التواصل بين الشعوب أمر محمود، يتحقق عبره التعاون والتناصر وتبادل المصالح.. وديننا الحنيف . وأصبح مفهوم الدبلوماسية الشعبية راسخاً عند الشعوب، وبدأت العديد من الدول في العهد الحديث تشكيل أجسام وكيانات لرعاية الدبلوماسية الشعبية، وتعمل على ترشيد الجهود الشعبية وتنظيمها لمصلحة ألأوطان، فعلى سبيل المثال لا الحصر كان قيام المنبر الدولي للدبلوماسية الشعبية في جمهوريات روسيا، جمعية الصداقة مع شعوب العالم.. في الصين وفي السودان كان تكوين مجلس الصداقة والسلام الذي أنشيء في سبعينيات القرن الماضي أيام عهد نظام جعفر نميري، ثم أعيد بعد وصول عهد الإنقاذ الوطني إلى الحكم، كان قيام مجلس الصداقة الشعبية العالمية في بداية التسعينيات من القرن الماضي. وفي حقبة التسعينيات أصبح استعمال الدبلوماسية الشعبية شائعاً في دوائر السياسة الخارجية.. على المستوى الدولي ففي بريطانيا على سبيل المثال أنشأت حكومة بلير (مجلس استراتيجيات الدبلوماسية الشعبية).. كما شهدت الدبلوماسية الشعبية إهتماماً متزايداً في الولاياتالمتحدةالأمريكية، مما حدا بالباحثين الإعتبار بأنها تخلق الوعي العام الأمريكي.. لذا بات مصطلح الدبلوماسية الشعبية (public diplomacy) . من أبرز فنون العلم التخصصي المعاصر، وهو بالطبع مصطلح يحمل في ثناياه أبجديات فهم وسلوك وتخطيط لتوجيه -بناء العلاقات واستثمارها بالصور المثلى .. إن تجربة السودان جديرة بالإهتمام والدراسة لكونها الأولى في المنطقة، وثانيها لموقع السودان المتميز وتحركه المنظم تجاه جيرانه وأصدقائه الكُثر في المحيط الأفريقي والعربي والدولي... ولابد أن نعيد للذاكرة المبادرات العديدة التي سجلها المجلس منذ إنشائه في إصلاح العلاقات وترميمها، في ظل الحصار الذي أعاق تحرك الدبلوماسية الرسمية، والكل يذكر الحراك الكبير الذي أحدثه المجلس في ظل قيادة الدكتور مصطفى عثمان مندوب السودان الحالي لدي الأممالمتحدة بجنيف.. والأستاذ أحمد عبدالرحمن الأمين العام لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية الذي اتسمت فترته بنشاط مستديم ومبادرات متنوعة، وامتدت جسور التواصل إلى أقاصي الدنيا مع دول وكيانات وشعوب عديدة، والأمل معقود على قيادة المجلس الحالية برئاسة المهندس الشاب عبدالمنعم السني، في أن تتحقق العديد من الإنجازات... إن رصيد الدبلوماسية الشعبية السودانية يستحق أن يجد حظه من التوثيق والدراسة والإبانة.. وفي هذه الفترة التي نتطلع فيها إلى مزيد من التعاون وتبادل المصالح مع شعوب العالم، وإرساء القيم النبيلة والفاضلة وتحقيق العدالة، تصبح المسؤولية عظيمة إنفاذ استراتيجية جديدة، توطد صلاتنا مع شعوب العالم وتعكس حضارة أهل السودان وإرثه وتراثه العريق.... نواصل