منذ ان أغلقت المدارس أبوابها في إجازة طويلة لطلابها حتى كانت جمعية القرآن الكريم بولاية الخرطوم قد تأهبت لتنفيذ برنامجها السنوي وهو العمل الصيفي الذي تُجرى الإستعدادات له منذ بداية العام وقبل ان يذهب الطلاب في إجازتهم المدرسية، وبدأت الجمعية بتجهيز الخلاوي النموذجية والمساجد لإستقبال هؤلاء الطلاب لتعليمهم أصول التجويد والفقه والحفظ الجيد للقراءن الكريم حفظاً وتلاوة وتعهداً له، بإيدي شيوخ حفظة ومجودين يعملون على إشعال جذوة القرآن الكريم حتى لا تخبو في النفوس.وكعهدها تتبنى الجمعية الكثير من البرامج المجتمعية وتعمل على بث روح العمل الطوعي داخل المجتمع من خلال مراكز التحفيظ النسوية المنتشرة على طول وعرض الولاية وكذا حلقات تحفيظ القرآن الرجالية، وعمل الجمعية لا يقتصر على البرامج السنوية كبرامج رمضان والأعياد وخلاوي العمل الصيفي،لكن الجمعية تنشط كل العام في إطار رسالتها السامية التي تهدف لربط الأمة بالقرآن الكريم وجعل الخرطوم واحة بالقرآن، وهذا لا يتأتى الا بالعمل الكثير والشاق من زمرة حملت على عاتقها نشر كتاب الله وتفقيه الأمة، وفي اطار برامجها المتنوعة أقامت جمعية القرآن الكريم بولاية الخرطوم مشروع العمل الصيفي للعام 1431ه - 2010م وهو أحد المشاريع الاستراتيجية السنوية للجمعية والتي تستهدف به شريحة الطلاب بمؤسسات التعليم العام خلال العطلة الصيفية بإعتبارهم أمل الأمة وعماد مستقبلها، وتقوم من خلاله على تحقيق رسالتها بربط هذه الفئة المهمة والتي تعتبر عماد البلاد ومستقبلها المضئ بالقرآن الكريم حفظاً وتلاوةً وتجويداً وتفسيراً من خلال خلواتها الصيفية بكافة أرجاء الولاية ، وقد انضوى تحت هذا المشروع لهذا العام ثلاثون ألفاً (30000) من الطلاب والطالبات تحت مظلة ثمانمائة وخمسين (850) خلوة صيفية على امتداد الولاية ويشرف عليهم ألف (1000) من الشيوخ والشيخات تم اختيارهم من قبل الجمعية بعناية فائقة بغية توصيل المنهج المقرر بصورة سليمة، وتستعد جمعية القرآن الكريم بالولاية حالياً لمرحلة ختام المشروع بإجراء التصفيات للدارسين والدارسات ومن ثم تصعيد المتفوقين للمنافسة على مستوى الولاية، ويصاحب ذلك الاحتفالات الختامية للمشروع بمحليات الولاية السبع يليها الاحتفال الختامي لمشروع العمل الصيفي على مستوى الولاية بقاعة الصداقة منتصف يونيو القادم، يكرم من خلاله المتفوقون بجوائز مادية وعينية قيمة أسهم فيها المجتمع رجاله ونساؤه من الخيرين والخيرات وبعض المؤسسات الذين نأمل ان يتواصل دعمهم للجمعية من خلال برامجها الدائمة والمتواصلة، وقبل الإحتفال الختامي لهذا الجهد الضخم نفذت اللجنة العليا للعمل الصيفي بالولاية عددا من الطوافات على خلوات العمل الصيفي وقفت من خلالها على مراحل سير الأداء وتدريس المنهج القرآني ومقتطفات من الحديث والفقه والسيرة والبرامج الترفيهيةالمصاحبة. كل هذه البرامج المتميزة تُنفذ عبر فريق عمل متكافئ يعرف رسالته الدينية والمجتمعية التي يريد بثها في المجتمع ليصبح مجتمعاًمعافى سلوكاً وخُلقاً وتعاملاً ، يقود هذه الكوكبة شيخ زاهد يعمل بهدوء، بعيداً عن الأضواء الإعلامية، هو الشيخ عبدالله محي الدين امين الجمعيةبالولاية. مرايا أخيرة: الأعمال العظيمة والكبيرة تحتاج ان تُعرف ولن تُعرف الا بعد تسليط أضواء الإعلام عليها، وهذه دعوة لوسائل الإعلام المختلفة لاقتحام قلعة القرآن الكريم بولاية الخرطوم ليعرف المجتمع ماذا تفعل الجمعية.