الذي يحدث الآن... وتمور به الساحة.. وتغلي على مرجل من المناكفات والمغالطات... والمماحكات... وتهب عليه رياح ظلامية... حتى لا نكاد نرى بعيد أنوفنا... كل هذا... ما هو إلا علامات مخاض... عسير.. وليل بهيم حالك... لا محالة بعده شروق للحياة.. وإشراق... وربيع.. وديع .. الوحدة مرغوبة... ومعشوقة... والانفصال أيضاً... أنيق... طالما هذا هو المخاض... وهذه هي الآلام... آلام «الولادة»... تبشر بمولود... لا نعرف هل يأتي كاملاً مكملاً... أم لا زال في طور نمو الاطراف... أياً كان... وكيفما اتفق... سيأتي هذا الوليد... فما غليان الدم في الشرايين... إلا تمهيد لاستقراره.. في قلوب نال منها التعب... ورهق المعاناة... وجباه.. طالما لمع فوقها «العرق»... ü ونحن نحاول فك طلاسم تلك القصة... أو الفزورة... فزورة الجنوب والشمال... والبقية التي لم تكتمل بعد... نشتم فيها رائحة بعانخي... وطعم «الماظ»... وهوية عثمان دقنة... وود حبوبة.. وحتى بها.. ملامح جون قرنق.. وعلي عثمان.. الذي صار تاريخاً.. كما «الدفوفة»... وسفراً يمشي بيننا... نعم.. سفر تاريخ.. له قدم في الجنوب... وأخرى في الغرب... وفي الشرق أيضاً والشمال.. ü كل هذا... ولا زلنا ننتظر الفزورة.. حتى تأتي بقيتها... ملتهبة... كبدايتها... منذ الاستقلال ... ولننظر حولنا... لنجد الازهار بعد الذبول... ليس أمامها خيار... إذا رغبت في الحياة... إلا... أن تتفتح من جديد... حتى وهي تعلم أن نحلات تطوف حولها... لتأخذ عصارة كدها.. وعصير جهدها... ستتفتح... ولا خيار آخر... ü ماذا عن «زهرة» الحياة السياسية... إن كانت لها زهرة.. أو «نوارة» حتى...؟! هل هي رغبة في الحياة... كما كل ورود الدنيا.. إن كانت كذلك.. فيا لها من حياة.. ستحياها.. وسنحياها جميعاً... فإما أن نصفق بحرارة... ونشد ايادينا بعضاً ببعض... أو... لتذهب كل عذابات المخاض... هباءً... ويضيع كل التعب... و«الشقا».. دون أن نجني ثمار المخاض الأليم.