مما يذكر عن الرئيس الراحل انور السادات [مصر] مقولته الشهيرة [ الاوراق كلها في يد امريكا]. وكان يقصد حل مشكلة الشرق الاوسط وعودة الاراضي العربية المحتلة, وصدق في نظرته و مقولته برجوع ارض سيناء من الاحتلال الاسرائيلي وبقيت هضبة الجولان و الضفة الغربية تحت الاحتلال حتي الان و خسرت [سوريا و الاردن ] دول الممانعة لاتفاقية كامب ديفيد , وكانت تلك نظرة الرئيس الراحل نميري في دعمه للسادات,هل يتكرر السناريومع السودان حاليا. من المقولات المشهورة . مشكلة السودان هي نتيجة تراكمات صراع النخب الساسية المثقفة مع بعضها و صراعها مع الاحزاب التقليدية و الصوفية منذ خروج الاستعمار وحتي اليوم ,ذلك الصراع لم يطور المجتمع السوداني او يؤدي الي تحولات جديدة في المجتمع . الاحزاب التقليدية او الطائفية و الصوفية هي قدر السودان بما تحظي به من شعبية وتبعيية محاطة بهالة من القداسة الموروثة و المورثة من الماضي وفي الحاضر والمستقبل وهي لها دورها في تاريخ السودان السياسي المعروف والمستعمر كان يضع لها الف حساب , الصوفية هي تجمعات دينيه معتدله اصبحت جزء من الواقع الاجتماعي و السياسي , تلك الهالة و القداسه لايمكن ان يحظي بها اي حزب او خركة او جهة مهما تدثرت برداء الدين او الايدولوجيا , لاسباب ربانية حباهم بها سبحانه وتعالي, ولن تتغير الا اذا وجدت الاسلام المستنير الواعي لحقائق الحياة . مشكلتنا في غياب حقوق الفرد و النظرة الدنيوية من المثقفين المسيسين التي اصابها الطمع و النهم للسيطرة علي السلطة و الثروة في البلاد واقصاء الاخرين , وخاصة بعض الذين اتوا من الخليج متأثرين بثقافته البذخية التي زرعها فيهم المستعمر ولايدرون انهم يدمرون الوطن تحركهم مصالحهم والبحث عن رقي ومجد شخصي,لاادري ماذا سيفعلون عندما تتلاشي الدولة مع ان بوادر ذلك تلوح اذا لم نتداركها . المؤسسة الدينية الحالية بشقيها السياسي والتقليدي هل تمثل المجتمع الجديد كما في الماضي ؟ لااظن ذلك لااتسام العمل السياسي والاداري بعدم الشفافية والبعد الاخلاقي وتغليب مصالح مؤسساتها علي مصالح الشعب وسارت المعارضة السياسية والمسلحة علي نفس الدرب . خلق ذلك جيلا من الشباب رافض لكل قديم له رؤيته الخاصة التي شكلتها العولمة ٍ[الحواته] . عالميا وداخليا برزت منظمات المجتمع المدني من الخبراء و المفكرين و المثقفين لتكون ندا للاحزاب السياسية تصب في مصلحة شعوبها من اجل العدالة الاجتماعية . عموما التصالح الداخلي ياتي نتيجة الانفتاح السياسي والاستماع الي النصائح الدولية والاقليمية وترتيب اوضاع جديدة , المشاكل لاتحل بارضاء كل الاطراف وسياسة الباب المفتوح لكل من حمل السلاح او اعلن عن نفسه معارضا للنظام والمشاركة السياسية الواسعة غير الواقعية وفاعلية ارضاءا لنزوات البعض. نحتاج الي عقد اجتماعي جديد يوازن بين الصوفية و الطائفية و القبيلة و الحزبية ويحدد دور كل منها في الدولة في اطار دستوري قانوني . اعطاء الضمانات للمكونات القومية و الدينية والعقائدية المختلفة وفق معتقداتها وعادتها وتقاليدها وطرق عيشها في اطار قانوني بالرضاء وعدم فرض الجديد عليها. تحديد صيغ ادارية جديدة لجغرافيا السودان تراعي التداخل القبلي ومناطق تحركها وعيشها واعادة هيكلة الحكم الاتحادي وللامركزي. التركيز علي القضايا الداخلية التي تهم المواطن وتامن معيشته وامنه. اعلاء دور منظمات المجتمع المدني واعطائه الحرية والحركة كلا في مجال تخصصه . والله المستعان. {خبير استراتيجي