أجراس الصحافة :- مؤكد أن لكل صحيفة رسالة محددة وأهدافاً تسعى إلى تحقيقها، ولكل كاتب رأي فكر محدد أو قيم ومبادئ يؤمن بها يحاول أن يروج لها من خلال أعمدته أو مقالاته أو تحليلاته الصحفية، لذلك طبيعي أن يختلف معه آخرون، والصحفي الجيّد هو الذي يُجبر من يُعبر عنهم والذين يناوئونه على أن يقرأوا له، وهناك مقولة أُرددها كثيراً هي (إنه ليس بالضرورة أن يكون كل ما يكتبه الصحفي الجيّد جيداً.. لكن بالضرورة أن يكون كل ما يكتبه الصحفي الرديء رديئاً)...! يتّفق معنا قراء كثيرون حول ما نكتب، ويختلف آخرون أيضاً، وهذا حقهم وقد رأينا أن ننشر الآراء الموضوعية للذين يختلفون معنا حول ما نطرح أو الذين يساندون اتجاهات ما نذهب إليه، لذلك أفسحنا مساحة هذه الزاوية مرتين لما اسميناه بالردود التفاعلية... وقد يرى بعض المخالفين لما نذهب إليه أننا لا نعبّر إلا عن شريحة محددة لا لسبب إلا لأنهم - أي أولئك المخالفين - لا يتفقون مع ما نقول به، وقد سخر أحد الزملاء ذات يوم من الاحتجاجات التي يواجه بها المشاهدون التلفزيون، فقال في اجتماع رسمي بدايات تقلّد زميلنا الأستاذ محمد حاتم سليمان مسؤولياته مديراً للتلفزيون، إن الحل لإرضاء المشاهدين يكمن في أن تخصص الدولة تلفزيوناً لكل مواطن .. ويعني محطة تلفزيون خاصة بكل مواطن تقدم له فيها ما يُرضيه. غداً بإذن الله نواصل عن قرع الأجراس، ولكن في ساحات العمل السياسي وميادين الأحياء التي تشهد نشاطاً مكثفاً يتمثل في الندوات الساخنة التي تتعطل فيها أحياناً لغة الكلام والحوار ويخاطب المجتمعون بعضهم البعض بلغة الكراسي الطائرة في الظلام مثلما حدث قبل أيام في ندوة حي مايو بالخرطوم مما اضطر المشاركين في الندوة الى الهروب والفرار بجلودهم أمام هجمة مضادة من مناوئين. لن يفوت على فطنة القارئ الكريم أننا استعرنا اسم هذا الموضوع (لمن تُقرع الأجراس؟) من رواية مشهورة للكاتب العالمي آرنست همنغواي الذي يعتبره النّقاد العالميون شيخاً لكتاب القصة القصيرة، وهو صاحب روايات عديدة مشهورة مثل (وداعاً للسلاح) و (العجوز والبحر).. وغيرها وهو من الحائزين على جائزة نوبل عام 1954م. حاشية:- تقل مساحة هذه الزاوية اليوم ويكبر ويزيد حجم الأحرف (البنط) بناءً على طلب ورغبة صديقنا وعزيزنا الأستاذ كمال حسن بخيت رئيس تحرير صحيفة (الرأي العام) الغراء .. الذي قال لي : (يا أخي أعمل حساب الناس الما قادرين على قراية الأبناط الصغيرة)... وها أنا أفعل.. وأستجيب.