ü استبق جهاز الأمن الوطني الاستفتاء الذي يبدأ اليوم لاختيار أهل الجنوب، ما بين الوحدة التي تبدو جميلة ومستحيلة والانفصال الذي بات مسألة وقت. بمكاشفة في منتصف نهار السبت كانت قيادات الإعلام والصحافة من حسين خوجلي حتى الباقر أحمد عبدالله، ومن محمد لطيف وعادل الباز حتى الطيب مصطفى، كانوا في ضيافة المدير العام لجهاز الأمن الفريق محمد عطا فضل المولى الذي تناول كوباً من القهوة الساخنة، حينما حاصره الصحافيون بأسئلة بعضها قلق على السياسيين أكثر من حذره على الجبهة الأمنية والعسكرية، التي أخذت تتقدم على الجبهات السياسة والاقتصادية في القضايا «الساخنة» بالحوار الموضوعي والإصغاء للآخرين. ü قيادة جهاز الأمن السوداني جلست الساعات صباح الخميس الماضي مع تيارات السلفيين والتكفيريين الذين لم يجدوا في أمانة الثقافة والفكر بحزب المؤتمر الوطني ما يكبح جماح التطرف بالحوار والمثاقفة.. حوار السلفيين من الانكفائيين ومفتوحي الذهن امتد لقطاع الاعلام والصحافة الذي توقع البعض أن يشهد حديثاً صارماً وتهديداً وتلويحاً يقمع الحريات في الحقبة القادمة بيد أن المهندس محمد عطا المولى اختار ميداناً آخر.. وضع أمام الصحافيين حزمة معلومات من تحديات الأمن القومي من وجود الحركات المسلحة في دارفور التي تجد الرعاية والحضانة من جنوب السودان من تواجد مناوي في جوبا وأبوالقاسم أمام ومعسكرات حركة العدل بالقرب من حدودنا مع أفريقيا الوسطى حيث يقبع سليمان صندل وعوض أبوعشر ومحمد آدم بخيت، بينما يتجول عبدالواحد محمد نور في العواصم الأفريقية مع أن عبدالواحد الذي تشغل الحكومة نفسها به لا يتعدى الظاهرة الصوتية في الإعلام. ü المعلومات وضعها مدير عام جهاز الأمن أمام الصحافيين بشفافية وصرامة ووضوح شديد حول قضية تهديد المعارضة بالخروج للشارع.. وقال إن آليات تغيير الحكومة منصوص عليها في الدستور، وأي محاولة لتغيير النظام بآليات الشارع من غير صناديق الانتخابات سيتم التصدي لها في مناخ الاستفتاء الحالي.. ووضع عطا أصبعه على المحاولة التخريبية التي تعرضت لها بعض منشآت شركة سوداني في الجنوب باعتبارها مؤشراً خطراً جداً. ü لكن الفريق عطا عاد وتحدث بصراحة شديدة عن أوضاع جنوب كردفان والنيل الأزرق، ودعا الحركة الشعبية لرفع يدها عن تلك المناطق نهائياً إذا انفصل الجنوب، ولكنه قال إن النوبة في الجيش الشعبي يجري حوار وترتيب لأوضاعهم وكيفية استيعابهم، وقال «هؤلاء شماليون مكانهم الشمال»، وذهت إلى القول بأن أبناء النوبة والنيل الأزرق الذين انضموا لجهاز الأمن بعد الاتفاقية سيستمرون في مواقعهم لأنهم شماليون، وحتى مالك عقار الذي اُنتخب بإرادة المواطنين فإنه سيبقى في موقعه ولا مساس بمشروعيته.. وقد أضاء مدير جهاز الأمن قضايا عديد ة نعود إليها غداً.