عاد قبل أيام للبلاد الفنان الكبير المبدع أبوعركي البخيت بعد أن أحيا حفلات كثيرة في كينيا وسبقها بحفلات في أمريكا وكان قد غني قبلها في الدوحة بقطر، وهكذا ظل عركي يتنقل بين بلدان العالم سفيراً للفن السوداني بالخارج، وتقول الفديوهات المصورة من هناك عقب كل حفل له إنه قد أبدع وأمتع، وأن أماكن الحفلات ضاقت بالحضور الكبير الذي تدافع من كل المناطق القريبه للاستمتاع بأغنيات عركي والطرب ب(واحشني) و(ست التوب) و(سهرنا الليل وكملنا) و(بخاف اسأل عليك الناس وسر الريده بينا يذيع) وبقية الأغنيات التي أكسبها صوت عركي حلاوة وطلاوة ولايختلف اثنان حول أن عركي قد ترك فراغاً في الساحة بالداخل، جعل كثير من الفقاقيع تسعى لملئه فتعجز، وهذا مانريد أن ينتبه له عركي ليعود للساحة بقوة، فمن مزايا عركي وسط المغنين الكبار، أنه أثبت أنه فنان كل الأجيال، فالجيل الذي يحب الإمبراطور والقيصر وطلال الساته ووووو ممن ظهروا بالساحة مؤخراً يحبونه، ويمكن من خلاله أن نخلق تواصلاً جميلاً بين الأجيال عبر حنجرة عركي الذهبية وأغنياته الرصينة وأدائه الجميل، ومعروف عنه سلوكه المميز ورقته في التعامل، فعركي يبكي لرؤية دمعة في عين طفل، وتحزنه آهة محروم، إنه رجل لو أراد أن يجمع المال الكثير لفعل هذا من فنه الجميل، لكنه اختار أن يعيش فقيراً من المال غنياً بحب الناس آخر الكلام لا أدري كيف نفشل في أن نحدث اختراقاً لجدار إحجام عركي عن الغناء في المسارح ببلادنا، أوعبر أجهزتنا الإعلامية القومية الذي فرضه على نفسه، وموهبته ملك لأهل السودان الذين أحبوه، فلابد أن يعود عركي ليملأ فراغه الذي يصعب أن يملأه غيره