والعالم أجمع يحتفل بقدوم رأس السنة الجديدة .. والكل يتمنى له ولأسرته الخير.. ويسألون الله أن يجعل العام القادم خيراً من سابقه.. وأن يحقق لهم أمانيهم القريبة والبعيدة.. فالكل يحضّر لهذه المناسبة.. كل على طريقته التي اعتادها.. يساهرون حتى بداية اليوم الثاني الذي هو اليوم الأول من العام الجديد.. وكل هؤلاء يحضرون لاستقبال العام الجديد من قبل عشرة أيام سابقة.. ولكن هناك.. وفي ضاحية الصحافة شرق.. تسكن أسرة الحاجة (صندلية) التي فُجع كل أهل الصحافة بموتها الذي أخرس كل الألسن وأعمى كل العيون.. وأبكى كل القلوب.. وقطع كل الأفئدة.. والصدمة الكبرى في موت تلك الحاجة هي مقتلها على يد ابنها.. ياللهول.. ماذا جرى في هذه الدنيا العجيبة؟!... ففي العام الماضي قتل أحد الأبناء أباه.. وقيل بسبب (القروش).. وهذا أيضاً قتل أمه بسبب الميراث.. هل يعقل هذا.. وكل من يقتل أمه أو أباه يجدون له العذر.. فصاحبنا هذا قيل إنه مريض يعاني من اضرابات نفسية.. هل يعقل هذا هو يعاني من إضطرابات نفسية وفي ذمته (3) زوجات!!.. كيف يرعاهن وكيف يصرف عليهن.. وعلى أبنائهن ؟!.. أيها الناس لا تلتمسوا لمثل هؤلاء الأعذار ولو كانت عندهم أعذار حقيقية.. وإذا ما بحثنا عن مكانة الأم فى الإسلام فنجد أن الله أكرمها بأن جعل الجنة تحت أقدامها.. فمن أراد أن يدخل الجنة فليلزم قدمي أمه فهناك سيجد جنة الدنيا والآخرة.. ويكفي أن الإنسان الذى تموت أمه يناديه ملك فيقول اعمل يا ابن آدم فقد ماتت من كنت تُكرم من أجلها..ويكفي أن دعوة الأم تخترق السموات السبع فهنيئاً لمن كانت أمه تدعو له وهى راضية عنه ..ونجد أن أول من تدخل الجنة يوم القيامة هى أم مات زوجها وبقيت بعده تربي أيتامها.. وأيضا الأم التى يموت ابنها يُبنى لها قصر فى الجنة جزاءً على صبرها.وصدق أمير الشعراء حين قال: الأمة مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق... و مهما قيل عنها فلن نوفيها حقها أبداً...فالأم ليست مدرسة فقط بل هي العالم بأجمعه...فهي وراء كل تقدم..و.. وراء كل بطولة...فالجنة تحت أقدام الأمهات وهذا يكفي لمعرفة قدر وشأن الأم..فالرسول الكريم محمد-صلى الله عليه وسلم- أوصى بها...عندما جاءه رجل يسأله فقال:يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال:أمك,قال:ثم من؟ قال: أمك قال:ثم من؟ قال: أمك قال:ثم من؟ قال:أبوك...فقد كرر كلمة أمك ثلاث مرات للتأكيد على عظمتها.. ونحن في نهاية هذه الزاوية نسأل الله ونحن نستقبل عاماً جديداً أن يرحم الحاجة (صندلية) ويجعل جنتها (صندلية) عوضاً لما لاقته على يد ابنها.. ونسأل الله أن يهديه ويغفر له اللهم آمين.