعة للمُرجفين الفاشلين الذين يُريدون إفشال كل عمل وطني عظيم.