صالح عبدالقادر الجيلي أبوقرون الشهير بصلاح بن البادية، اسم له حضور في عالم الفن ومن القلائل الذين ظل صوتهم يحتفظ بقدرته على التطريب رغم العمر الفني الطويل ... مرتب مثل كلماته التي يتغنى بها وتخترق القلوب. «آخر لحظة» تقلب صفحات حياته بعد شفائه من الكسر الذي كان برجله وتهدي بطاقته للجيل الحديث والتي تقول: من مواليد قرية أم دوم التابعة لشرق النيل، تربى في كنف جدته وهو به نقص تكويني «سبعة أشهر».. حفظ القرآن في سن مبكرة تلقى دراسته بين الخلوة والدراسة المسائية بالمراسلة، عمل بالتجارة بمدينة شمبات.. أول تسجيل صوتي له كان بإذاعة «بي بي سي» مع الروائي المعروف الطيب صالح ثم بالإذاعة القومية فكانت انطلاقته الفنية الحقيقية فإلى الحوار: عائلة صلاح فنية ثقافية هل ترى فيهم شخصك؟ - اثنان في عائلتي يجيدون فقط العزف على الجيتار ولا يمتلكون أي موهبة أو صوت، لذا لا أجد فيهم صلاح وأصواتهم غير مشجعة للأمام إطلاقاً. أغنية ليلة السبت ما قصتها والنضال الفلسطيني؟ - هي قصيدة أتي بها ابن عمي صالح بانقا صالح البان من إحدى المجلات المصرية، وطلب مني أن أغنيها، وأعجبتني كثيراً وعدلت فيها وأخذ اللحن خمس سنوات حتى قدمتها ونالت الإعجاب، وخشيت أن يقاضيني شاعرها إلا أنه شاء القدر والتقى به ابن عمنا هاشم عبد الرازق دبلوماسي واظهر له مدى إعجابه باللحن وبي، وذكر له أن مناسبتها هي الاجتماعات الطويلة كل سبت، لكنني جعلتها للمحبوبة التي غابت فشملت المعنيين المحبوبة والنضال. تجربتك مع الطنبور هل كانت رغبة المستمع أم فشلت؟ - توجهي للطنبور لعشقي له وحبي للصعاب، واتحدى أي فنان إذا كان هذا العمل سهلاً، حيث إنه لا يجيده إلا أصحابه، خضت التجربة لأنني جربت الطنبور مع المدائح بالطار والإيقاع الشايقي مما جعلني أحب الربابة، أما الاستمرار فهو صعب جداً يتطلب من الفنان التركيز القوي فهو تحدٍ مع نفسي، ولم يكن برغبة المستمع إنما هو لأهله فقط. هل راودتك فكرة التخلي عن الغناء؟ - نعم راودتني ذات مرة وصرحت لابن عمي وكان صحفياً فنشر الخبر وانهالت الخطابات، وكان ذلك لأنني ذات مرة دخلت حفلة وكان كل الحضور أناس لا يعون ما يسمعون، وقلت في نفسي لمن أقدم رسالتي، وفكرت في الابتعاد إلا أنني عدلت عن القرار بسبب رجل كبير قال لي سأنتحر إذا لم ترجع عن قرارك فعدت بحسنك أمر ونالت اعجاب الكثيرين. ما هو السر وراء احتفاظ صلاح برونق صوته حتى الآن؟ - إن صوتي هو من النوع الموروث لا يشيب، فقد أخذته من والدي رحمه الله حيث كان مشهوراً حتى كبره بالصوت الجميل بالترتيل وتلاوة القرآن والقصيد، وحتى توفي لم يتغير مثل صوت الشباب لهذا أجد صوتي مثله هذا ما خلفه لي أبي. اتحاد المهن الموسيقية وما آل إليه؟ - سيكون له دور عظيم في المحافظة على حقوق الفن والمبدعين وستكون الأعمال متقنة وذات مردود مادي وكنت أمثل فيه الرئيس، إلا أن العملية جعلتني اتغيب عن الاجتماع الأخير للجمعية العمومية لهذا لم ينتخبوني مرة ثانية، إلا أنه يضم عدداً كبيراً من الممثلين والفنانين والشعراء والمبدعين وأصبح الآن حق الأداء العلني والمطالبة بالحقوق في الأعمال المذاعة وبه رعاية وتحول إلى مجلس المهن الموسيقية ويتم التعاون مع وزارة الثقافة والإعلام. ما رأيك كفنان بما يدور في الساحة السياسية الآن؟ - أشد ما يحزنني هو الانقسام ومفارقة الاخوة الجنوبيين، فقد كان لي ارتباط قوي بالجنوب تغنيت له وماذا أفعل بمقطع أغنيتي من نخيل الباوقة طرحه ومن مريدي السمحة نفحة.. ماذا أقول بعد غياب الجنوب ولي أبناء خال من أم جنوبية. رحلة الاستجمام الأخيرة كيف كانت؟ - كانت جميلة، استعدتُ فيها عافيتي بعد العملية والضوضاء فابتعدت لاحتياجي للراحة النفسية والجسدية وقد استضافني السفير محي الدين وزوجته بأديس أبابا وعبركم أرسل لهما شكري. بماذا تنصح الشباب الناشئ الذي يريد الوصول لقمة الأغنية؟ - أقول له البناء من طوبة، والتأني مطلوب فالصعود سريعاً عواقبه وخيمة.