تعتبر الزراعة العمود الفقري للاقتصاد السوداني والمورد الرئيسي لمعظم الصادرات، التي تبلغ 40% أو يزيد، من جملة الصادرات السودانية من محاصيل زراعية وبستانية وثروة حيوانية، وأعلاف منتجات الحيوانات، والسودان الذي يتمتع بموارد هائلة أهلته ليكون ضمن الدول التي يعول عليها لتغذي العالم، ولكن مع ذلك نجد هناك العديد من المعوقات التي حالت دون ذلك، في وقت أصبح المزارع يشكو خاصة مزارعي ولاية نهر النيل، الذين يهددون بترك الزراعة نسبة للمعوقات التي جعلتهم يخرجون من (المولد دون حمص)، ولالقاء الضوء على ذلك جلسنا مع السيد وزير الزراعة بنهر النيل المكلف دكتور عابدين صديق فالى إفاداته: حوار:مصعب بابكر *الزراعة أصبحت للأغنياء فقط وخرج الضعفاء منها ماذا تقول؟ - نعم تكاليف الزراعة ارتفعت فمثلاً التقاوي تأتي من خارج البلاد، بالإضافة لارتفاع الدولار وتأثير الحظر المفروض على السودان كلها عوامل تسببت في الوضع الذي نشاهده الآن. *يشكو المزارعون من التقاوي خاصة تقاوي البطاطس (المضروبة)، والتي أدخلت المزارعين في خسائر فادحة، إلا يعتبر هذا تقصير من جانب وزارة الزراعة؟ - لا التقاوي ليس مسؤوليتنا هنالك إدارة اسمها إدارة التقاوي وهي إدارة اتحادية هي المسؤولة عن التقاوي، واعتقد أنه تمت خصخصتها وتقوم باستيرادها شركات خاصة. *المزارع في نهر النيل يشكو من أن الوزارة لم تقم بواجباتها تجاهه ما ردك؟ - طلبنا من وزارة المالية الاتحادية مزيداً من الدعم، لكنها لم تدعمنا لتحقيق ما قاله الرئيس، إن الزراعة الماكينة التي تقود عجلة الإنتاج ولتحقيق هذا الشعار ينبغي أن تدعم الزراعة، ونحن نبذل جهداً كبيراً لترقية العمل الزراعي، وقمنا (بكهربة) معظم المشاريع الزراعية، وتبقى القليل نسعي لكهربة المشاريع الخاصة وقطع العمل 50% ولدينا البرنامج الخماسي لزيادة الصادرات ونهر النيل مؤهلة لذلك، فقط تحتاج الى البنوك والمؤسسات واتفقنا مع وكالة جايكا اليابانية لحفر القنوات والترع بالمشاريع الحكومية، خاصة مشاريع العالياب، والكتياب، والباوقة، وكدباس. *المزارع يشتري جوال التقاوي بسعر عالي، أضف عليه أعباء كثيرة كإعداد الأرض وارتفاع المواد البترولية، وقطع الغيار والعمالة وعمليات الحصاد إضافة الى إنحسار يقابل ذلك أسعار متدنية لا تغطي كل ذلك ولكن انتم لاتحركوا ساكن!! كما أسلفت نحن نجتهد ونطالب المالية والبنوك للمساهمة في الموسم الشتوي، الذي نستهدف90 ألف فدان قمح غير المحاصيل الأخرى إضافة الى كهرباء المشاريع لتقليل العديد من الاشكاليات.. أما في مجال الإرشاد أعددنا مجموعة حلقات بالإذاعة لتوعية المزارعين، أما تدني أسعار المحاصيل وهناك قصور في إدارة الزراعة ببعض المحليات، والآن نقوم بإعداد مبردات وثلاجات لحفظ محاصيل البطاطس والبصل والبساتين، وقطعنا شوطاً كبيراً.. أما عن انحسار النيل قمنا بجلب شفاطات وبعض الخراطيش للعديد من المناطق، وهنالك ملتقى باسم الفواكه والخضر، كذلك هناك جمعية أصحاب المهن تقوم بحل اشكاليات المزارع بالتنسيق مع الوزارة *نهر النيل شهدت استثمارات زراعية وهناك مشاريع قادمة يخشى المواطن من التغول على حقوقه ؟ - هناك قوانين تنصف المزارع ولا تظلم المستثمر، وقد شهدت نهر النيل من الاستثمارات الناجحة مثل مشروع الراجحي، الذي أنتج إنتاجية عالية، وكان الفدان انتج 30 كذلك الفابي وعدد من المشاريع الناجحة، الولاية بها 9 ملايين فدان جاهزة للزراعة، ومع ذلك حتى في ظل وجود المستثمرين لم تستغل إلا 3 فقط، ولكن هنالك استثمارات ضخمة ستشهدها الولاية ستحدث طفرة زراعية هائلة، كالاستثمارات السعودية والقطرية وغيرها. *ماهي خططكم المستقبلية؟ - الترتيب والإعداد الجيد لانجاح هذا الموسم، وبدأ الاستعداد مبكراً نقول إن نهر النيل أرض واعدة، خاصة وأن هناك مشاريع كبيرة واعدة تدر الخير على الولاية، بل على السودان عامة منها مشروع الهواد مثل المشروع القومي للإنتاج البستاني، الذي يستخدم المحاور لزراعة القمح وتمويله جاهز وقطع شوطاً مساحته أكثر من 500 ألف فدان، يحقق الاكتفاء الذاتي من القمح والألبان، الشيء الآخر هو الحجر البيطري المنظمة العربية للتنمية الزراعية، اختارت نهر النيل مركزاً لتجميع صادرات المواشي لكافة الدول العربية للاستقرار الأمني، وخلوها من أمراض الحيوان، وبالفعل تمت الدراسة وخصصت مساحات كبيرة لهذا الغرض، وامكانيات عالية نتوقع بداية العمل فيها.