* أعتقد بأن المؤتمرات الصحافية التي يستضيفها المنبر الإعلامي الدوري لمكتب الناطق الرسمي باسم حكومة الجزيرة، والتي (يرغى) فيها بعض المسؤولين ويتحدثون عن انجازات وهمية أعتقد بانها مجرد (طق حنك) وكلام ساي والسلام. * فالانجازات التي يتشدقون بها يفترض أن يحس بها مواطن الجزيرة الغلبان، بياناً بالعمل في المستشفيات والمراكز الصحية التي تعج هذه الأيام بحشود كبيرة من صرعى الملاريا والتايفود والنزلات المعوية، التي انتشرت نتيجة لانهيار صحة البيئة بسبب البرك والمستنقعات التي خلفتها الأمطار، ولم تجد المتابعة والتصريف والرش من غرفة طوارئ الخريف، التي يبدو أنها اكتفت بالمعاينة ولسان حالها يردد مع المطرب خلف الله حمد (أعاين فيهو واضحك واجري واجيهو راجع). * ومن ضمن التصريحات المنبهلة من المنبر الإعلامي ما ورد على لسان مديرة عام وزارة الصحة وداد يوسف، والتي بشرت خلالها بصياغة جهاز الأشعة المقطعية المتعطب بمستشفى ود مدني منذ أكثر من عامين، ولا ندري حقيقة هل تمت صيانة الجهاز فعلاً أم أن البشارة تعني بان الصيانة ستجري بمرحلتين، وفي كلا الحالتين فإننا نتساءل كم من المرض يا ترى فقد انتقلوا لرحاب الله خلال العامين المنصرمين، نتيجة لتعطل الجهاز وعدم تشخيص عللهم * تلك واحدة من حكايات طق الحنك التي حدثتكم عنها آنفاً.. أما الثانية ولعلها الأكثر إدهاشا فانقلها لحضراتكم بالنص كما وردت في المنبر(كشفت مديرة عام وزارة الصحة وداد يوسف من خلال المنبر الإعلامي عن تكوين لجنة لتقصي الحقائق في انهيار جزء من مباني مستشفي السرطان بودمدني.. موضحة بأن مهام اللجنة مراجعة المواد والشركة المنفذة والمهندس المشرف، متوقعة رفع تقرير اللجنة خلال الفترة القادمة. * حسناً وطالما أن سيرة قضايا الفساد الموؤدة قبل حقبة ايلا بدأت تثار عبر المنبر، وينفض الغبار عنها، وحتى لا تكون الإثارة محض جعجعة لا نرى بعدها طحيناً، فإننا نتساءل هل تعلم السيدة مديرة وزارة الصحة بأن هناك لجنة تحقيق قد تم تكوينها من قبل لتقصي الحقائق حول فساد مبنى السرطان!! * وهل تعلم بأن اللجنة قد توصلت الى وجود إدانة إدارية جنائية في المبنى المتصدع حسب تصريحات البروف دفع الله ادريس المدير السابق للمعهد القومي للسرطان الجزيرة، والتي نشرتها الصحف قبل عامين، وكشف خلالها أن وزارة التخطيط العمراني بالجزيرة قامت بتصميم مبنى السرطان وتسليمه واستلامه بهدرة خاطئة. * وهل تعلم مديرة الوزارة بأن مدير معهد السرطان قد أشار في تصريحاته الشجاعة تلك الى فراغ اللجنة من تقريرها منذ قرابة العام، وسلمته لمحمد الكامل فضل الله وزير التخطيط العمراني آنذاك نائب الوالي الاسبق، دون وجود نتائج ملموسة لما حواه التقرير، رغم أن اللجنة قد توصلت لإدانه جهة معينة، ولكن الجهة المدانة لم تقدم للمحاسبة حتى الآن. * إذا كانت المديرة تعللم بتلك الحقائق، ومع ذلك ستمضي قدماً في تكوين لجنة تقصي جديدة فتلك مصيبة والله، وإذا لم تكن تعلم بتقرير اللجنة السابقة فالمصيبة أكبر. * عموماً لا بأس من نبش رفاة القضية، خاصة وأن التقرير موجود بطرف وزارة التخطيط وإذا راح أو اكلوا التمساح، فاللجنة التي صاغته موجودة ومدير معهد السرطان السابق يمكن أيضاً أن يقدم إفادته ويلا ورينا شطارتك يا وداد.