قلبت جميع الصحف الصادرة صباح الأول من يناير سنة 2011م (يوم عيد الاستقلال) فوجدتها جميعاً عن بكرة أبيها.. تعاملت مع الحدث كأي أمر عادي، ولم يفتح الله على أي منها أن تكتب افتتاحية واحدة عن هذا الحدث العظيم الذي قال عنه المحجوب: .. اليوم عيدك يا بلادي فافرحي والذي قال فيه أيضاً: العيد وافى فأين البشر والطربُ؟ { وربما كان بيت المحجوب هذا أنسب بيت للعيد هذه الأيام.. فهو حزين برحيل صانع الاستقلال.. ونحن حزينون بالغم والهم وظلام الانفصال، وبإحساس ممعن بالألم من جرح غائر في خاصرة الوطن بذهاب الجنوب الحبيب، ومن انقسام وطن استلمناه بلا شق أو طق كالصحن الصيني كما قال- زعيم ذلك اليوم زعيم حكومته ورافع العلم الرجل الصالح والإنسان الكامل إسماعيل الأزهري. { وإذا كان هذا حال الوطن كله اليوم، فلم استغرب لموقف الصحف، خاصة وأنها قد درجت على هذا التجاهل منذ مايو، بل منذ أن مسكت بالأقلام أجيال تربت على أن تتجاهل هذا اليوم ورجاله وأحداثه ورموزه، وتحشد الطاقات للاحتفال بعيد (الثورة).. منذ ثورة عبود التي أرست هذا التقليد.. إلى يومنا هذا الذي تحول فيه الاستقلال إلى خطاب خجول يذاع والليل يرخي سدوله على عام مضى، فيضيع بين أنوار الكريسماس.. ورأس السنة وألعابه النارية.. { وأقول لأهلي ليس لكم غير يوم الاستقلال ودرسه المستفاد.. فهلا إحتفلتم به؟