تابعت تقريراً بثته هيئة الاذاعة البريطانية الBBC مساء أمس الأول الثلاثاء يصور مأساة المهاجرين الأفارقة الراغبين فى الإقامة فى أوروبا خلسة وبلا إجراءات رسمية . التقرير بُنى على إدانة منظمة العفو الدولية لكل من الإتحاد الأوروبى وليبيا بسبب التعاون بينهما لمنع المهاجرين الأفارقة من العبور من شمال أفريقيا الى أوروبا والظروف غير الإنسانية التى يتعرض لها هؤلاء المهاجرين خاصة وأن الاتحاد الأوروبى كما أشار التقرير دفع مبلغ 50 مليون يورو الى ليبيا لقاء تعاونها لمنع الهجرة غير الشرعية . المهاجرون يغامرون بحياتهم لأكثر من مرة تبدأ من خروجهم من دولتهم عبر طرق النقل غير المألوفة ويسلكون الطرق غير السالكة ويكابدون الكثير جراء فعلهم بل ويفقد بعضهم حياته حتى إذا ماوصلوا الى بعض السواحل النائية للبحر المتوسط تبدأ المغامرة الثانية إذ يقلهم قراصنة البحار عبر عبارات قد لا تلقى بالاً لمن يلقى من على ظهرها فى قاع البحر طعاماً لحيتانه حتى أذا ماوصل على ظهر هذه العبارات التى تشابه الغرابيل الى السواحل الأوروبية تبدأ المرحلة الثالثة للمغامرة والتى يشارك فى بطولتها الطقس وخفر السواحل وحواجز اللغة والإضطهاد العنصرى فى مثل هذه التقارير يكون اسم السودان دائماً حاضراً وقدر بلادنا أن كل أسود هو سودانى وكل المهاجرين السود فى إسرائيل هم سودانيون بل ويشير ذات التقرير وأخبار متصلة به أن رئيس الوزراءالاسرائيلى تفقد جدراً وأسواراً على طول 250 كلم أقامتها اسرائيل مع حدودها مع مصر إتقاء لتسلل المهاجرين الأفارقة الذين تستقبلهم الأعمال الوضيعة التى يتأفف الاسرائليون من القيام بها بحسب تصريح لأحد رجال الأعمال الإسرائليين الذين يصطادون هؤلاء المهاجرين لهذه الأعمال . يروى أن فريقاً افريقيا للشباب خسر معظم مبارياته فى منافسة مع بعض الفرق الأوروبية وعند إنتهاء المنافسة ذهب كل لاعبى الفريق الى مفوضية الهجرة طالبين حق اللجوء السياسي بسبب الحرب فى دارفور ولكن الحيلة لم تنطل على المفوضية التى كانت تشاهدهم قبل يومين يشاركون فى اللعب لفريق بلادهم البعيدة عن السودان ولاتجاوره من المفارقات أن دول الإتحاد الأوروبى كان تبعث باحتجاجاتها المستمرة وبيانات الادانة للحكومة السودانية عندما كانت تنظم حركة السكن العشوائي والاعتداء على أراضى الغير وترحيل بعض المواطنين الذين اتخذوا من مناطق منخفضة أو مجارى سيول وفيضانات وتذكرها بضرورة عدم إنتهاك حقوق الإنسان وجاءت قضايا المهاجرين فكشفت زيفها ونزعت عنها الأقنعة التى تدثرت بها وساعدتها فى ذلك المنظمات التى تنفق وتغدق عليها . الدول الأوروبية تتجه الأن نحو التضييق على المهاجرين وتسن القوانين التى ستجفف عنها الهجرة وستضحى بالكثير من القيم والشعارات التى كانت تدعى أنها حاميتها والقيمة عليها بعد أن أحست أن الضرر سيصيب مصالحها الإقتصادية والأمنية والثقافية جراء هذه الحماية والخداع السياسي الذى ظلت تمارسه لعقود خلت .