الزارعة بالري المحوري من أحدث أساليب الزراعة، وقد كانت ولاية شمال دارفور من الولايات الرائدة في هذا المجال، وخاصة مع اعتزامها إدخال نظام التشغيل بالطاقة الشمسية بدلاً من الجازولين، وقد شرح وزير الزراعة بالولاية أنور إسحق أن الولاية خصصت ثلاثة مشاريع تنموية لكي تعمل بالري المحوري، ستجدونه في الحوار التالي: حاورته : أسماء سليمان * ماهي المشاريع التي تعتزم ولاية شمال دارفور انشاءها ؟ - هناك ثلاث مشاريع في شمال دارفور «ساق النعام» و» أم بياضة» و» أبو حمرة «و التي تعتبر من المشاريع الرائدة بالولاية، وقد تم تجهيز ملف كامل عن هذه المشاريع، ورفعه لوزارة الزراعة الاتحادية * ماهي المعايير التي تم بها اختيار هذه المشاريع؟ - هناك ميزات تفضيلية تتمتع بها هذه المشاريع، فالأراضي خصبة، بالإضافة الى توفر كميات هائلة من المياه الجوفية بجانب المناخ الملائم، فكل متطلبات النجاح لهذه المشاريع موجودة، ونحن نسعى لأن تقف هذه المشاريع على ساق * كيف؟ - وضعنا خيارين لوزارة الزراعة أما أن تمول هذه المشاريع من الدولة، أو أن تطرح للمستثمرين الأجانب والوطنيين * هل هناك مشاريع شرعتم في تنفيذها؟ - بدأنا فعلياً بمشروع أم بياضة في محلية المالحة شمال شرق دارفور، بمساحة 210 ألف فدان، وقد وقفنا على الانشاءات والبنى التحتية للمشروع، والاستعدادا للعروة الصيفية. * ولكن الولاية يقع جزء منها في أراضي شبه صحراوية كيف تعاملتم مع ذلك؟ - بدأنا بالاستزراع الغابي نسبة لتعرض المنطقة للرياح الآتية من الشمال « ليبيا» حتي تكون مصدات للرياح وأحد وسائل توقيف الزحف الصحراوي الذي تعاني منه الولاية، بجانب تأثرها بالحرب، ونحن بصدد إقامة أحزمة خضراء حول المنطقة، فقد تم غرس 10 آلاف شتلة من أشجار الهشاب والطلح والكافور والنيم، ركزنا اهتمامنا بأشجار الهشاب لقيمتها الاقتصادية في انتاج الصمغ العربي حتى يتثنى للمزارعين الاستفادة منه لاحقاً. وبنهاية الخريف سننهي غرس 40 شتلة * ما هي استعداداتكم للعروة الصيفية في أم بياضة؟ - استعداداً للعروة الصيفية بدأنا في خطوات الري المحوري، وبجانب زراعة الذرة بنوعي « طابت» ، «وأرفع قدمك»، في العروة الصيفية، وأما الشتوية سنزرع القمح، وذلك وفقاً للخطة القومية، و الغرض من ذلك تحقيق الاكتفاء الذاتي، خاصة لملاءمة المناخ بجانب عوامل النجاح المذكورة آنفاً. * حدثنا عن نظام الري المحوري؟ - في أثناء تواصلنا مع وزارة الزراعة الاتحادية قدمنا مقترحاً لتشغيل مشاريع الري المحوري بنظام الطاقة الشمسية، كبديل للجازولين، وبالفعل زار المشروع وفد من الخبراء والمختصين بمعهد أبحاث للطاقة * ومن أين يأتي تمويل هذا المشروع الضخم؟ - المشروع الآن يمول من الدولة أي من الوزارة الاتحادية، وحتى لا نضع البيض في سلة واحدة، قدمنا في مقترحنا أن يشارك في المشروع تمويل خاص * وماذا عن المشاريع الأخرى؟ - المشروع الثاني هو ساق النعام الذي يبعد 38 كلم من مدينة الفاشر، والذي تبلغ مساحته 184 ألف فدان، وأهم ما يميز هذا المشروع هو قربه من مطار الفاشر، كما أنه يبعد 20 كلم من طريق الإنقاذ الغربي، ومن هنا يمكننا القول إن مشروع ساق النعام من المشاريع ذات الميزات الاستثمارية الكبيرة، فيمكن ترحيل الانتاج داخلياً عبر طريق الانقاذ الغربي أو الترحيل إلى الخليج وأفريقيا عبر مطار الفاشر الدولي، والولاية تتمتع بموقع استراتيجي، فهي تجاور ثلاث دول وعدد مقدر من ولايات السودان * ما هي المحاصيل التي سيتم زراعتها في ساق النعام؟ - المشروع يتميز بتركيبة محصولية متنوعة، فالمناخ ملائم لزراعة الغلال بأنواعها، بجانب الفول السوداني والسمسم وحتى المحصولات البستانية. * ما هي أهم التحديات التي تواجه الزراعة في الولاية؟ - أهم التحديات التي تواجه الولاية فيما يلي القطاع الزراعي هي ضعف التمويل الذي نتلقاه من البنك الزراعي، و الذي قد يعود للخلفية التاريخية للولاية في فترة الحرب والنزاعات، وعزوف سكانها عن الزراعة، ولكن الآن بعد استتباب الأمن نجد أن 80% من سكان شمال دارفور يعملون في الزراعة والرعي، والولاية تعدادها السكاني يفوق 3 مليون نسمة. * الخلفية الأمنية بالولاية هل ستشكل هاجسا للمستثمرين؟ - في السابق كانت المنطقة تعاني من الحرب بين الحركات المسلحة والحكومة ولكن الآن بحمد الله استتب الأمن بالكامل، فأنا في عملي أطوف ب 18 محلية بالبر، دون الحاجة لحراسة، و هذا أكبر دليل على ما أقول. * تحتاج المشروعات للتقاوي والأسمدة، فكيف تمكنتم من توفيرها في ظل ضعف التمويل؟ - بعض التقاوي المحسنة مدتنا بها وزارة الزراعة الاتحادية، والبعض الآخر من شركائنا في الولاية من منظمات محلية ودولية، بجانب ديوان الزكاة الذي وزع كميات منها في عدد من المحليات، والأهم من ذلك نحن بصدد مشروع توطين التقاوي الملائمة للبيئة بالتعان مع هيئة البحوث الزراعية، حتى نخفف على المزارعين عبء جلبها من المركز، ونضمن توفرها في الوقت المحدد * وماذا فيما يخص الثروة الحيوانية بالولاية؟ - إن شمال دارفور تمتلك ثروة حيوانية تقدر 15 بحوالي مليون رأس من المواشي والإبل والضأن والغنم، وهذا العدد يجعلنا في مصاف الولايات المصدرة للمواشي، بجانب التقاير التي أعدتها منظمات عالمية، والتي تصنف المواشي هنا بأنها خالية تماماً من الأمراض الوافدة والمستوطنة * ما هي العائدات المتوقعة في حال نجاح هذه المشاريع؟ - لا يمكنني وضع تقديرات بعينها، ولكن بحسب التقديرات يمكننا القول هذه المشاريع ستحقق الأمن الغذائي للانسان والحيوان، بالإضافة إلى تحقيق فائض يدعم اقتصاد الولاية والاقتصاد القومي، بجانب أن المشاريع ستعمل على نقل انسان الولاية من الفقر إلى الثراء، وهذا ما نصبو إليه، فكلنا يعرف أن الفقر والأمن الغذائي هما أخطر ما يواجه العالم * كلمة أخيرة ؟ - أدعو كل المستثمرين وخاصة الوطنيين للاستثمار الزراعي بالولاية، ونحن مستعدون لتقديم كافة التسهيلات التي تضمن نجاح الاستثمارات، وفي النهاية (البلد بيبنوهو أولادو)