الملكيون الجدد يحبون الحركة الشعبية أكثر من حبهم لأجدادهم وجداتهم،(الحبوبة) عندنا هي صيغة منتهى الحب والأصالة والإنتماء للجذور، هؤلاء حتى الآن لم يفهموا أن الحركة الشعبية ومعها شعب الجنوب أداروا ظهرهم تماماً لكل ما هو شمالي!! ولكن هؤلاء الملكيون الجدد الذين يحبون(المجتمع الدولي- والمنظمات- والحركة) لا يريدون (الإفاقة) من هذا الحلم اللذيذ، حيث مازالوا يحلمون بشعارات الأممية السابقة، والعدالة والمساواة، ومازالوا يحبون الحركة أكثر من حبوباتهم، رغم إن الحركة ومعها «المخرج الغربي» الذي يعرف معنى صناعة السينما وكيفية تقديم الأفلام القائمة على «الفنتازيا» أو الإبهار فقد قاما بإحضار (الحبوبة) ربيكا كادي وعمرها 115 عاماً لتدلي بصوتها في الاستفتاء، وتقول كنت أحلم بالانفصال منذ (70) عاماً، حبوبة ربيكا كادي تحلم بالانفصال منذ 70 عاماً، والملكيون الجدد من أبناء الشمال مازالوا يحلمون بالسودان الجديد، ومازالوا يدافعون عن حق الحركة الشعبية في تسليم نفسها ولإحداث التوازن العسكري، وماذا يعني التوازن العسكري، إنه يعني التصفيق والتهليل والمباركة لنيران الدولة الجديدة لتقتل حبوباتهم وخالاتهم وعماتهم وحرائرهم، وكل ذلك من أجل أن تهتف حبوبة ربيكا هللويا هللويا، وهي تغطي رأسها بالورود البيضاء ويزدان كرسيها بباقات الزهور الحمراء والصفراء والخضراء.. وحولها أحفادها يغنون بسعادة للوطن الجديد. ولا عزاء لأحفاد الحبوبة الشمالية فهم يريدون تدمير وطنها القديم..! الملكيون الجدد يشتمون المؤتمر الوطني ليل نهار ويصفقون للدولة الجديدة بكل «صفاقة»، ولكنهم لا يسألون أنفسهم مرة .. إلى متى ادمان أدوار التهريج والتطبيل وممارسة هواية الانسلاخ من الجذور!!. يعيش الملكيون الجدد في وهم كبير، وهم في ذلك مثل عم وهبة والذي حكى قصته الكاتب المصري الراحل محمود السعدني، فقد قال إن عم وهبة استمر في عرض بضاعته من الطرابيش بعد ثورة يوليو، وهي التي قامت بحظرها.. ولكن عم وهبة ظل يعرض بضاعته رغم عدم وجود مشترٍ، وهي نفس حالة أحفاد حبوباتنا الشماليات، فهم يعرضون بضاعة قد عافتها الحركة الشعبية، ولم يقتنع بها يوماً أهلنا في الجنوب، ولماذا نذهب بعيداً، فقد قال السيد جوزيف لاقو أحمد الله الذي جعلني أعيش لأرى الجنوب يتحرر.. وقال إن الجيش الشعبي من نسل وذرية الأنانيا فماذا يقول الملكيون الجدد بعد ذلك؟!. نحن مع حق الإخوة الجنوبيين في تقرير مصيرهم، وسنحزن إن ذهبوا عنا ولكننا لن نغضب!!. ونحن مع حبوبة ربيكا في ابتهاجها بحلمها الذي تحقق بعد 70عاماً، ونحن نحترم رؤية السيد جوزيف لاقو الذي يرى النضال الجنوبي واحداً منذ 1955 وحتى 2011م، ولكننا نحتقر حد الإزدراء هذا التحريض الذي يقوم به الملكيون الجدد ضد الشمال مرتع الجدود والحبوبات.. لعنة الله على كل «شمالي» يستهدف الشمال من أجل طربوش عم وهبة!.