في العالم المتحضر يمكن ان يستقيل أي مسؤول ضخم ، أو زول جربان زي حالاتي ، حينما يشعر انه ارتكب خطأ فادحا أو حينما تحدث خروقات وعمليات فساد في إدارته ، من غرائب الاستقالات في العالم أن هناك سائق حافلة أمريكي قدم استقالته من عمله لانه دهس ( رجل ثلج ) أي والله رجل ثلج عديييييل كده ، مش رجل بشحمه ولحمه ، الرجل ( الحسيس ) استقال بعد ان نشرت حادثة الدهس في موقع ( يوتيوب ) على الشبكة العنكبوتية وشاهدها الآلاف ، فاستحي الرجل على دمه وأخذها من قصيرها واستقال ، دي الرجال يا بلاش ، أما في السودان نجد ان السائقين من فئة عشوائي أفندي وما أكثرهم في شوارعنا ، يصدم الواحد منهم المارة ويرتكب أفظع الحوادث المروية دون ان تدمع عينيه على مشهد الدماء أو صراخ المصابين ، هل رأيتم يا ناس رجاله اكثر من كده ؟ ، وفيما يتعلق بالمسؤولين والوزراء والذين على شاكلتهم في السودان ، فان الوزير أو المسؤول يسد إذنا من طين والأخرى من طين أيضا ويتمسك بالكرسي ، ولسان حاله يردد ( دقوني ما تجروني ) ، الله ... الله يا جماعة الخير ، كل هذا يحدث لأننا شعب متحضر ، على فكرة في عهد مايو الفاتحة على روحها آمين ، كان الطلاب في المظاهرات يطلقون شعار ( أستقيل يا ثقيل ) ، الآن هذا الشعار يقحم نفسه بشدة ويعلن عن حضوره بشكل بدهي ، واقترح ان يرفع جميع أبناء الشعب عقيرتهم بالصياح لكي يستقيل الكثير من المسؤولين والوزراء الذين تشهد وزارتهم خروقات كبيرة وعمليات فساد ما انزل الله بها من سلطان ، أقول قولي هذا وأمامنا كميات هائلة من المخازي التي تحدث في الكثير من الوزارات والمصالح الحكومية ، وما خفي أعظم ولكن رغم كل هذا فإن الرجل المسؤول يظل صامدا مثل رجل الثلج لا يتزحزح من مكانه ، وقصة وزير الإرشاد والأوقاف الذي رفض الاستقالة واحدة من المشاهد التي تؤكد أننا شعب أفراده من ذوات الدم البارد زي دمي ، المهم علينا ان نعيد شعار أستقيل يا ثقيل إلى واجهة الأحداث ، لعل وعسى يحس أصحاب الدماء الباردة ويقدمون استقالات جماعية من مناصبهم ويريحون أنفسهم والبلاد والعباد ، لكن للأسف نحن نعاني من انعدام ثقافة الاستقالة لأنها من ضمن القيم الديمقراطية ، والديمقراطية براء من السودان ، وعلي عكس القوم الذين يرفضون الاستقالة عدييل كده بسبب مخازيهم ، فأن الجنوب الحبيب قدم أوراق استقالته من منصبه الوحدوي ومضى بلا رجعه ، على فكرة غنوا معاي غناوي الفرحة ، أستقيل يا ثقيل . لكن آآآآآآآآآآآآخ مين يسمعك يا صاحبي . الله يخرب بيوتكم يا أولاد الأبالسة .