لم يكن الأخ صلاح أحمد إدريس الأول في سباق الوصول إلى مقعد كرسي رئيس الإتحاد العام السوداني في آخر إنتخابات. ولكنه كان الأكثر تأثيرا والأعلى صوتا..بل أن صدى صوته لا زال يتردد في ردهات القانون! لم ينظم صفوفه ..ولم يستقطب الناخبين ..وأعتمد على كاريزما عالية يتمتع بها الرجل دون غيره من المنافسين! لم يطرق أبواب العضوية ..ولم يمارس كل أساليبها الذي يتقنها ..ويعرف دهاليزها المؤدية إلى إمالتها! وبرغم ذلك ظل الأكثر تأثيرا ..بل أنه كان الخصم الأخطر على رئيس الإتحاد العام الحالي ..ليس بإفتراض العضوية وميلها إليه في اللحظات الأخيرة. ولكنه كان قادرا جدا على نسف كل محاولات الدكتور السيطرة على الأوضاع ..وحسم الصراع باكرا بأصوات الناخبين الذين عرف طريق الوصول إليهم قبل سنوات..وشكلوا بعد ذلك مجموعة واحدة! يبدو أن هذه اللعبة إستهوت الرجل ..وأظهرت قوته التي يعرفها الجميع منذ أن ظهر على المشهد الرياضي قبل أكثر من عشر سنوات. فهاهو يريد أن يكرر ذات القصة ..ولكن بحبكة أكثر إثارة في دراما إنتخابات الهلال القادمة! للرجل سحره الكبير بلا شك ..وتعرف القاعدة الهلالية جيدا أن كل التحول الذي طرأ على نادي الهلال كان له فيه الفضل الأول والأخير! وكم وجلت حينما ترجل فجأة عن جواد القيادة ..تاركا الأمر برمته لمجلسه المتهاوي القلاع ..متحركا بجحافل طموحاته صوب مكاتب الإتحاد العام بالخرطوم 2 وبالفعل قد اصاب الوجع كل مفاصل الهلال ..حتى أتت لجنة التسيير التي حاولت أن تحكم القبضة على الأمور بالنادي الكبير! وفعلا ..حاولت اللجنة جهدها ..وقبلت بخيار أسهل الحلول لإدارة النادي إنتقاليا ..وفي تقديرنا الخاص ..كان جهدا مقدرا! الآن يعود صلاح إدريس مجددا للتحكم في الطقس الهلالي ..ولكن بوضع مغاير تماما لما كان يحدث في المرات السابقة! عندما كانت أيام الهلال تشير إلى تعديلات جوهرية في مجالسه ..كان الرجل هو المتحكم ..ويماثل الرقم الصحيح ..وكان الخيار متروك له لتحديد من يعمل معه..وتحت قيادته! الآن ..يظهر الرجل بالمشهد الهلالي ..وهو بآخر قائمة المرشحين لنيل ثقة الناخبين والجلوس بمقعد رئيس نادي الهلال! بمقياس العضوية ..وإنحيازها ..وإستقطابها ..فإن الصراع يبدو منحصرا بين رحي تنظيمين ..احدهما يقوده الأمين البرير ..صاحب الخبرات المعلومة في هذا المجال! والتنظيم الثاني يقوده أشرف سيد أحمد ..الذي ظهر قبل أربع أو خمس سنوات ..ومن يومها ظل يقدم نفسه كرئيس بديل لصلاح إدريس! صلاح إدريس..هذه المرة لا يعتمد على إستقطاب العضوية كما كان يحدث في المرات سابقة.! ويعتمد أول ما يعتمد عليه هذه المرة ..ثقته الكبيرة بنفسه ..وفي الناخبين الذين يمكن أن يقلبوا الطاولة بوجه من أحضرهم..هذا إن بادرهم حب الهلال فجأة ..وبعدوا عن المؤثرات! ناحية أخرى ..ربما تجعل الوضع بالهلال قابلا للتحول في اللحظات الأخيرة إن مضى الأخ صلاح قدما في صراع الإنتخابات! وأعني بلا شك ديون الرجل المليارية التي ربما كانت سببا كافيا لإعادته بمفاجأة لا تخطر على بال أحد.. والأحتمال الأخير الذي يجعل الرجل يعمل بعيدا عن صراع العضوية ..أن يكون مخبأ بجيبه مفاجأة قانونية غير منتظره للمنافسيه!!