أحبتي (حكومة .. ومعارضة)، هرمنا من مشاهدة المسرحيات السمجة، أصابنا الدوار والتقئ..! كل النظريات أعيد إنتاجها وبصورة أسوأ مما كانت عليه في السابق .. ( تشاهد غداً)، شاب لها الولدان، ورحلت أجيال الرعيل الأول رعيل التضحيات والاستقلال، وما زال الحال يكتنفه الغموض، والسودان (محلك سرك)، والقصة لعبة القط والفأر .. إذا ظهر القط دخل الفأر الجحر، وإذا غاب ظهر الفأر وهكذا دواليك. ارحموا هذا الشعب.. ما هذا الهراء ولأكثر من نصف قرن والسودان في ديالمة، مفاوضات، حوار، وثبة، توقيع اتفاقيات، نكث عن العهود، عبثية حروب، أو هكذا تطورت الشعوب. إن الذي يجري بأديس أبابا الشقيقة من تفاوض بغرض رسم خارطة الطريق، غير مقنع للجميع، وآلة الإعلام تنقل لنا يومياً أخباراً تصيبنا بالقلق والتوتر والتفاؤل والأمل، مرة تقدمت المفاوضات، ومرات تعثرت المفاوضات، والطرفان يقيمون في فنادق خمس نجوم، بها ما لذا وطاب، ورفاهية منقطعة النظير، ونثريات بالدولار (أبو صلعة) ويا بخت من كان في وفد التفاوض من الطرفين، الدولار أرهق كاهل ميزانيات الدولة وجعل الجنيه السوداني يترنح، والشعب يعاني الأمرين، أليس الأجدر بكم مراعاة هذه الظروف الخاصة بالوطن؟! أستحلفكم بالله إذا كان الأمر أمر وطن ولا يتعلق بالمصالح الذاتية والشخصية وتقسيم الكيكة لماذا المرواغة والتكتيكات؟.. ثم لماذا أديس؟.. ولماذا الصرف البذخي والنثريات ؟.. والوطن العزيز الغالي وبنيه أحوج إليها: أين الوطنية التي تربينا عليها كابراً عن كابر وجيلاً بعد جيل؟.. ألم تسعكم أرض السودان للتفاوض والتحاور. بصراحة الطرفان رايحة ليهم حاجة، ونعذركم على طريقة المثل السوداني، (الرايحة ليه حاجة بفتش خشم البقرة)، وحاجتكم الشعب عارفها تماماً وهي (السلطة)، تعالوا أبحثوا عنها بالداخل لأنها ملك للشعب..! قناعتي أن غالبية الشعب السوداني سئم ومل المراوغات والنظريات العقيمة غير المنتجة، وتمسك بالحوار الداخلي الذي نشده السيد رئيس الجمهورية، وعلى نهج صنع في السودان، بأنه الحل الذي يتطابق مع وضع البلاد الراهن، وعندما يخرج برؤية توافقية تشمل الجميع، تحقق أهداف العامة، لا علاقة لها بالشخوص أو الأحزاب أو الطوائف يكون هو الحل الشافي الكافي لمشكلات الوطن . قناعتي أن الهرولة والجري خلف عيال العم سام لا يزيد الوضع إلا تعقيداً وخبالاً، عودوا إلى رشدكم يمموا شطر وطنكم السودان، ولا بد من بناء الثقة بين الطرفين، وقتها ستجدون الضمانات عند هذا الشعب الفضل الذي يراغب عن كسب ما يدور في الوطن الحبيب، هرمنا من هذا التوالي، وتهتدون، وتفلحون . والله المستعان