تجاوزت التوقعات الانفصال ووجود دولة جديدة لم تحسم ملفاتها العالقة مع الدولة الأم في الشمال مثل الحفاظ على استمرار الهدوء الأمني وعدم تعكير صفو الاستقرار. شهدت الأيام الماضية المتزامنة مع إجراء الاستفتاء إطلاق اتّهامات من مسؤول رفيع في الحكومة تقول بأن الحركات المسلحة مازالت موجودة في الجنوب فيما اتّهم باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان الحكومة بدعم هجوم شنّه منشقون عن الجيش الشعبي في ولاية الوحدة وأبيي. فضلاً عن إرهاصات بدخول الكيان الصهيوني جنوب السودان لإدارة صراع مع حكومة الشمال ذات التوجه الإسلامي المناهض للمخططات الإسرائيلية، ارتفعت الأصوات المطالبة بقيام اتحاد بين دولة متوقع ولادتها كأحدث دولة في العالم ناجمة عن الاستفتاء على تقرير مصير السودان لرعاية المصالح بين دولتي الشمال والجنوب وبرز ذلك في مخاطبة رئيس الجمهورية لحشد جماهيري الأسبوع الماضي وفي تسريبات نشرتها صحيفة الشرق الأوسط نُسبت للرئيس السابق الجنوب أفريقي ثامبو أمبيكي. رغم الضمانات التي أطلقها الرئيس البشير بالنسبة لحقوق الجنوبيين في الشمال وعدم السماح لأي معارضة جنوبية مُسلحة بالانطلاق من الشمال وبادله سلفا كير ميارديت رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان بتصريح مماثل بطرد حكومة الجنوب لحركات دارفور المماثلة إلا أن الفريق محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات حدد مناطق وجود قيادات حركات دارفور في الجنوب بعد أن أثبت. المراقبون لا يرون عاصماً للآثار السالبة الأمنية والاقتصادية للانفصال سوى التعاون المشترك بين الجنوب والشمال وحسم القضايا العالقة حتى لا يكون عائقاً في مستقبل العلاقات خاصة قضية أبيي والديون والحدود والأصول والخصوم. التداعيات والآثار الجانبية لا أثر لها على صعيد الأمن والاستقرار على العملية نفسها إلا أنّ التعبير عن المواقف من الوحدة والانفصال برز أكبر تعبير للوحدويين في طلاء منزل الزعيم الأزهري وتنكيس ابنته جلاء لعلم الاستقلال الذي يرفرف فوق منزلها تعبيراً عن الحزن لانفصال الجنوب بحسب المؤشرات فيما يُقابل هذا التعبير الوحدوي آخر فرح بالانفصال يتبناه منبر السلام العادل الذي يقوده المهندس الطيب مصطفى الذي نحر النوق والخراف ابتهاجاً بتصريحات يطلقها قادة المؤتمر الوطني بعدم منحهم الجنسية السودانية وآخرون قالوا إن أهلهم ذهبوا ببطاقاتهم للجنوب. عبدالوهاب طه عثمان رئيس مركز الفتح(أ) لفت النظر للوجود الكثيف لمنظمات المجتمع المدني المحلي مثل فريق عمل استفتاء جنوب السودان ومنظمة شموع للتنمية الاجتماعية والمنتدى المدني القومي ومنظمة زينب للتنمية بجانب طواف لفريق مراقبة الاستفتاء التابع للاتّحاد الأوربي ومراقبي الاتّحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية. نداء دينق أروب مسؤول الإعلام والتوعية بلجنة أم درمان الكبرى عبر مكبرات الصوت: عزيزي المواطن من جنوب السودان احرص احرص على التصويت بالمركز الذي سجّلت فيه، اسمك عزيزي المواطن الجنوبي عندما تذهب للتصويت تأكد أنك تحمل بطاقة التسجيل قال دينق أروب إن هناك جنوبيين يقولون عندنا بطاقات تسجيل ولكن لا نرغب في الاقتراع. آثار جانبية نتجت عن عملية الاستفتاء في الخرطوم ففي الوقت الذي ألصقت فيه جلاء إسماعيل الأزهري ومجموعة من المنادين بالوحدة لفوا جدران منزلهم بقماش أسود كعلامة حزن لفراق الجنوب نحر المهندس الطيب مصطفى صاحب الزميلة صحيفة «الانتباهة» الذي يتبنى خط الانفصال النوق والخراف مع مجموعة من مناصريه باعتبار أن الجنوب كان يحرمه من انتمائه العربي والإسلامي، القنوات الفضائية التي شاركت في تغطية الاستفتاء والصحفيون بحسب إفادة سمية الحاج مدير قسم الصحافيين الأجانب بلغ عددهم 662 صحفي يمثلون 98 مؤسسة إعلامية وصحفية من بينها 26 مؤسسة أوربية منها 6 مؤسسات بريطانية و13 مؤسسة أمريكية و14 مؤسسة آسيوية و23 مؤسسة أفريقية. تناقص زمن بثها لتغطية الاستفتاء من اليوم الأول للاستفتاء الذي حظي بإقبال وحماسة واحتفالية في الجنوب وتراجع من المرتبة الأولى في القنوات الفضائية لتحل محله المظاهرات التونيسية من سيدي بوزيد إلا من إشارات لوقوع اشتباكات تصفها الفضائيات بأنّها بين المسيرية ذات الأصول العربية ودينكا نقوك ذات الأصول الأفريقية التي تؤيد الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان راح ضحيتها العشرات في أبيى المتنازع عليها بين الشمال والجنوب. مندوب قناة الجزيرة الفضائية في كينيا ذكر أن عدد اللاجئين الجنوبيين بلغ عددهم 118 أعياه البحث عن مواطن جنوبي يرغب في التصويت لصالح الوحدة وأفاده أحدهم بأنه إذا أراد أن يجد شخصاً يصوت للوحدة فليذهب للخرطوم فإنهم لا يعرفون الجنوب إلا من خلال بوابة الجنوب. الدكتور سعاد إبراهيم عيسى الناطق الرسمي باسم مفوضية استفتاء جنوب السودان أفادت بأن نسبة التصويت لليوم الثالث للاستفتاء تجاوزت ال25% في الشمال و63% خارج السودان إلا أنها قالت بعدم وصول الاحصاءات من الجنوب لضخامة العدد ربما ضعف وسائل الاتصال بأطراف الجنوب. ولفتت النظر إلى أن عدد المراقبين الأجانب قد بلغ 1280 مراقب فيما بلغ عدد المراقبين السودانيين 1200 مراقب.