السودان مقبل.. على تشكيلة جديدة ومعطيات جديدة.. وهي فترة تستلزم شحذ الهمم.. بعد خطابي بالرسالة (ولا تهنوا) أسوق هذه القصيدة.. وهي من القصائد الرسالية كُتبت في زمان امتلأ بالأشواق.. والإصرار.. الإصرار على السير في الطريق.. أهلاً بكم أبناء موطِن العلم التليد يا أمنيات في ضمير الغيب يا حُلمي الرشيد أهلاً بكم أصداءَ ماض عاد فينا من جديد أهلاً بكُم أنشودة حَرّى يُرددها الوجود يا موكب الإيمان يزحف في ثبات لا يحيد فيعطِّر الأفق العريض بعطر أنفاس السُجُود ويُبَشرُ الكونَ الكبير بعودة الماضي المجيد برسالة التتريل بالإسلام في غده الجديد ويُعيدُ فينا وَعدَ رَبّ الناس في نصر الجنود وعدٌ من التتريل لاح كأنَّه الحلم السعيد مهلاً فإن جُنُود ربي قد أطلّت من بعيد في موكب النور المشع تلقفت رُوح الشهيد وتنزلت رُوحُ السكينة بين طّيات الحشود فتسابقوا مُتعجلين لقاء رحمن ودود *** الله أكبرُ قد دنت فينا سُويعات الكفاح طاب الحديثُ عن الملاحم والتزاحم والسّلاح وسرت جراحات الحُمى وصدى العرين المستباح والذكريات ترنُّ في سمعي فتزداد الجّراح ولئن أحاط بنا السِّلاحُ فسوف نزحفُ بالسلاح ظمأي إلى برد الشهادة في حُبُور وانشراح وغداً ستنقشع الغُيومُ وينجلي فلقُ الصباح ونروح ننسج من دم الشهداء ألحان الكفاح وندُك صرحَ الملحدين بعزمة الحق الصراح ونعيد مجد الأمس والأمسُ الموشى بالفلاح وغداً تموجُ مواكب الإيمان تجتاز البطاح سودان أنت حمى الشريعة والمبادئ والصلاح *** الله أكبرُ يا أخا السودان نحن المسلمون هم هؤلاء بنُوك في قلب المدينة يزأرون أشهدتهم وقد التقوا من كُلِّ حدب ينسلون هم جُل أبناء الصحابة والكرام التابعين نفضوا الغُبار ولملموا أشتاتهم متآزرين يتلمظون إلى اللقاء لعلهم يستشهدون هرعوا إلى صوت النفير مُهللين مكبرين تهليلهم ينجاب منطلقاً على مرِّ السنين قد أطلقوها صيحة الله تجتاح الحصون صُبرٌ إذا جدّ اللقاء أشاوس لا يجبنون أنشودة حرَّى يُرددها الشباب الموقنون تزكي مشاعرنا أحاديث البطولة والشجون والصانعين مصائر التاريخ من خلف السُجون وصدى تراتيل السُحور وأنة المستغفرين تنداح في عمق النفوس وفي حنايا الزاحفين فتحرك الحِسَّ العميق وبارق الأمل الدفين *** الله أكبرُ من نداء لا يداينه نداء يزكي الكوامن في الشعور ويستحثُ الأصفياء أبناء أمِّي زينة الدنيا الكرام الأتقياء قل للذين تجمعوا يبغون من وحي السماء مهلاً فإن تجمّع الأصفار لا يغني الغناء والمارد الجبار هبَّ وويلكم يوم اللقاء انهض صلاح الدين واشهد زحفنا تحت اللواء يوم التزاحم والتلاحم والتصدي والفداء يومٌ له ما بعده إما الصمود أو الفناء دوى النفير فأسرعت صوب النفير الأوفياء الباذلون دماءهم في الله ديان السماء *** وتحفهم ملأ الملائك والسكينة والصفاء يمشون في قدسية المحراب في ومض السناء حُلمٌ يداعب مُقلتي وكأنه قبسُ الضياء هي أمنيات دافئات داعبتني في خفاء فلعل ربي يستجيب لنا ويمنحنا الدعاء فنكون نحن الوارثين الأرض أركان البناء نمشي بدين ننشره فيرتفع اللواء ونُكبرُ الله العظيم مجددين له الثناء