على الرغم من محاولات التثبيط والسلبية ممن يعتقدون أنهم سيخسرون، نجحت حملة مقاطعة شراء اللحوم التي انطلقت أمس ليس في تخفيض أسعارها في بعض الأسواق فحسب، ولكن في تنفيذ عمل جماعي وتوافق بين المستهلكين لممارسة ضغوط على الجشعين الذين يستغلون الظروف وغياب الرقابة لتحقيق مكاسب سريعة على حساب المواطن الذي بات مدركا لمصلحته وواعيا بمحاولات استغلاله،ولم يتأخر في الرد على من راهنوا على غياب ثقافة المقاطعة. وسيكون نجاح الحملة في يومها الأول محفزا لاستمرارها خلال اليومين المقبلين وتوسيع أهدافها لمحاربة الغلاء الذي طال السلع الاستهلاكية الأخرى،وما يؤسف له أن بعض ضعاف النفوس استغلوا مقاطعة اللحوم لزيادة أسعار البقوليات من عدس وفاصوليا باعتبارها بدائل يلجأ إليها المواطن،وهذه خطوة ينبغي أن لا تمر وعلى الأجهزة الرسمية وخاصة نيابة حماية المستهلك التحرك لمقاضاة من لا يهمهم سوى اهتبال الفرص لملء جيوبهم من عرق الكادحين ودماء الفقراء. ومن أبرز ثمرات حملة مقاطعة اللحوم زيادة الوعي لدى المستهلك وتفعيل قدراته على تخفيض الأسعار عبر ترشيد الاستهلاك ، ومن شأن الحملة أيضا تخفيض أسعار اللحوم حال استمرار شريحة كبيرة من المستهلكين في الإحجام عن شرائها ولو بشكل جزئي أو التقليل من استخدامها، وتعطي الحملة التجار فرصة لإعادة النظر في أسعارهم وهوامش أرباحهم والتعامل بواقعية. وفي ظل غياب الضوابط لتحديد هوامش الربح لدى التجار يلاحظ دائما ارتفاع في الأسعار منها ما هو مبرر والآخر غير ذلك، لذا فإن المستهلك في اقتصاد السوق يعتبر العنصر المهم الذي يستطيع أن يؤثر على أسعار السلع ارتفاعا أو انخفاضا، وينبغي أن تتبع حملة مقاطعة اللحوم حملات أخرى على سلع ترتفع أسعارها عبر الجشع واستغلال الأوضاع الاقتصادية. ويتطلب نجاح حملة مقاطعة اللحوم من جمعية حماية المستهلك مساعدة المستهلكين في إيجاد بدائل للسلع التي يجب مقاطعتها وسيحقق الاستمرار في الترشيد نتائج ايجابية على المدى الطويل. ومن الأفضل لأرباب الأسر وضع ميزانيات يتم فيها ترتيب المشتريات من السلع وفق سلم الأولويات بما يتناسب مع الدخل،كما على ربات البيوت التجاوب مع الحملة الهادفة إلى محاربة الغلاء والخروج عن الموروث حيال اللحوم والاتجاه إلى البدائل ونبذ نهج التفاخر الاجتماعي والصرف فوق طاقة الأسرة. شكرًا يوسف ليس أمامي سوى الإشادة بصديقي يوسف عبد المنان، المتحدث باسم اتحاد الرعاة - وهو ناطق باسم اتحاد الصحفيين كذلك- على القيام بدوره على الوجه المطلوب في الدفاع عن منتجي اللحوم ومربي الماشية ،ونحن نشاطره الانحياز إلى هذه الشريحة المهمة التي لا تجد من الدولة إلا الإهمال،ويبدو أنه فهم مساندتنا لحملة مقاطعة اللحوم حربا على المنتجين،فالحملة تستهدف الضغط على التجار والسماسرة" في المدن الذين يستغلون المنتجين ويكسبون أكثر منهم من دون أي جهد،والمضاربين من المصدرين الذين يشكلون ضغطا على أسواق اللحوم وبدلا من جلب الماشية من مناطق الإنتاج ينتظرونها في مواقعهم. اطمئن يا يوسف نحن مع المنتج الحقيقي وليس أصحاب الجلاليب البيضاء الذين يتسكعون في "قندهار".