سهرت ليل.. وكمان ليالي.. أنا والظنون وأوهام خيالي متمني طيفه يكون حيالي واسامر روحي بنور جمالك *** علموك حسادك عشان تعادي وهم أغروك وعلموك تجافي.. ومهما تزيد لهيبي... حبيبي برضه إنت.. إنت نصيبي يا حبيبي أنا أهواك.. بمثل هذه الأبيات تغنى الشاعر الكبير إسماعيل خورشيد، الكاتب الناقد المسرحي الممثل، الإنسان الفنان الشامل الذي رحل عن دنيانا منذ حوالي عقدين من الزمان، وخلف في حياتنا أريجاً جميلاً من الإبداع تغنى به التجاني السيوفي والتاج مصطفى وصلاح بن البادية والعبقري الموهوب صلاح محمد عيسى، ومحجوب عثمان وسيد خليفة والعاقب محمد حسن (غني يا قمري) في بداية حياته الفنية قبل أن يكون الثنائي الرائع مع السر أحمد قدور- وللتأريخ كان لا يذكر إسماعيل خورشيد إلا وذكر معه السر أحمد قدور وأحمد عاطف وحسن عبدالمجيد وأحمد عثمان عيسى.. فهؤلاء هم رواد المسرح الشعبي العامي في السودان.. وإذا كان السر قدور ورصفاؤه هم رواد هذا اللون، فقد سبقهم إبراهيم العبادي وخالد أبو الروس بالمسرح الشعري الذي كان سائداً آنذاك منذ أيام أمير الشعراء أحمد شوقي الذي قدم كليوباترا وقمبيز وعلي بك الكبير.. فنسج هؤلاء الرواد على منواله، ثم جاء جيل خورشيد والسر قدور فحاولوا هذا اللون في البدايات.. ولكنهم جاروا العصر في منطقتهم العربية.. فابتكروا المسرح الشعبي وحواره بلهجتنا. وقد سبقهم أستاذهم أستاذ الجيل ميسرة السراج- أمد الله في أيامه- فقدم المسرح المثقف الذي اعتمد على التراث العربي الإسلامي.. والذي لجأ أحياناً إلى الترجمة كما فعل رائد المسرح العربي جورج أبيض في مصر.. وكما كان الرواد أحمد علام وفتوح نشاطي وغيرهم من الرواد. هذه عجالة ورؤوس مواضيع قادتني إليها ذكرى إنسان عزيز نادر لن يتكرر أبداً.. ولن نرى مثاله.. هو الفنان القدير إسماعيل خورشيد.