ناولتني «ثناء» وأنا في طريقي ل«صالة التحرير» مجموعة من الأوراق قالت.. أحفظها في دولابك يا استاذ تذكار..! قلت لها: هل هو تذكار إبراهيم عوض: تذكار عزيز يا قلبي شايلو أسى وجراح!! ü ثناء عابدين هي زميلتنا المحررة التي تابعت باجتهاد وصبر شديدين عملية الاستفتاء على انفصال جنوب السودان منذ بدايتها وحتى نهايتها!! والأوراق التي طلبت مني أن أحتفظ بها للذكرى في الدولاب هي التقرير الذي يحوي النتائج الأولية الكاملة لعملية الاستفتاء فالإعلان الذي تم قبل أيام في جوبا هو إعلان النتائج مفصلة للذين صوتوا في الجنوب!! ونتائج مفصلة للذين صوتوا في الشمال لوحدهم!! ونتائج أخرى للذين صوتوا في دول المهجر «لحالهم»!! أما نتيجة أمس فهي النتيجة الكلية!! وهي أيضاً ما «فرقت كثير»!! فهي 83.98% صوتوا للانفصال و17.1% صوتوا للوحدة هم فقط 4488 مواطن لا أكثر ولا أقل..! أين ذهب كل دعاة الوحدة من الجنوبيين وأين التيار الوحدوي الذي قيل لنا أنه يوجد بكثرة داخل الحركة الشعبية!! هل يعقل أن الذين يريدون الوحدة في أوساط كل أهلنا الجنوبيين هم فقط هذا العدد!! أي وحدة هذه؟ وأي انفصال؟ هل هذه النتيجة تبدو معقولة وسليمة وما هو الفرق بينها وبين نتائج انتخابات الرئاسة العربية؟. قلت لثناء ما هو شعورك لحظة إعلان النتائج قالت.. شعورنا هو الحزن!! والغريب في الأمر أن الأوربيين داخل المؤتمر الصحفي وهم يفترض فيهم الحياد باعتبارهم صحفيين وإعلاميين جاءوا لتغطية حدث من بوابة «المهنية» كان هؤلاء يصفقوا بحرارة وبحماس وبمشاعر تفتقد من يقول لهم أخجلوا شوية!! وهل يستحي هؤلاء!! يا ثناء أهلنا زمان قالوا البرقص ما بغطي دقنو!! رئيس مفوضية الاستفتاء قال سننتظر لمدة 4 أيام لتلقي الطعون وهناك سبعة أيام أخرى ليفصل فيها القضاء وقال رئيس المفوضية «لا فض فوه» إنه لا يتوقع أن يتقدم أحد بطعون ضد العملية لأنها كانت مكشوفة للجميع وقال إن وجد من يطعن في استفتاء جنوب السودان فهو متقلي حجج وأنا أزيد عليه وأقول كمان «شقي ومجنون» ورحم الله صديق الكحلاوي.