راصد بيت الأسرار استمع إلى حديث خاص بين الدكتور عمر درمة عميد كلية الفنون بجامعة السودان والفنان الخطاط العالمي، وبين أحد أصدقائه المقربين إذ قال الدكتور درمة المعروف وسط زملائه في الوسط الصحفي والأكاديمي ب(دال. دال) قال إنه حزين للدرك الذي وصلت إليه بعض الصحف التي أخذت تصادر الحقوق الأدبية والمادية للفنانين والمبدعين. أرهف راصد بيت الأسرار السمع ليعرف المزيد لكن الصوت كان يأتيه بعيداً ليذكر اسم صحيفتين حديثتين نوعاً ما انجز لهما الدكتور درمة ترويستهما كاملتين .. ولم ينل حقاً.. ولا (شكره). حكاية في الزمن الضائع كان من المقربين لرئيس المؤسسة المنتجة لما يتّصل بتشكيل الرأي العام السوداني، وحدث تقارب بينه وبين الرئيس الإداري وتم تأسيس عمل جديد تولاه ذلك المُقرب، لكن الأمر لم يرق للصديق القديم.. شاءت الأقدار أن تجري تغييرات إدارية أبعدت الرجل الأول، وثبتت من أقدام الثاني أما المقرب السابق فقد أخذ يتجرع أكواب المُضايقات وكؤوس الذل، فآثر الابتعاد خاصة بعد أن طلب صديقه القديم من أصحاب القرار إيقاف عمل الصديق.. ورتب حاله للانتقال بكامل العدة والعتاد إلى مؤسسة أخرى قال إنها تحترم حقوقه كإنسان.. وبلغ الأمر الكبار فتم استدعاؤه إلى المقر الأخضر في الشارع القارّي وسمع راصد «بيت الأسرار» الرجل الأكبر وهو يقوي من عزيمته ويقول له (لا تحزن..) ثم سأله عما يُريد، فقال: (حرية إدارية، واستقلالية تامة ومبانٍ منفصلة).. ولم يتوقع ردة الفعل التي صدرت عن الرجل الكبير إذ كان يعتقد أن مطالبه تعجيزية.. لكن الرجل الكبير قال له: (مبروك.. العايزو كلو حيبقى وبأسرع وقت).. ولما علم صاحبه بالأمر ابتأس وشعر بأن الأرض تهتز تحت قدميه.