أفسح مساحة هذه الزاوية اليوم لما خطه الأخ، والصديق الشاعر الكبير الأستاذ: شمس الدين حسن الخليفة، وأستند فيما ذهبت إليه على ذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان، الذي صادفت ذكراه الرابعة والخمسون يوم أمس.. وقد اخترنا له العنوان أعلاه، حيث رأينا أنه الأنسب لهذه المادة في هذه المناسبة.. وكل عام وبلادنا بخير. لا تقتلوا هذا البطل مرتين السيد الوالي المحترم تحية طيبة.. وكل عام وأنتم بخير.. أرجو أن أختلس من وقتكم الثمين بضع دقائق للخوض في موضوع النصب التذكاري للبطل السوداني عبدالفضيل ألماظ، الذي استشهد حاملاً مدفعه، وهو يقاتل جنود الاحتلال الذين لم يستطيعوا أن يهزموه إلا بهدم الغرفة التي كان يتمترس بها، فانهارت عليه، فتوقف نبض ذلك القلب الكبير.. هذا النصب الذي يقع في شارع الجامعة بالخرطوم عند الركن الجنوبي الشرقي من مبنى وزارة الصحة، يلاقي إهمالاً غير متوقع، وقد حرصت على أن أسأل كل من يصحبني عند المرور به إن كان يعرف ذلك الشيء، فلم أجد من يعرفه. وقد يكون لهم ولهن العذر لأن النصب التذكاري قد اتسخ، بسبب الملصقات التي شوهته، إذ يعامل ذلك الرمز العظيم وكأنه جدار لأحد المنازل المهجورة. أهذا ما يستحقه منا هذا البطل الذي ضحى بحياته هو وزملاؤه من أجلنا؟ والذين عناهم الشاعر عبد الواحد عبدالله في قصيدته التي يحيي بها عيد الاستقلال المجيد، عناهم بقوله : ü ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون ü ألمني جداً أن تمر أعياد الاستقلال ويمر عام الخرطوم عاصمة الثقافة 2005 ويظل هذا النصب يعاني الإهمال، بل ويزداد تشوهه يوماً بعد يوم. أرجو أن يسمح لي سيادة الوالي أن أشاهد قبل حلول العام القادم- أن أناشده: أولاً: أن يصدر أوامره لتنظيف هذا النصب التذكاري، وإزالة ما تعرض له من ملصقات وإعلانات أعتبرها مهينة حقاً. ثانياً: أن يتم دهنه كي يستقبل العيد في حلة زاهية تجعله أبهى وأوضح بالنسبة للجمهور. ثالثاً: أن تكتب لوحة تعريفية لتنوير النشء عن هذا البطل العظيم ورفاقه. رابعاً: أن يتخذ من التدابير ما يمنع وضع الملصقات على هذا النصب التذكاري، الذي يجسد الوفاء لأهل التضحيات. خامساً: أن يتم إقامة نصب تذكاري جديد من مادة أجود من المادة التي صنع منها كالرخام مثلاً، حتى ينال ما يستحقه من احترام.. وعاشت ذكرى شهدائنا الأبرار وعاش السودان حراً متماسكاً، وقوياً بوحدته في ظل سلام واستقرار دائمين.. والذل والعار لمن أراد له سوءاً، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. وكل عام والجميع بخير وعافية.. شمس الدين حسن الخليفة