سار قطار السودان طوال سنواته بعد الاستقلال دون أن يحدث فيه أي انفصال... و لكنه قد يكون توقف في بعض المحطات خلال الحقب التي توالت على حكم السودان.. وصادف بعض التعثرات من جراء العواصف الخفيفة والثقيلة التي حالت دون أن يسير بسلام، ولكنه صمد طوال تلك السنوات.. والآن كل المؤشرات والدلائل تقول: إن القطار سوف ينفصل جنوبه عن باقي الأجزاء الأخرى.. لا محال!!.. وإن قطار السودان ستكون به خروقات يدخل من خلالها الأحباب قبل الأعداء.. دعوتي هنا لأهل الشأن «حكومة الإنقاذ» بأن يكثفوا جهودهم في الفترة القادمة -إذا حدث الانفصال أو لم يحدث- بأن يتحدوا داخلياً .. أي مع الأحزاب والقوة السياسية الموالية و المناوية لهم.. وأن يصلوا لصيغة محددة تضمن لهم لم شمل أهل السودان.. لأنه إذا بدأ مسلسل الانفصال لن يقف عند الجنوب وحده.. فعلى الإنقاذ أن تتحد داخلياً ومن بعده إذا أرادت أن تتحد مع أي دولة أخرى فهي حرة.. ولكن ليس من المعقول أن يكون البيت الداخلي مشتت وبه خلافات ومشاكل «ينقصم» لها الظهر وهي تسعى لأن تعمل اتحاد مع دول شقيقة أو مجاورة.. كل الأحزاب المعارضة والموالية تصف الإنقاذ بالأنانية التي تجعلها تحتكر كل «الأمور» بين يديها - أمور وشؤون السودان كلها- ولا تترك لهم فرصة لكي يعرفوا ما يحدث في شؤون بلدهم.. وكما ذكرت فهم يلوحون بأنهم «مغيبون» تماماً كما ذكر زعيم حزب الأمة الذي جعل له خيارات ثلاث وسوف يفعل غيره.. كثيرون!!. وأيضاً على الإنقاذ أن تسعى لراحة مواطنيها بأن توفر لهم كل سبل- إن لم نقل- الرفاهية فالراحة.. لأن الشعب السوداني عانى ما عانى ولم يخذل الإنقاذ يوماً في حلوها ومرها.. فجاء الدور بأن توفر له ولو القليل من الضروريات التي يحتاج لها.. بالمواطن يعاني من ارتفاع السلع الأساسية التي هي أساس الحياة الكريمة التي تغنيه عن سؤال الناس.. ومن غلاء الأدوية.. ومن ارتفاع الإيجارات.. وهذا بالطبع لن يأتي في يوم وليلة.. ولكن على الإنقاذ أن تبدأ... ودائماً البدايات صعبة.. ولكل مجتهد نصيب.. فالسودان وطن عظيم يجب الحفاظ عليه بشتى الطرق حتى ولو «سقط» البعض عن قطاره فيجب أن يسير دون توقف.