الأخ معاوية محمد علي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (خيركم من تعَّلم القرآن وعلمه) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا كلام نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، لو تأملنا هذا الحديث ووقفنا عنده ملياً، والقينا عليه نظرة فاحصة وعميقة، لما آل إليه حالنا إلى ما نحن فيه من ضنك وحياة كلها مشاكل.. هذا الكلام يمشي ويذهب في نفس المنحى الذي ذهبت أنت إليه في أننا لا نولي القرآن وجمعية القرآن الكريم والقائمين على أمر جمعية القرآن الكريم في البلاد اهتماماً، وأنت في حديثك ذكرت بأن الجمعية في الخرطوم تجد الدعم أكثر من الولايات، وأذكر لك حادثتين العام الفائت لترى أن حتى الجمعية الأم لا تجد دعماً من الحكام في الخرطوم، أنا كنت من ضمن الذين شاركوا في تحفيظ القرآن في الفترة الصيفية الفائتة (الإجازة) في منطقة فتيح العقليين، وأنا لم أكن الشيخ المسؤول من الخلوة، ولكن الشيخ المسؤول الأول استعان بشيخ يحفظ القرآن، وأستاذ بالمرحلة الثانوية، كنا (4) لأن العدد كبير (80) دارساً، وكان من المقرر أن يحفظ الأبناء من الصف الأول وحتى الصف الثامن المقرر الذي سوف يكون في العام القادم، والحمد لله كانت تجربة جميلة ومفيدة للطلاب، إذ إن كثيراً منهم قد حفظ المقرر قبل بداية العام، نتمنى أن يتواصل العطاء في الأعوام القادمة ولكن لي ملاحظات، في هذه المرة لم يزرنا أحد من المسؤولين في جمعية القرآن الكريم الأم طيلة هذه الفترة حتى الحفل الختامي الذي أقمناه في نهاية الفترة لم يزرنا فيه أحد، وهناك بعض الملاحظات نتمنى من الأخوة في الجمعية النظر فيها حتى يتم تداركها وهي إيجاد عربات ترحل الطلاب وذويهم إلى أماكن التصفيات النهائية وفي المحليات، وجمعية القرآن الأم في الخرطوم، إذ أجريت تصفيات على مرتين، وأيضاً لم تكن الأماكن مهيئة، حيث لم تسع الأعداد الكبيرة من الحضور من الطلاب والرجال والنساء، كان الاحتفال في محلية جبل أولياء عصراً ولم توجد صيوانات تحمي الصغار من الجو الساخن، والكراسي كانت ناقصة، حيث أن كثيراً من الحضور كانوا يقفون على أرجلهم حتى نهاية الاحتفال، وأيضاً كان هناك نقص في ماء الشرب حيث انقطع الماء في نصف الاحتفال، وأيضاً الشيوخ الذين قاموا بتحفيظ القرآن لم يعطوا ولا مليماً واحداً، وأيضاً عندما ذهبنا إلى الاحتفال في قاعة الصداقة حتى الماء لم نجده وأيضاً القاعة كانت صغيرة، لم تستوعب كل الأعداد الهائلة التي جاءت لحضور الاحتفال النهائي.. قصدت من هذا الكلام أن أنبه القائمين على أمر الجمعية في الصيف القادم لكي ينتبهوا لمثل هذه الأخطاء التي حدثت حتى لا تحدث العام الماضي، وأيضاً يحتاج كل الشيوخ الذين سوف يقومون بالتدريس لكورس لمدة اسبوع يشتمل على محاضرات ودراسة الأحاديث وشرحها أي يدرسوا البرنامج أول قبل أن يعرض على الطلاب، أكرر لا نريد التشهير بأحد ولكن نتمنى أن يستفيد أهل الجمعية من الأخطاء في مقبل الأيام بإذن الله تعالى.. أخيراً يا معاوية هذا رد عليك بأنك قلت الجمعية امكانياتها في العاصمة أفضل، إذا كانت أفضل كان ظهر ذلك في الاحتفال العام الفائت. لي ملاحظة أيضاً في المدارس القرآنية، الشيوخ الذين يقومون بتدريس القرآن وحفظه ليس هناك أي اهتمام من قبل الدولة تجاههم، حيث لا يعطوا ولا مليماً واحداً من الدولة، بل يجمع لهم أولياء الأمور من جيوبهم حتى يقوموا بالتدريس، وهؤلاء الشيوخ والمعلمون يبذلون جهداً مقدراً حتى يحفظ الأبناء القرآن من الحديث الذي صدرنا به مقالتنا، لا الانجليزي ولا الرياضات ولا الفيزياء و لا الكيمياء ولا دكتور ولا مهندس ولا غيرهم أفضل من حامل القرآن، نرجو من الدولة أن تجعل أكبر مرتب في الدولة لحفظة كتاب الله حتى يكرمنا الله في الدارين، أغنوهم من ذل السؤال وانزلوا قرار رئيس الجمهورية بأن يكون حافظ القرآن الكريم يُعيَّن في الدرجة التاسعة، هذا القرار لم يطبق، من الذي حرم أهل القرآن من هذا القرار، من الذي عطله ولماذا لا يتم تأهيل هؤلاء الحفظة بأن يعطوا فرصة الدراسة في جميع الكليات الجامعية دون استثناء بالذات التربية، وبقليل من الاهتمام من الدولة يصبح هؤلاء الشيوخ قادة للمجتمع، يا من بيدكم القلم والقرار انصفوا أهل القرآن. خرساني فضل الله رحمة الله