أخيراً وبعد العصف الذهني طيلة الفترة الماضية وحديث القاصي والدان? والسيرة التى انفتحت منذ العام 2005 في مشاكوس عن الوحدة الجاذبة بعيداً عن الانفصال هاهو الاستفتاء قد انطلق في كافة المراكز وسط الإجراءات الأمنية المشددة مع ترجيح الكثيرين لخيار الانفصال خاصة من أبناء الجنوب وتحديداً الساسة والذين يقولون بإستقلال الجنوب، ولكن هل سيعرف جنوب السودان الاستقرار والأمن والطمأنينة حينما يستقل عن شمال السودان وهل ستكون هناك دولة قوية وهل يملك الجنوب مقدرات تلك الدولة القوية أم أن هناك مشاكل أخرى ستطغى على هذا الاستقلال الجديد وتجعل منه استقلالاً ضعيفاً ممزقاً هذه الأسئلة التى ستجيب عليها الأيام القادمة، وحقيقة استوقفتني كثيراً وجعلتني في حيرة من أمري كلمة الاستقلال التي يقومون بإطلاقها بصورة متكررة وأطل سؤال حائر بطعم الاندهاش.. استقلال مِنْ- بكسر الميم- مَنْ- بفتح الميم- فالجنوب اساسا جزء من بلد مستقل أتيحت له الفرصة في أن يقرر مصيره بنفسه و إنسلخ عن ذلك الكيان كبير وهو بصدد أن يحقق كيان جديد وهذا ليس بالإستقلال الحقيقي ونقول ماهو الاستقلال الحقيقي فلقد استقل جنوب السودان في إطار السودان الموحد وكان ذلك إستقلالاً حقيقياً على الأقل من الناحية السياسية ولايمكن ان نقول مرة اخرى أن جنوب السودان لم يكن مستقلاً لأنة لم يكن هناك إستعمار من شمال السودان على جنوبة و السودان كان يحكم نفسة بنفسة خلال فترات طويلة جدا من التاريخ وقبل هذا الإستفتاء وعلى مدى سنين طويلة كان الجنوب يحكم نفسه بنفسه وهناك تداعيات وتفاعلات داخل الجنوب نفسه وفي علاقتها مع الشمال أدت الى مانحن فيه الأن وتتحمل الطبقه السياسية الجنوبية المسؤولية كما تتحمل الطبقة السياسية الشمالية المسؤولية في ذلك فيجب على اخواننا عدم اطلاق مثل هذه كلمات ومراعاة أن النظر للأمور بموضوعيه وأن لاتتحامل كثيرا على الشمال وأنه كان مستعمرا ومهيمن ومسيطر. وبالرجوع الى بعض المشكلة التي نعاني منها تجاهل الحكومات الى مايحدث من حولنا من التحولات وهي التي افرزت واقعا جديدا في الفكر ووسائل المعيشة والتخاطب والتعامل والسؤال الذي يطل برأسة هنا ،هل سنستمر نتعامل مع المجتمع بذات الطريقة القديمة في ظل الواقع الجديد وتغيير الانماط السلوكية وكما هو معلوم للجميع أن المجتمع قد أصبح شبة رأسمالى واستهلاكي ووو وبالطبع كلها بسبب النفط الذي غير الكثيرفي بلادنا... نعم حقق السودان طفرة اقتصادية في مجال البترول والمباني ولكن بكل أسف لم ينعكس ذلك إجتماعيا والكثير من القطاعات الاجتماعية التي مازالت ترزح تحت وطأة الإهمال و التنمية غير المتوازية وكما هو معلوم السودان قطر كبير يحتاج الى مجهود ووقت كبيرين ليحدث ذلك التوازن المنشود ونتمنى من الساسة والحكماء اجراء المعادلة اللازمة والتعامل بنظرة مستقبلية ثاقبة مع كل المعطيات الماثلة لمستقبل البلاد والى اين نحن ذاهبون واعادة بناء الوطن على اسس جديدة تتماشى مع الواقع الجديد صوت اضافي : أنكر الرمد السياسي ضوء محفزات الوحدة الجاذبة التي كانت شعارا في بروتوكول مشاكوس 2005 التي قالت بتغليب خيار الوحدة على خيار الإنفصال ولم تكن هناك تفاصيل ربما كان من المفترض ان تضمن هذة التفاصيل لاحقا في بعض الاتفاقيات اوحتى في الدستور اذ كيف نجعل الوحدة جاذبة في جنوب السودان وكيف نفعل ذلك بكل أسف ترك الأمر للتفسيرات والمماطلات السياسية فيما بعد وهذة القضية خطيرة القت بابعادها حيث انة كان يجب ان يكون عليها اجماعا منذ البداية وان لاتترك للتفسيرات او الاهواء وللأسف هذا ماحدث وتم تطبيق جوانب تتعلق بتفاصيل الاتفاقية واقتسام السلطة والثروة ولم ينفذ روح الاتفاقية وهي مسألة الاستفتاء اذا التفاصيل عجزت ان تصل بنا الى ذلك وكان يجب ان نجعلها الأسبقية .