تبقت أيام قلائل لانطلاقة بطولة أمم افريقيا لكرة القدم (شأن) بالسودان، بعد الموافقة النهائية للكاف على إقامة البطولة في موعدها المحدد الأسبوع الأول من شهر فبرايرالقادم، بمدن الخرطوم/ود مدني/بورتسودان بمشاركة 16 منتخباً من مناطق القارة المختلفة إضافة للسودان. وكانت اللجنة العليا للبطولة واللجان المساعدة قد أكملت كافة استعداداتها وتجهيزاتها وتصدرها للحدث الكبير في كل الجوانب، خاصة التنظيمية والإدارية والمالية.. أما الجانب الفني فالمتوقع منافسة حامية وقوية ومستويات متنوعة من مدارس كروية عريقة وجديدة. من جانبنا هنا وفي هذه المساحة من (أوراق فنية) نركز على الجانب الفني وهو مجال تخصصنا، ونورد هذه النقاط قبل انطلاقة البطولة، ثم نواصل عبر المباريات في المجموعات الأربع والظواهر الفنية للمنتخبات المشاركة في أساليب اللعب والتنظيمات المتعددة والإحصاءات الدقيقة وغيرها. إذا القينا نظرة عامة على المنتخبات المشاركة نجد أنها في مستويات فنية متقاربة، ولكن نتائج المباريات في التصفيات الخاصة بهذه البطولة وغيرها دلت على أن هناك قوىً جديدة تنافس القوة القديمة التقليدية، حيث اختفت الفوارق الفردية التدريب، وبعيداً عن المفاجآت والمفارقات التي تتسم بها الكرة الافريقية، فالقوة الحديثة أثبتت وجودها بعد فوز النيجر على مصر بهدف، في الجولة الثانية من تصفيات أمم افريقيا 2012، وتعادل سيراليون أمامها بالقاهرة، وكذا فوز افريقيا الوسطى على الجزائر، وخسارة تونس أمام بتسوانا، وفوز يوغندا على غينيا الاستوائية، وتعادل السودان مع غانا في كوماسي. كل هذه النتائج والتطور الملحوظ لدول كانت بالأمس القريب تصنف بأنها دول كروية صغيرة، قلبت الطاولة على الكبار، وبطولة أمم افريقيا 2011 (شأن) بالسودان تحمل نفس ملامح وسمات الكرة السوداء /السمراء، ومنافسة شرسة للقوة الحديثة للقوة التقليدية، حيث تمثل منتخبات جمهورية الكنغو الديمقراطية- (حامل اللقب)- وكوت ديفوار، والجزائر، والسنغال، وجنوب أفريقيا، والغابون القوة التقليدية، بينما تمثل النيجر، ويوغندا، والغابون القوة الجديدة الحديثة في القارة. وفي نطاق تقييمنا للبطولة فنياً نستعرض معكم منتخبات المجموعات الأربع والبداية اليوم مع منتخبات المجموعة الأولى التي تضم السودان/الغابون/يوغندا/الجزائر. السودان: شارك في بطولة دول حوض النيل الدولية التي أقيمت بمصر، ولعب في الدور الأول ثلاث مباريات أمام كينيا/جمهورية الكنغو الديمقراطية/تنزانيا، كما طار المنتخب للعاصمة الزامبية (لوساكا) لأداء مباراتين أمام منتخب زامبيا، وبعيداً عن نتائج تلك المشاركة والمباريات يكون المنتخب قد حقق هدفه الاستراتيجي، بتجهيز نفسه للبطولة خلال (5) مباريات دولية، ربما أدخلت لاعبي السودان في الفورمة المطلوبة مع كشف أخطاء وسلبيات بدنية وفنية للجهاز الفني لتصحيحها قبل الدخول في معمعة البطولة، خاصة وأن المباريات الدولية صاحبها خلل كبير في أخطاء خطوط اللعب الأربعة، (حراسة المرمى-الدفاع-الوسط-الهجوم)، مما دل على أن المنتخب في حاجة ماسة وسريعة لعلاج الأخطاء الفردية والجماعية، كما أن المنتخب في حاجة لإعداد نفسي ومعنوي لرفع الدوافع والاصرار والعزيمة، الى جانب الرغبة في الفوز بالبطولة كلها سمات مطلوبة الى الجوانب الفنية والبدنية (الروح العالية)، من أجل تحقيق الهدف الكبير المنشود. السودان يحاول اصطياد عدة عصافير بحجر واحد، وهي الفوز بالبطولة لأول مرة لوضعها الى جانب بطولة الأمم الافريقية السابقة (كان)، التي أحرزها عام 1970، والهدف الآخر تجهيز المنتخب للجولة الثالثة من تصفيات أمم افريقيا 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية أمام سوزيلاند. كنت قريباً من المنتخب في بطولة حوض النيل الدولية، ولمست كيف أن القائمين على أمره من قياديين وإداريين وفنيين يبذلون الجهد في سبيل تحقيق الأهداف. الغابون: من الدول التي تعتبر قوة حديثة في الكرة الافريقية، وحققت نتائج كثيرة في التصفيات القارية، وتصفيات كأس العالم، والمعلومة الجديدة أن الغابون تلعب لأول مرة كمنتخب في السودان، وتعتمد الغابون في هذه البطولة على اللاعبين المحليين يوغندا: أقوى منتخب في منطقة شرق ووسط القارة (سيكافا)، لفتت الأنظار بشدة في بطولة دول حوض النيل الدولية، بعد أن تأهلت للدور النهائي مع مصر بعد نتائج إيجابية بالفوز على بورندي 3/1، وتعادل ايجابي 1/1 مع تنزانيا، وخسارة من مصر صفر/1، وفي الدور قبل النهائي الفوز على جمهورية الكنغو 1/صفر، وفي النهائي خسرت يوغندا أمام مصر 1/ 3، ولكن مشكلة يوغندا في بطولة حوض النيل الدولية أنها مزجت تشكيلتها من محليين ومحترفين. الجزائر: تعتمد أكثر في بطولة (شأن) بالسودان على لاعبي نادي وفاق سطيف، ومولودية الجزائر، واتحاد العاصمة، وتلعب الجزائر بأفضل تجهيز فني بعد اهتمام اتحاد الكرة الجزائري بالبطولة، ووضع برنامج تأهيلي جيد بالجزائر وخارج الحدود، وتشكيلتها خلطة من اللاعبين بالدوري المحلي الجزائري والعائدين من الاحتراف الخارجي.